الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والله عز وجل يقول :{وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى}[طه:132]. فالآية عامة للذكر والأنثى والصغير والكبير. فالواجب على الأم و الأب أن يبدأ مع أولاده بتعويدهم من السن السابعة ، ويستمر معهم على هذه الشعيرة ويحرص ألا تنقطع بسن معين أو بعارض زائل. يقول ***** عبد الرحمن السعدي رحمه الله في بيان هذه الآية: ( أي: حيث أهلك على الصلاة ، وأزعجهم إليها من فرض أو نفل والأمر بالشيء أمر بجميع ما لا يتم إلا به فيكون أمراً بتعليمهم ما يُصلح الصلاة بإقامتها بحدودها وأركانها وآدابها وخشوعها ، فإن ذلك مشق على النفس ولكن ينبغي إكراهها وجهادها على ذلك والصبر معها دائماً فإن العبد إذا ما أقام صلاته على الوجه المأمور به كان لما سواها أضيع ، ثم ضمن تعالى لرسوله الرزق فقال:{نحن نرزقك}أي رزقك علينا قد تكفلنا به كما تكفلنا بأرزاق الخلائق كلهم فكيف بمن قام بأمرنا واشتغل بذكرنا بما يجلب السعادة الأبدية وهو التقوى . ولهذا قال :{والعاقبة} في الدنيا والآخرة {للتقوى} التي هي فعل المأمور وترك المنهي عنه فمن قام بها كانت له العاقبة كما قال الله تعالى:{والعاقبة للمتقين}[العراف:128])[1].أ.هـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، حول هذا المعنى ومن كان عنده صغيرٌ مملوك أو يتيم أو ولد فلم يأمره بالصلاة فإنه يعاقب الكبير إذا لم يأمر الصغير ، ويعزر الكبير على ذلك تعزيراً بليغاً ؛ لأنه عصى الله ورسوله)[2].
1- تيسير الكريم الرحمن. ص :517. 2-مجموع فتاوى بن تيمية.22/50.