يمثل سن 4 سنوات مرحلة هامة في تربية الطفل، ومعه يزيد احتياج الوالدين إلى إتباع أساسيات لتربية الطفل في هذا السن، فهذا السن له خصائصه المميزة، وهذه أهم الأساسيات في تربية الأطفال في سن الرابعة:
•إتاحة استخدام لغة الأيدي: يحتاج الطفل في سن الرابعة إلى معرفة واكتشاف الأشياء، وأكثر حاسة يستخدمها للتعرف والاتصال مع الأشياء هي لغة اللمس؛ لذا لابد وأن يشبع الوالدين هذه الحاسة عند الطفل لتزيد حصيلته المعرفية، ولا يحاولان منعه من التعرف على الأشياء مع تعويد الطفل طرق المحافظة على النظام.
•التمهل قبل العقاب: يقوم الطفل بكثير من الأمور التي تخلق الفوضى في المكان مما يثير غضب الوالدين، ولكن على الوالدين الانتظار والتمهل بدلاً من المبادرة بالعقاب، مع تعويد الطفل على إصلاح الفوضى التي يقوم بها حتى يعتاد النظام والمسئولية. ويساعد أسلوب التوجيه من بعيد على تعويد الطفل على النظام وتحمل المسئولية.
•معرفة وجه نظر الطفل: قد يقوم الطفل بأعمال مزعجة؛ تعد فوضى من وجه نظر الآباء، ولكن من وجه نظر الطفل هي عالم المرح الذي يستمتع به، فلابد أن ينظر الوالدان لما يقوم به الطفل بعينه هو وليس بأعين الكبار فسوف يمر الموقف دون تعصب وإطاحة بالطفل، وسيجدان الابتسامة ترتسم على الوجوه.
•صرف انتباه الطفل عن شيء بتقديم بديل: عندما يخطو الطفل نحو أمر يؤذيه أو شيئاً يجب ألا يقترب منه؛ يجب صرف الطفل بسرعة إلى بديل أكثر أماناً، وذلك عن طريق نداء الطفل باسمه أو بأمر يشغله حتى يصرف انتباهه إليه، وينسى ما كان ينوي فعله، بدلاً من الحزم الشديد مع الطفل مما يجعله يصر على القيام بما كان ينويه ويمثل ضرر عليه.
•استخدام الكلمات التوجيهية: قد يفشل الطفل في فهم بعض المصطلحات التي لا يستطيع عقله إدراكها، ولكن هناك كلمات توجيهية إذا اعتاد سماعها فإن عقله يصرف إلى الإشارة التي تحتويها الكلمة، مثل كلمة (اذهب، اقدم، الكرة، القط) فهذه الكلمات تستحضر في عقل الطفل شيئاَ معين، فإذا كان الطفل في اتجاه خطر معين وقال له الأب (اقدم) فإن هذه الكلمة قادرة على تحفيز عقله وجسده إلى تغيير الاتجاه نحو الأب.
•تعيين حدود وضوابط: بما أن سن الرابعة هو سن الاستكشاف فلابد من وضع حدود للطفل توازن بين الحرية والقيود للطفل، بما لا يمنع روح المغامرة لاستكشاف الأشياء عند الطفل وإصابة الأطفال بالإحباط، وفي نفس الوقت توفر الأمن للطفل وتمكنه من التعرف على نفسه وعلى بيئته.
•وضع روتين ثابت: يفضل الطفل أن يفعل ما شاء وقتما شاء، لذلك لابد من وضع روتين أساسي تستقيم عليه حياة الطفل حتى تكون حياة الطفل مستقرة ومنظمة، ويجب أن يتميز الروتين بالمرونة بحيث يتم تغيير هذا الروتين من وقت لأخر حسب طبيعة سن الطفل وتطور شخصيته. ويساعد الروتين في تربيةالطفل حيث يتعود الطفل على السلوك المرغوب فيه ويتجاوز الغير مرغوب فيه.
•تعليم الطفل تحمل المسئولية: يحتاج الطفل في سن الرابعة أن يتعلم كيف يتحمل المسئولية في ظل الشعور بالأمان، ولابد أن يتجنب الوالدين أن يعاملا الطفل كالدمية فيسيطران عليه تماماً ويتحكمان في أموره، مما يجعل الطفل يشعر بالإحباط وأنه ليس لديه قدرة على فعل أي شيء. ولابد وأن يأخذ الوالدان رأي الطفل في بعض الأمور البسيطة حتى يشعر بالمسئولية. فتعليم الطفل المسئولية يأتي من جانبين أحدهما؛ أن يعلم الوالدين طفلهما من لهجة الصوت وردود الأفعال، والأخر؛ أن يشعر الوالدان الطفل بأنهما الملجأ الأمن مهما ابتعد عنهما. وبهذه الطرق يمكن تنمية المسئولية الداخلية لدى الطفل.