تحرص الأم علي اختيار الأغذية المفيدة التي تحتوي علي جميع المواد الغذائية المهمة لبناء جسمه وعقله لتساعده علي النمو والتكامل، وعلى الأم أن تراعي سن الطفل والجو المحيط به فاذا كان الجو حارا تعد له طعاما مناسبا خفيفا محببا لنفسه ولا يصيبه بالخمول أو التخمة كالخضراوات والفاكهة المرطبة. وفي فصل الشتاء، ينصحها د. أكرم فهمي أستاذ التغذية في حديثه مع صحيفة "الأهرام" المصرية، بأن تعد له الطعام الدسم الذي يحتوي علي السكريات والكربوهيدرات كالبطاطس والقرع والمكرونة بأنواعها مع المشروبات الساخنة لتدفئة معدته ليقاوم لسعات البرد الشديدة لأنه في حالة نقص أي من أنواع الغذاء يهدم بنيان الصغير ويفقد شهيته ويصاب بالأنيميا التي تسبب الهزال والضعف وتظهر علي وجه الصغير.
وينصح بعدم الاصرار علي شرب اللبن في حالة عدم رغبة الصغير وتعويضه بالأرز باللبن والمهلبية او وضع اللبن مع الموز وضربه في الخلاط دون ان يكون سميكا وكذلك الاهتمام بالعصائر الطبيعية خاصة البرتقال والفراولة لفائدتهما العالية، وحذر من البطاطس الشيبسي والمعلبات وكل المحفوظات لوجود كمية كبيرة من الاضافات المضرة لصحة الطفل, كذلك اللحوم المصنعة واستبدالها بما يصنع في البيت علي أن يشارك الطفل في صنعها وتدويرها ليجد سعادة فيما يصنعه وذلك من سن الخامسة وأكبر.
من الطبيعي أن تتوقع الأم أن كل ما تقدمه لصغيرها يحوز إعجابه فإذا شعرت بنفور الابن فلا داعي من الإصرار علي أن يأكله حتي لا يكره كل ما يقدم اليه, وينصح د. فهمي أخيرا بتقديم الطعام بصورة زاهية وتزيين الطبق بأوراق الخضراوات الملونة حتي يتعود الصغير الجمال وحسن التذوق فيقبل علي الأكل بنفس راغبة.
لا تنزعجي
غالبا ما تنزعج الأم عندما يرفض طفلها تناول بعض الأطعمة المعروفة بفوائدها، وقد تلجأ إلي إجباره علي تناول أطعمة لا يستسيغها, أو تمنعه من تناول أطعمة يحبها مثل الشيكولاتة حتى لا تضره صحيا.
لكن د. خالد المنياوي, أستاذ طب الأطفال والتغذية بالمركز القومي للبحوث, ينصح الأم في هذه الحالة بتقديم بدائل لهذه الأغذية, فمثلا إذا رفض طفلك شرب اللبن, فمن الممكن إعطاؤه مختلف أنواع الجبن, لأن من أهم العناصر الموجودة في اللبن هو عنصر الكالسيوم, وهو متوافر أيضا في الجبن والزبادي وكل منتجات الألبان.
والمعروف أن عددا كبيرا من الأطفال الصغار لا يقبلون علي تناول بعض الخضراوات المطبوخة مثل السبانخ التي تحتوي علي عنصر الحديد المهم للغاية والمضاد للأنيميا، وغيرها من الخضراوات, وهنا يجب أيضا علي الأم ألا تجبر صغارها علي أكلها, فالحديد يوجد في أغذية أخري كثيرة مثل العدس والبلح والتين واللوز والبندق والكبدة والزبيب.. وهذه كلها أغذية لذيذة المذاق وأسرع هضما من السبانخ.
ويؤكد د. المنياوي عدم صحة أن الشيكولاتة تضر بالكبد إلا في حالة الكبد الضعيف أو المريض أصلا, فإذا كان صغارك لا يسبب لهم تناولها أي أعراض مزعجة أو مرضية, فلا تحرميهم منها، فهي طعام مغذ ومقو من الدرجة الأولي.
ومن الخطأ الاعتقاد بأن الأطعمة المحفوظة تنقصها جميع الفيتامينات, فلا ينقصها إلا فيتامين( ج) فقط الذي تفسده عملية الطهو, أما بقية الفيتامينات فتحتفظ بها. وغير صحيح أن الخرشوف مفيد للكبد، فخلاصة الخرشوف المفيدة للكبد ليست مأخوذة من زهرته التي نطهوها ونأكلها, وإنما من أوراق الساق.. وكثيرا ما يرفض بعض أفراد أسرتك الخرشوف لصعوبة هضمه, أو لأنهم لا يستسيغون مذاقه بأي صورة, فلا تلحي عليهم في تناوله.