يعتبر العناد صورة من صور السلوك الاجتماعي العادي لدى الطفل فيما بين 2-5 سنوات رغبة منه في الاستقلالية وإثبات الذات، ولكن ثبات هذا العناد وعدم الطاعة يدل على الفشل في تعليم الطفل المهارات الاجتماعية اللازمة؛ بسبب اتباع أساليب تربوية خاطئة.
ويؤكد علماء النفس أن العناد عند الطفل ظاهرة نفسية، وهو عبارة عن ردة فعل منه لرفض ما يجبر عليه من أمور لا تتفق مع حاجياته ورغباته، والعناد بذلك وسيلة يلجأ إليها الطفل لتحقيق حاجة معينة، وبما أن العناد نتيجة، فلابد من علاج السبب.
في رسالتك القصيرة إشارة واضحة إلى السبب: سفر الأب، وتغيير البيت، ومشاكلك مع أهل زوجك، وعصبيتك بسبب كل ذلك، وكل سبب مما سبق كاف لينتج عنه عناد الطفل وعصبيته.
وإليك عزيزتي أم بسام بعض الإرشادات التي أرجو أن تفيدك في تربية طفلك:
1- عليك أن تتحكمي في غضبك أمامه، وتتجنبي النقاش في المشاكل العائلية في حضوره، ولا تنسي أنه يتأثر بحالتك النفسية، فإن حدثته وأنت غاضبة وعصبية فسيرد بسلوك مماثل.
2- امنحيه كل حبك وحنانك واهتمامك دون تدليل، ففي تلك الأجواء المشحونة بالغضب والمشاكل بين الكبار وغياب الأب يحتاج طفلك إلى الدفء والرعاية، وقد يلجأ إلى العناد؛ ليلفت انتباهك، وليحصل على إعجاب الآخرين بقدرته على المقاومة.
3- اتخذي القرار فيما يخص ما تسمحين وما لا تسمحين له به من سلوكيات (مقبولة اجتماعيا طبعا)، واطلبي من أفراد العائلة أن يتعاونوا معك في تطبيق ذلك. واثبتي في معاملتك لطفلك ضمن الحدود التي رسمتها، فلا تسمحي له بفعل شيء في يوم وتمنعينه في يوم آخر دون سبب.
4-تدرجي في تعليم طفلك ما تريدين، واطلبي منه شيئا واحدا في كل مرة، ولا تكثري من الأوامر مرة واحدة معتقدة أنه يفهم ما تريدين منه.
5- لابد أن تربطي طلباتك وأوامرك بحاجياته ورغباته مع شرح الفائدة التي ستعود عليه من القيام بذلك، يعني أصري عليه أن يقوم بالعمل الذي يحقق مصلحته هو، واتركي له خيار القيام بعمل شيء لمصلحة الآخرين عن طيب خاطر.
6- اهتمي بالطريقة التي تطلبين بها منه شيئا، يعني كوني هادئة وحنونة، وأفسحي مجالا للمناقشة، وتجنبي التشدد، وإذا أصر على فعل ما يضره، وكوني حازمة مع شرح سبب ذلك.