نساء غزة حملن بأجنة مشوّهة بسبب الأسلحة الإسرائيلية
لم تنته حدود المعاناة لدى الفلسطينيين بعد انتهاء المجزرة التي وقعت نهاية العام ( 2012 )( 2012 )( 2012 )( 2012 ) في غزة، فما زال الكثير منهم يعانون تبعاتها من سموم الأسلحة الفتاكة التي استخدمتها قوات الاحتلال في أيام الحرب، ولعل التبعات على الأجنة في بطون أمهاتهم كانت الأخطر فنسبة كبيرة منهم لم يخرجوا من أرحام أمهاتهم بخلقة طبيعية، بل مصابون بتشوهات غالبيتها تركزت بنسبة 50% كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في الجهاز العصبي بالإضافة إلى التصاق الأعضاء.
((ليصلك كل جديدأرسل الرقم 1 الى - 81428 للإتصالاتالسعودية - 601428 لموبايلي - 701428 زين)) وأشارت الوزارة إلى أن عدد حالات الأطفال الذين ولدوا بتشوُّهاتٍ خلقيةٍ قبل العدوان بثلاثة أشهر وتحديداً في أشهر "أغسطس وسبتمبر وأكتوبر" بلغت (27) حالة فقط، فيما تضاعفت النسبة في نفس الفترة من العام ( 2012 )( 2012 )( 2012 )( 2012 ) بعد العدوان حيث بلغت (47) حالة، والسبب لا يعدو استخدام أسلحة محرمة دولياً كالفسفور الأبيض والقنابل المشحونة باليورانيوم.
التشوهات بالأسلحة تولد تشوهات وراثية: ووفقاً لتصريحات أطلقها مؤخراً د. معاوية حسنين (مدير عام الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة) فإن أعداد الأجنة التي ولدوا بتشوهات خلقية بعد عام على الحرب ارتفعت إلى 80 حالة لذات السبب، وهي الأسلحة الفتاكة التي استخدمها الاحتلال في حربه على غزة. نافياً أن تكون أسباب التشوهات بفعل عوامل وراثية، إلا أنه أشار في ذات الوقت أن الأجنة الذين ولودوا بتشوهات خلقية إذا ما كتبت لهم الحياة؛ فإن الخلل الذي يعانيه ينتقل إلى أولادهم وراثياً، مشيراً إلى أن السبب الأساسي لم يكن وراثياً؛ وإنما انتقاله إلى الأجيال القادمة يكون وراثياً.
وأضاف حسنين أنه وفقاً لنتائج الفحوص والعينات التي أخذت بواسطة مستشارين وخبراء بعلـم الأجنة، فإن التشوهات التي أصيبوا بها كان السبب الأساسي والأول فيها استخدام الاحتلال لأسلحة فتاكة ومحرمة دولياً أثناء الحرب على غزة العام الماضي. داعياً النساء الفلسطينيات إلى ضرورة اللجوء إلى المراكز الصحية لإجراء الفحوصات اللازمة خاصة النساء اللاتي تعرضن بشكل مباشر للأسلحة الإسرائيلية المحمومة بالغازات السامة في شرق مدينة غزة والمغراقة وشمال القطاع، الذي كان مسرحاً لقنابل الفسفور الأبيض والقنابل المشبعة بذرات اليورانيوم.
الأسلحة الإسرائيلية لا تدمر الأجنة فقط: وأوضح د. حسنين لموقع (لها أون لاين) أنه بحسب ما نشر عن تلك الأسلحة الفتاكة أنه يدمر الأنسجة داخل جسم الإنسان، ويؤثر على تركيب الدم والبلازما مشيراً إلى أن تلك الغازات لا تؤثر فقط على الأجنة في بطون أمهاتهم، بل إن تأثيرها يشمل الإنسان والبيئة الفلسطينية جميعها التربة والهواء، لافتاً إلى أن تلك الغازات والمواد السامة تدخل إلى أجسام الفلسطينيين عن طريق السلسلة الغذائية إثر تناول المزروعات التي باتت ملوثة بفعل تشبع الأراضي الفلسطينية بالغازات السامة ومخلفات الحرب. مؤكداً على أن قوات الاحتلال في حربها الأخيرة انتهكت أهم الحقوق الإنسانية للـمواطنين كالحق في الحياة، والحق في الصحة، وحق العيش في بيئة صحية ونظيفة، وقال: "إن كثيرا من السيدات خلال فترة الحرب كنَّ حوامل، وقد ظهرت عليهنّ بعد مضي ثلاثة أشهر على فترة الحمل الأولى تغيير في التركيبات أدت إلى تشوه في الأجنة وعند الولادة، وفي الفترة ما بين شهر سبتمبر وأكتوبر تم تسجيل أكثر من 25 حالة لأطفال ولدوا بتشوهات في القلب والرئتين والدماغ، علاوة على تشوهات أخرى في الرأس". وأكد د. حسنين في تصريحات خاصة لموقع "لها أون لاين" أن حالات التشوه كانت نتيجة لاستخدام قوات الاحتلال الأسلحة الفتاكة في حربها على غزة، وأوضح أن أعداد الحالات منذ اكتشافها حتى الآن تسير باتجاه متزايد؛ إذ وصلت إلى أكثر من ثمانين حالة كانت آخرها لطفل لديه تشوهات في القلب والرئتين، وأن الأطفال المولودين بتشوهات خلقية يتم مساعدتهم وتحويلهم إلى المستشفيات بالأراضي المحتلة عام 48م، ومنها مستشفى ولستون وهداسا وتل شومير وغيرها من المراكز المؤهلة لإجراء عمليات جراحية لهم في ظل الإمكانيات الضعيفة التي تعانيها وزارة الصحة.
نصائح للمقبلات على الحمل: ولفت د. حسنين إلى أن نسبة ميلاد الأجنة بتشوهات خلقية كانت عامة في القطاع جميعه الذي تعرض لهجمة صهيونية شرسة على مدار 23 يوماً من حرب الرصاص المصبوب، إلا أن أكثرها كانت في منطقة شرق غزة حي الزيتون، وشرق جباليا وعبد ربه والعطاطرة والسلاطين وبيت لاهيا، ناصحاً النساء الراغبات في الحمل على تناول الفيتامينات خاصة فيتامين (C.E)، وكذلك تناول حمض الفوريك للوقاية من تأثير الـمواد الـمشعة على الأجنة في أرحامهن، بالإضافة إلى في الغذاء والتركيز على الخضروات الورقية والبقوليات، والتزام الفحص الدوري لدى المراكز الصحية لملاحظة والكشف عن أي تغيرات تطرأ على جسم الجنين، وكذلك ضرورة العمل من وزارة الصحة على فحص ومراقبة الـمواد الغذائية التي تأتي عبر الـمعابر، خاصة اللحوم، للتأكد من سلامتها ونسب الهرمون داخلها والتزامها بالمستوى الـمسموح به وفق الـمعايير الصحية العالـمية.