تصحيح المفاهيم الخاطئة يحسن من مستقبل المرض
الضغط داء مزمن وأدويته دائمة وليست مؤقتة !!
هناك اعتقادات ومفاهيم غير صحيحة تجدها تتداول بين المرضى عموما ومرضى ارتفاع الضغط المزمن ليسوا استثناء من ذلك ، ومن يتعامل مع مرضى الضغط يجد ان هذه المفاهيم بشكل او بآخر تتواجد في المرضى عامة بغض النظر عن جنسياتهم وعاداتهم وتقاليدهم والسنتهم وسنستعرض لبعض هذه المفاهيم ومحاولة تصحيحها عند هؤلاء المرضى، فمنها:
أولاً : ان ادوية الضغط مؤقتة وليست دائمة!!
رأيت بعض المرضى يأتي للعيادة بضغط مرتفع ويعطى الدواء المناسب ثم بعد نزول الضغط للمستوى الطبيعي وزوال الأعراض التي كان يشتكي منها يبدأ بإيقاف ادوية الضغط ظنا منه ان ارتفاع الضغط عولج ولا يحتاج الى الدواء بعد ذلك مثله في ذلك مثل التهاب الرئة!! وبعضا من المرضى يخاف أن نزول الضغط سيستمر في النزول حتى يغمى عليه اذا لم يوقف الأدوية ! والحقيقة ان ادوية الضغط هي ادوية يجب تناولها باقي العمر وهي لا تعالج مشكلة ارتفاع الضغط جذريا وإنما تتحكم به.... هذا المفهوم يجب ان يناقشه المريض وطبيبه قبل بدء العلاج لأن اخذ العلاج ثم ايقافه فجأة اخطر نسبيا من عدم اخذ العلاج في مريض ضغط حالته مستقرة وذلك بسبب تحكم شرايين الدماغ في حركة الدم في حالات ارتفاع الضغط.cerebral autoregulation.
ثانياً : بعض المرضى يوقف ادويته اذا وصل الضغط الانقباضي في حدود 110ملم من الزئبق!!
ان من المعلوم ان الضغط يتذبذب فإذا كان المعدل المطلوب 120 ملم من الزئبق مثلا في مرضى السكر والفشل الكلوي فتجد ان القراءات تتراوح من 110 الى 130 ولكن اغلبها في حدود 120. وهناك من يعتقد ان هذا انخفاض للضغط والحقيقة ان انخفاض الضغط نوعان اولهما ما كان متعلقا بوقوف المريض [size=21]postural hypotenson والآخر ما لم يكن متعلقا بذلك وهناك تفاصيل علمية لكل من النوعين والذي ننصح به المريض ألا يوقف الدواء إلا بعد مناقشة طبيبه المعالج وأخذ رأيه في ذلك.[/size]
ثالثاً : هناك من لا يأخذ الادوية ويراقب ضغطه فإذا نزل الضغط الى مستواه الطبيعي... جاء محاجا للطبيب ان هذا دليل على عدم وجود الضغط لديه!!
هناك مجموعة من المرضى يتفقون معك على اخذ الدواء وعند المراجعة في العيادة وقراءة الضغط في مفكرة الضغط واخبار المريض ان «الضغط ممتاز ومتحكم به» يفاجئك بقوله ولكني لم آخذ الدواء؟!. والمريض يسوق هذا الدليل في سياق انه ليس لديه ضغط وانه لا يحتاج للدواء... ولذلك ننصح بعدم بدء الدواء حتى يتأكد الطبيب من جاهزية المريض لأخذ الدواء واقتناعه 100% بتشخيص الضغط حتى ولو ادى ذلك الى تأخير بدء العلاج الى ايام معدودة ما لم يكن هناك خطر محدق من تأخير بدء العلاج على حياة المريض... ويفضل الايضاح للمريض ان مرضى الضغط لا يشترط ارتفاع ضغطهم دائما وفي جميع الاوقات والأحوال وكذلك ان قراءة واحدة مرتفعة للضغط لا تثبت وجود ارتفاع الضغط المزمن وقراءة واحدة طبيعية بل (وقراءات متعددة طبيعية) لا تنفي تشخيص ارتفاع الضغط الشرياني المزمن، وينطبق ذلك ايضا على قراءة الضغط في العيادة لمرضى الضغط فارتفاعها لا يعني عدم التحكم في الضغط والقراءة الطبيعية في العيادة لا تعني التحكم بالضغط ايضا فقد يكون ضغط المريض مرتفعا باقي ذلك اليوم.
