الدنيا كلها تسعد لمنظر توأم جميل ومتماثل في كل شيء في الشكل، في لون العينين والبشرة.. وحتى في الملابس، والكثير من الآباء يسعون إلى تأكيد هذا التشابه بين،
هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 781x978 . التوأم ليس في الزي فقط ولكن أيضا في أسلوب التربية. لكنالدراسات النفسية التي أجريت بكلية الطب في جامعة "منيسوتا". لا تؤيد ذلك، وتنصح كل أبوين لطفلين توأم أن يبتعدا عن معاملتهما كشخص واحد، لأن ذلك يعوق نمو شخصية كل منهما كما ينبغي أن تكون.ويتفق د. محمود عبد الرحمن حمودة أستاذ ورئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب جامعة الأزهر مع نتائج تلك الدراسات، مؤكدا أن تربية التوائم المتماثلة وهم الذين أتوا من بويضة واحدة وانقسمت إلى طفلين متشابهين في كل شيء تعد عبئا من الأعباء الأسرية التي تلقى على عاتق الأسرة، نظرا لوجود شخصين متماثلين يحتاجان لنفس الرعاية وفي نفس الوقت.ولتحقيق العدالة بينهما نجد الآباء يساوون بينهما في كل شيء حتى في لون الملابس ونوعيتها، خوفا من الانحياز لواحد أو تمييزه عن الآخر.والمفروض أن يستمر هذا الأمر إلى أن تبدو بوادر الشخصية المنفردة لكل منهما تتضح، عندئذ نعطيه الحق في أن يختار ما يناسبه ليميز شخصيته المستقلة ويبدأ باختيار لعبته المفضلة وهو في طفولته المبكرة، وبعدها يختار ملابسه وألوانها وما يفضله من أشياء، وعلى الأسرة أن تحافظ على تميزه حتى تنشأ شخصيته مستقلة لها سماتها المميزة.. فالتبعية الكاملة والتشبه الكامل بتوأمه يعوق تفرده وتميز هويته المستقلة، وقد يشعر بذلك خاصة إذا كانت شخصيته خاضعه لتوأمه الآخر، فقد يصاب حينئذ بالاكتئاب والإحباط نتيجة لسيطرة التوأم الآخر عليه والغائه لإرادته المستقلة والمنفردة، الأمر الذي قد يجعله أحيانا عدوانيا أو يأتي بسلوكيات خاطئة لإثبات التفرد أو التميز، وذلك تعبيرا عن عدوانه الداخلي وتأكيدا لاستقلاليته، ولذا من المهم أن يعي آباء التوائم المتماثلة حقيقة ما سوف يحدث لاحقا من سيطرة أحد التوائم على الآخر والمعاناة التي سيعاني منها شقيقه جراء ذلك، ولذا يجب عليهم أن يشجعوا كلاهما على اختياراته وتميز شخصيته حتى لا يعاني من أنه نسخة مكررة من الآخر.