درج كثير من الآباء االمربين على تنشئة أبنائهم على حفظ القرآن الكريم وتعظيمه في نفوسهم ، وتحفيزهم على حفظه كاملاً أو بعضه ، وركز بعض الأباء على السور ذات الإيحاء التربوي كسورة النور وسورة لقمان وسورة الحجرات.. وألحقوا أبناءهم بحلق تحفيظ القرآن ، وهذا بلا شك محمدة جميلة يشكر عيها كل أب حمل على عاتقه مسؤولية تربية أبنائه. ولكن بعض الأباء هداهم الله نسوا أو تناسوا أو لنقل انشغلوا عن الاهتمام بتربية بناتهم على حفظ كتابالله والتركيز على ذلك ، وهذا بحق يعد تقصيراً ينبغي أن يدركه كل أب عاقل يسعى جاهداً أن يغرس حب القرآن وتعاليمه في قلوب أبناءه جميعاً ولا يفرق في ذلك بين الأبناء والبنات. وفي هذا الوقت انتشرت ولله الحمد مدارس تحفيظ القرآن الكريم الخاصة بالنساء والفتيات ، وتكثفت جهود ثلة مباركة من الداعيات على تأسيسها والإشراف عليها وفق آلية موحدة وأهداف مرحلية تناسب الفئة العمرية للمشاركات في هذه الحلقات المباركة ، وبدأنا نسمع عن بعض المناشط النسوية داخل هذه الدور مما يبشر بخروج نبتة صالحة وجيل مترب على آداب القرآن ومحاسن الأخلاق ، فينبغي للأب الحريص على تربية أبنائه إلحاق من يعول في هذه الحلقات وعدم التردد في ذلك أو التسويف بذريعة مشاغل الحياة اليومية. وإذا تأملت معي يا من استرعاك الله رعية ، حال أمهات المؤمنين أو نساء السلف وبناتهم اللاتي خلد التاريخ ذكرهن وجدت أن الحال مختلف تماماً عما عليه بعض نسائنا اليوم ، وكأن واقع الأمس أصبح عندهم أمراً مستبعداً اليوم.