الحفاظ على علاقة جيدة وقوية مع أبنائك مع اقتراب دخولهم مرحلة المراهقة ،وبدء إحساسهم بأنهم قد كبروا وأصبحوا مستقلين نوعا ما، قد يمثل تحديا لأى أب أو أم ولكنه فى نفس الوقت أمر ضرورى لا غنى عنه. ورغم أنه مع مرور الوقت ونمو الأبناء تصبح لديهم اهتمامات متنوعة فى المدرسة بالإضافة إلى بدء نمو حياتهم الاجتماعية، إلا أن الأهل يظلون هم من يقدمون للأبناء الحنان والحب والمشورة والدعم النفسى والمعنوى. وبالتالى، فإن العلاقة القوية بين الأهل والأبناء تمنح الابن شعورا بالأمان وتبنى داخله روحا من الإصرار والعزيمة اللذين سيمكنان الأبناء من مواجهة كل تحديات ومصاعب الحياة.
إن طفلك فى مرحلة المراهقة أو مع اقترابه منها قد يتصرف كأنه لا يريد مساعدتك أو أحيانا يشعر بالإحراج منك، وفى المقابل فإن الأبناء فى مثل تلك الفترة يبدأون فى إعطاء الثقة لأصدقائهم بطريقة أكبر، ويبدأون في طلب المزيد من الخصوصية التى قد تتمثل أحيانا فى إغلاقهم لباب غرفتهم فى الكثير من الأوقات. ويجب على الأهل عدم أخذ تلك التغييرات فى حياة الطفل على محمل شخصى، فهى تعنى فقط أن الابن أو الابنة قد بدآ فى الشعور بنوع من الاستقلالية التي بالتالي تستلزم من الأهل إعطاء الأبناء بعض المساحة ، وفى تلك الفترة بالذات، فإن الطفل قد يتأثر أكثر بالمثال الذى قد يراه أمامه وليس بالأوامر والتعليمات.
يجب عليك أن تتحلي بالقيم التي تطلبين من طفلك الالتزام بها مثل التواصل باحترام والعطف والرحمة والأكل الصحي والالتزام بالمسئوليات وبعد ذلك فإن طفلك سيكون ملتزما.
اهتمي بطفلك وأعطيه العناية الكافية عن طريق مجموعة من الخطوات والأفكار: - الوجبات العائلية: قد يكون أمر إعداد وجبات الغداء والعشاء صعبا عليك وخصوصا بعد يوم عمل شاق، ولكن فى الحقيقة فإن الوجبات التى تجتمع حولها الأسرة تمثل وقتا مميزا للأبناء وللأسرة بأكملها، ولذلك، فعليك أن تهتمى بأن يتناول أفراد العائلة الطعام معا من خلال مواعيد ووجبات محددة تخططين لها مثلما تخططين لأي نشاط آخر. حاولى أن تكون الوجبة التى تجمع الأسرة بعيدة عن أى مؤثرات خارجية مثل ضجيج التليفزيون أو رنين الهاتف. وإذا كان ممكنا، حاولى أن تحددى موعدا لعشاء أسبوعى يجمع أفراد العائلة ومن ضمنهم الأطفال والأبناء، على أن تجعلى تلك الوجبة تجربة ممتعة يشارك الكل فى إعدادها وفى التنظيف بعد الانتهاء منها، فمثل تلك الوجبات ستخلق نوعا من التقارب والصلة الوثيقة بين الأهل والأبناء وهو الأمر الذى سيعزز إحساس الأبناء بالمسئولية وبقيمة المشاركة.
((ليصلك كل جديدأرسل الرقم 1 الى - 81428 للإتصالاتالسعودية - 601428 لموبايلي - 701428 زين)) - قد يكون ابنك أو ابنتك قد كبر على أن تقومى بإدخاله للسرير بنفسك، ولكن هذا لا يعنى أنك لن تستطيعى المحافظة على روتين قبل النوم الذي يضمن له حياة صحية. يمكنك القراءة مع أبنائك قبل النوم أو الحديث معهم عن كل ما حدث خلال اليوم مع إمكانية تقبيلهم أو احتضانهم قبل الذهاب للنوم. - ابحثى عن أشياء عادية تجمعكم معا، فيمكنك مثلا السير مع ابنك أو ابنتك لبعض الوقت، أو أن تطلبي منهم المساعدة فى غسل السيارة أو تجهيز البسكويت وخبزه أو مشاهدة الأفلام والبرامج التليفزيونية وهى كلها أمور ستقربكم من بعض، كما أنها تمثل فرصة للأبناء للتحدث عما يشغل بالهم. - حاولى أن تجعلى وقتك مع أبنائك وقتا خاصا ومميزا فى كل المناسبات فلا تكتفي مثلا بالاحتفال فقط بأعياد الميلاد والمناسبات المعروفة. فيمكنك مثلا أن تحتفلى بأى مناسبة مع أبنائك حتى ولو كانت صغيرة، مثل الاحتفال بتحقيق نتائج جيدة في الشهادة المدرسية، أو الاحتفال بفوز ابنك في مباراة لكرة القدم. - لا تقللى من قيمة إظهار الحب والحنان لأبنائك وهو الأمر الذى سيجعل الأبناء يشعرون بالحب والأمان والاستقرار. فى فترة المراهقة، قد يبدأ الأبناء فى الشعور ببعض الخجل من أن يقوم أهلهم باحتضانهم أو تقبيلهم أمام الناس فى الأماكن العامة، ولذلك يمكن مثلا للأهل الابتعاد عن مثل هذا التصرف فى الأماكن العامة وقصره فقط على الأماكن التى لا يكون أصدقاء الأبناء موجودين فيها. حاولي القيام دائما بمدح طفلك بسبب الصفات الجيدة التى يمتلكها أو بسبب شئ إيجابى قد أنجزه خلال اليوم. - اهتمى دائما بتفاصيل حياة أبنائك، فاحرصى مثلا على حضور مباريات ابنك الرياضية في كرة القدم مع حرصك دائما على التحدث معه عن إحباطات المباراة مما سيساعده على تقبل الواقع والتحلى بالشجاعة اللازمة لخوض التجربة مرة أخرى - استمعى دائما لآراء وأفكار طفلك للتعرف بطريقة أفضل على كيفية مساعدته والتعامل معه ومساندته وإعطائه رأيا محايدا في المشاكل المختلفة مما سيشجعه على اللجوء إليك دائما.