رابعاً : يحتاج المريض الى تغيير دواء الضغط سنوياً !!
هناك مفهوم عند بعض المرضى ان دواء الضغط يحتاج الى التغيير سنويا وهذا مفهوم غير صحيح والاصح ان على الطبيب والمريض معا ان يكونا على اطلاع بالمستجدات الحديثة في علاج المرض الذي يتابعانه وبناء على ذلك يتم علاج المريض
خامساً : ان يؤخذ دواء الضغط عند الحاجة (الشعور بالصداع مع ارتفاع الضغط)!!
هناك من المرضى من يعتقد ان دواء الضغط مثل البندول للصداع يؤخذ فقط عند الحاجة وقد رأيت بعض المرضى على هذا الحال لسنوات متعددة، وهذا المفهوم غير صحيح بل انه اخطر من عدم تناول دواء الضغط نسبيا حيث يتعرض المريض لتقلبات الارتفاع والانخفاض المفاجئ للضغط ومضاعفاته.
سادساً : ان يأخذ المريض الدواء ولا يراقب ضغطه!!
اننا دوما نشرح للمريض ان الدواء وسيلة وليس غاية في حد ذاته فاذا لم يتحكم الدواء الذي يأخذه المريض بضغطه الشرياني فلا فائدة من الاستمرار على اخذه بنفس الجرعة ولذلك لابد من مراقبة المريض لضغطه في بيته بالطريقة التي يتفق مع طبيبه المعالج عليها.وفي طيه تجدون نموذجا وضعه احد مرضاي - جزاه الله خير الجزاء - لمراقبة ضغطه.
سابعاً : ان لا يعالج المريض الكلسترول!!
بعض المرضى يعتقد ان الضغط هو مرض يحدث غالبا لوحده ويجب الاهتمام به فقط وتناسي غيره رغبة منه في عدم زيادة عدد الادوية عليه وكذلك عدم فتح ابواب اخرى يعتقد المريض انه في غنى عنها، والحقيقة ان مرض الضغط يتواجد مع السكر وأرتفاع الكلسترول في 40% من مرضى الضغط ، اضف على ذلك ان معايير التحكم بالكلسترول تختلف على حسب حالة كل مريض ولذلك يجب الاهتمام بالتحكم في السكر والكلسترول كما في حالة الضغط الشرياني تماما.
ثامناً : ألا يأخذ المريض الأسبرين.
لقد وجدت ان كثيرا من مرضى الضغط لا يأخذون الاسبرين يوميا وعندما توجه له السؤال تكون الاجابة «ما أحد قالي؟!» والبعض الآخر اذا أخذ الاسبرين فانه كل يومين او ثلاثة ايام ولا أعلم دليلا علميا ينص على ان فائدة الاسبرين كل ثلاثة ايام مثل فائدة اخذه يوميا.
تاسعاً : ليس لدي ضغط لاني لا أشعر بأغراض
اتاني رجل في السبعين من عمره وعلى الرغم من ارتفاع ضغطه الانقباضي فوق 190 إلا انه يصر على انه ليس لديه ضغط لأنه «ابخص بجسمه» ولا يحس بأعراض نهائيا وهو يعلم تماما متى يبدأ الضغط بالارتفاع ومتى ينزل!!! والحقيقة ان الضغط يسمى القاتل الصامت ولا يبدأ بالأعراض إلا عندما تبدأ المضاعفات على أعضاء الجسم الاخرى.
عاشراً : ان اجهزة مراقبة الضغط في المنزل عديمة الفائدة وغير دقيقة والأفضل قياس الضغط في اقرب مستشفى او مستوصف!!
ليس هناك غنى للمريض عن مراقبة ضغطه في منزله وهناك بعض المرضى يعتقد ان اجهزة قياس الضغط الالكترونية الموجودة في الاسواق غير مفيدة والعكس صحيح فهذه الاجهزة تسهل على المريض مراقبة ضغطه وإذا كان يعمل لها صيانة دورية من المصنع فان قراءاتها متقاربة جدا بين الجهاز الالكتروني وجهاز الزئبق وفي حدود 5-10 ملم من الزئبق.
شكرا د.خـالد عبد الله النمر