هناك كثير من الاطفال يفرون من البيت والمدرسة ويجوبون الشوارع والبساتين والجبال ويتكرر عملهم على الرغم من العقاب الذي ينزله بهم اوليائهم والقائمون على تربيتهم مما يظطرهم بعد اليأس منهم الى وضعهم في احدى اصلاحيات الاحداث مع كثير من الاولاد الذين لهم سوابق اجرامية, فيزيدون في المشكلة ويضاعفون من الخطر بسبب وضع اولادهم جنبا الى جنب مع نزلاء هذه الاصلاحيات.
وعادة التشرد اذا لم يعالجها الاباء والمفكرون بحكمة تعقدت ولحق بها كثير من الجرائم والصفات القبيحة كالكذب والاعتداء والسرقة.
1. حب الطفل للطبيعة, وولعه بالتمتع بالمناظر الجميلة وبأشعة الشمس المفيدة وبالمغامرة في صعود الجبال مما هو مفقود في المدن وفي بيوتنا الحديثه.
ومثل هذا الطفل جدير بعناية واهتمام ابويه ولزوم مرافقته الى الحقول والبساتين والجبال ليشبع ميوله وغرائزه ويستفيد من الطبيعة فوائد علمية وصحية.
وفي كثير من ديار الغرب تؤسس للأولاد نواد وتقام لهم فيها رحلات كشفية تشبع ميلهم وتفتح اذهانهم وتدخل الفرح الى نفوسهم في ساعات فراغهم التي كثيرا ماتكون سبب شقائهم نتيجة عدم توجيه الاولاد في كيفية التصرف بها.
وننصح بلزوم القاء بعض قصص الرحلات والمغامرات المفيدة على الاولاد, ففيها بعض التنفيس عن غرائزهم والاشباع لميولهم ورغباتهم.
2. ومن اسباب التشرد سوء المعاملة للطفل من ابائه ومعلميه وتوبيخه على الدوام وذلك لان اكثر الاطفال شديدوا الانفعال والحساسية فاذا جرحت كرامتهم عمدوا الى التشرد تخلصا مما يلاقونه من مذلة وهوان.
فعلى الاباء والمربين ان يقبلوا هؤلاء الاطفال بمحاسنهم ومساوئهم ويسعوا لاصلاحهم بالحكمة كما يعالج الطبيب مريضة.
3. ومن اسباب التشرد كره الولد للبيت او المدرسة بسبب مايلاقي في البيت من خصومة ونزاع وشقاق وفي المدرسة من صعوبه وعقاب فيتجه قصور مواهبة او بعد معلومات هذه المدرسة عن ميوله مما يدفعه الى الفرار والتشرد خشية العقوبة والخجل من نتيجة جهلة.
فواجب الاباء ان يجعلوا بيوتهم هنيئة ويجتنبوا فيها الخصام وواجب المدرسة ان تجعل تعليمها يتفق مع الحياة ويتناسب مع ميول الاطفال واستعدادهم.
4. وهناك سبب اخر للتشرد وهو حرمان الطفل في البيت الكثير من ضروريات الحياة وطيباتها من طعام وغيره مما يضطره الى الفرارمنه لعله يجد خارجه مايشبع معدته بمختلف الوسائل.