معلومات العضو
المدير العام
معلومات إضافية عدد المساهمات : 10090
نقاط العضو : 28752
نقاط سمعة العضو : 5
تاريخ التسجيل : 08/11/2012
العمر : 104
الموقع : افلام زووم
| موضوع: عندما تزوجين ابنتك ... السبت 8 ديسمبر 2012 - 17:43 |
| عندما تزوجين ابنتك ...
حين تصل الفتاة سن البلوغ يبدأ التفكير لديها في الزواج ، وتبدأ خواطر النفس في بيت الزوجية وكنهه ، وهذا التفكير الجبلي والمتوقع حدوثه من المناسب استغلاله لئلا نُلجأ بناتنا في هذا السن في التفكير فيما لا تُحمد عقباه ، فنحن في زمان فتن متلاطمة، وإعلام مرئي ومقروء هادم للأخلاق ؛ ومحرض على السلوك السلبي ، فالمصلحة والعقل تقتضيان تزويج البنت عند سن البلوغ. وحسبنا قدوة في ذلك زواج رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، حيث عقد عليها وهي بنت ست سنوات ، ودخل عليها وهي بنت تسع"[1] (فيحسن تنبيه الأبناء إلى احتساب الأجر في هذا الزواج وأنهم إنما تزوجوا طلباً للعفة ، وتكوين بيت مسلم، وإنجاب ذرية صالحة ، ينتج عنها جيل صالح يكون بإذن الله عز وجل سبباً في عز الإسلام والمسلمين)[2]. فعليك أيها الأب المبارك عندما تبلغ ابنتك سن الزواج أن تراجع نفسك في جوانب مهمة هي في الحقيقة بمثابة أمراض تستشري وتفت من عضدك. * فمن ذلك تأخير زواج البنات بحجة إكمال الدراسة أو حتى تنضج ويكمل عقلها أو غير ذلك من الحجج الواهية والمتهافتة، ولا شك أن تبكير الولي أو الأب بتزويج ابنته يعد موافقة لمقاصد الشريعة التي أمرت بحفظ الأمانة ومراعاة المصالح والمفاسد وهو كذلك أحفظ لأخلاقها ، وأدعى إلى صيانتها، وإشعارها بالمسئولية، وهو أولاً وأخيراً يعتبر موافقة للفطرة التي سن الله بني آدم عليها. فليكن شغلك الشاغل أيها الأب تزويج أبنائك عند بلوغهم السن المعتبرة للزواج ، ففي عملك هذا محافظة عليهم من الوقوع في الزلل. * ومن ذلك التساهل في اختيار الزوج ، فعلى الأب أن يتقي الله في اختيار الزوج الكفء لموليته، وعليه باختيار الزوج الصالح الذي يحفظ ابنته وأولادها من بعد زواجها. قال عليه الصلاة والسلام:"إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض"[3] وعند البخاري :" مر رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما تقولون في هذا ؟ قالوا: حري- أي حقيق وجدير- إن خطب أن ينكح ، وأن شفع يشفع ، وإن قال يستمع ، ثم سكت فمر رجل من فقراء المسلمين فقال : ما تقولون في هذا ؟ قالوا : حري إن خطب ألا ينكح ، وإن شفع ألا يشفع ، وإن قال ألا يستمع ، فقال رسول الله عليه وسلم : هذا خير من ملء الأرض مثل هذا." وقال رجل للحسن : من أزوج ابنتي ؟ قال: ممن يتقي الله ؛ فإن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها. وقال الشعبي: من زوج ابنته فاسقاً فقد قطع رحمه.
* ومن ذلك المغالاة في المهور، وقد حرص الإسلام على توجيه الناس إلى عدم المغالاة والإقلال في المهور. فليس المهر تجارة ولا طريقاً للربح ، أو وسيلة لسداد الديون ، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، - وأن كان في سنده مقال- :" أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة "[4] وقال عروة : من أول شؤمها أن يكثر صداقها. وفي المقابل فإن المهر المسمى في العقد سواء قل أو كثر يجب الوفاء به ، وهو حق ثابت للمرأة . قال الله تعالى:{وإن أرتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتاناً وإثماً مبيناً }[النساء:20]. وهذه الآية هي التي احتجت بها امرأة في عهد خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يخطب على المنبر قائلا ألا تغالوا في صدقات النساء ، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا ، أو تقوى عند الله في الآخرة ، لكان أولاكم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما أصدق قط امرأة من نسائه ولا بناته فوق اثنتي عشرة أوقية- أي من الفضة[5]- فمن زاد على أربع مئة شيئاً جعلت الزيادة في بيت المال)[6].
3- صحيح البخاري(7/264). 4- التعامل مع البنات. نورة السعيد. ص:59 . 1-رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني في السلسة الصحيحة. 1-رواه احمد (44595) والبيهقي والحاكم وغيرهم عن عائشة رضي الله عنها. وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة برقم 1117. 2- الأوقية: أربعون درهما من الفضة. 3- مجمع الزوائد: 4/283 وما بعدها.
منقول |
| |
| |