عند إصابة الطفل بارتفاع بدرجة الحرارة ، تصاب الأم بالفزع ولا تقدر على التصرف إلا باستشارة الطبيب المختص في الحال ، بالرغم من أن هذا لا يضر الجسم أحياناً وليس من الضروري خفضها فورا أو الشعور بالقلق إلى هذه الدرجة ، والتعامل مع الأمر بطريقة أبسط من ذلك. ويؤكد الخبراء بحسب جريدة "القبس" أن هناك أوهام ومغالطات عديدة لدى الكثيرين حول موضوع ارتفاع درجة حرارة الجسم، لا سيما لدى الأطفال، منها أن ارتفاع الحرارة يمكن التعرف عليه من خلال سخونة الجلد، أو أن كل ارتفاع فوق درجة السابعة والثلاثين مقلق ومن الواجب تخفيضه لأنه خطير ويضر بالدماغ. ويعدد الخبراء أهم المغالطات السائدة حول ارتفاع درجة الحرارة لدى الأطفال واضعين الأمور عند نصابها استنادا إلى الأبحاث الجديدة المختلفة في هذا المجال. الوهم الأول :البشرة الساخنة تعني حرارة مرتفعة سخونة الجلد التي يمكن الشعور بها باللمس لا تعني بالضرورة وجود حمى حرارية، لأن الحمى تكون فقط في الحالة التي ترتفع فيها الحرارة إلى أكثر من 38 درجة.
وتتحرك درجات الحرارة عند الأطفال بشكل متكرر صعودا وهبوطا، ويمكن أن يكون الارتفاع متأتيا من اللعب بشكل مكثف أو البكاء، أو يمكن أن يظهر مباشرة بعد الاستيقاظ. الوهم الثاني: ارتفاع الحرارة أمر مفزع دائما ذكر تقرير طبي أميركي حديث أن اغلب الأهل يصابون بالهلع بشكل عبثي بسبب ارتفاع درجة حرارة أطفالهم، ويميل اغلب المختصين إلى الرأي القائل بأنه من الأفضل عدم تخفيض الحرارة. وتؤكد البروفيسورة الأميركية جينيس سيوليفان أن ارتفاع درجة الحرارة هو رد فعل عادي للجسم على مرض فيروسي، وطريقة طبيعية للدفاع عن نفسه.
وتضيف أن درجة الحرارة العالية تطلق إنتاج الكريات البيضاء التي تقاوم العدوى المرضية، لذلك في حال تخفيض الحرارة بشكل لا مبرر له، فان ذلك يجعل جسم الطفل يفقد إمكان الدفاع عن نفسه بشكل فعال ضد المرض الفيروسي الذي هاجمه.
واغلب حالات ارتفاع درجات الحرارة حسب أطباء الأطفال تذهب بالسرعة نفسها التي أتت بها، واظهر البحث الأميركي أيضا ان اغلب الأهل يعطون أطفالهم أدوية مضادة للحمى عند ارتفاع حرارتهم إلى 37,5 درجة مئوية، الأمر الذي يعتبر مضرا. وتبين أيضا بأن %85 من الأهل يوقظون أولادهم لإعطائهم الأدوية، مع أن النوم بالنسبة لصحة الطفل أكثر أهمية من تخفيض مثل هذه الدرجة البسيطة من الحرارة. الوهم الثالث: الحرارة تضر الدماغ يعتبر هذا الوهم من أكثر الأوهام انتشارا بين الأهل منذ سنوات طويلة. وقد أكدت دراسة طبية حديثة أجراها هذا العام المركز الطبي القومي للأطفال في الولايات المتحدة ان هذا الأمر لا أساس له من الصحة لان الحرارة عند الطفل المعافى (أي قبل مرضه الذي أدى إلى ارتفاع الحرارة) لا ترتفع في اغلب الحالات إلى المستوى الذي يؤدي إلى إلحاق أضرار جدية به.
وينطبق الأمر نفسه أيضا على التشنجات الحموية (أي التشنجات المتأتية من الحرارة المرتفعة) التي لا تسبب في اغلب الأحيان أي ضرر وليست ناجمة عن أي ضرر يقع على الدماغ.
ووفق المختصين فان هذا الأمر لا ينطبق على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاثة اشهر، بل على العكس من ذلك من الضروري الاهتمام بدرجة حرارة أجساد الرضع. وفي كل الأحوال يكون الوضع خطيرا في أي فترة من العمر عندما ترافق الحرارة حالة من الخمول وقلة ردود الفعل، وجمود في الرقبة، وجفاف الجسم، ووجود مصاعب في التنفس أو التبول أو وجود آلام حادة في منطقة البطن.
الوهم الرابع : كل درجة فوق 37 حمى حرارية على الرغم من أن رقم 37 في أجهزة قياس الحرارة الزئبقية مكتوب باللون الأحمر، فإن ذلك لا يعني بان أي ارتفاع بدرجة الحرارة يعني بالضرورة حمى، فدرجة حرارة الجسم تتغير خلال النهار من جهة وتتغير بالصلة مع عمر الإنسان من جهة أخرى.
إن درجة الحرارة ترتفع إلى أعلى مستوى في ساعات بعد الظهر المتأخرة ومساء، أما عند الأطفال فتكون مرتفعة عادة بعد الاستيقاظ من النوم أيضا، كما أن درجات حرارة الأطفال تكون أعلى منها لدى البالغين.
ووفق بحث نشرت نتائجه في مجلة «جورنال اوف كلينيكال نيوسينغ» فان درجات الحرارة الأعلى توجد لدى الأطفال وتنخفض مع تقدم العمر.
وتكون الحرارة بعد الستين من العمر اقل بمقدار 0,1 درجة من أغلب الناس البالغين، أما احد الأسباب الرئيسية لذلك فهو قلة النشاطات البدنية، أو بالاحرى قلة الحركة عند المسنين.
الوهم الخامس: الأدوية تخفض الحرارة لمستواها العادي من الأمور العادية الانتظار عند سرير الطفل المريض والتوقع بان الأدوية ستأخذ مفعولها بسرعة، غير انه لا يجب التوقع بان الأدوية ستخفض الحرارة إلى مستواها العادي، وانها لن تعود إلى الارتفاع من جديد.