مع تقدمالعمر ، من الطبيعي أن تشعر المرأة في هذه المرحلة بصدمة خفيفة عندما تشعر بأنها على أبواب سن اليأس، ولا يجدر بها أن تقلل من شأنها في هذه المرحلة، فأعمار النساء لا تنتهي جنسيا عند بداية تلك المرحلة، ويمكن اعتبارها مرحلة نشاط وحيوية، فالتقدم أكثر في السن يعني عند الناجحين مكانة أسمى، بما يمثل من زيادة وتراكم في الخبرة بفعل التجارب العديدة التي مرت أثناء الحياة خلال الأعوام المنصرمة.
أما بالنسبة للعلاقات الجنسية فهي لا تتحدد بعمر معين، فالمرأة في هذا السن تستمتع بهذه العلاقة كما في السابق، ولايتغير شيء سوى انقطاع الطمث . لذا فإن اعتقاد المرأة بأن دورها انتهى، ولابد لها من الكف عن ممارستها هو اعتقاد خاطئ ، فالعديد من النساء تزداد علاقتهن بأزواجهن في هذه المرحلة، إذ ينتفي خوفهن من الحمل الذي كان يسيطر عليهن قبلا.
العامل النفسي عند المرأة في هذه المرحلة هو الأهم في عملية الوصال، وليست كل أيام الشباب بأجمل من هذه الأيام التي ربما تكون أجمل وأروع. فالعاطفة ستكون ناضجة في هذه السن، ويكون للحب طعم آخر أكثر عمقا وأشد وقعا، وسينعكس ذلك على العلاقة الجسدية، فلا تتصف بالتهور أو بعلاقة عابرة، ولكنها ستبقى متصلة بالعاطفة والهدوء والطمأنينة.
في هذه المرحلة ستختلف المرأة الناضجة عن المراهقة، فبحكم تجاربها صارت تعرف وتشعر بصدق العاطفة، وتعرف لغة الجسد بشكل أفضل. وستكون هذه المرحلة بداية حياة جنسية جديدة ملائمة لتطور عاطفتها ورغبتها في ممارسة الحب.
الحياة الجنسية ستبدأ بنمط جديد لايقل رونقا عن النمط السابق، وهذا لا يعني الانجراف والإفراط في الجنس، بل الدعوة إلى إيجابية التعامل معه، إلى جانب فعل الاعتدال المناسب لهذه المرحلة، وأهم من ذلك الثقة بالنفس، وبعض الأدوية المنشطة قادرة على إبقاء المرأة في حيوية وشباب يتميز بالنضوج والمعرفة والجاذبية.
وهل يبلغ الرجال سن اليأس ؟
اختلف الأطباء حول ما إذا كان ذلك الذي يقابل انقطاع الطمث عند المرأة يمكن تسميته بسن اليأس عند الرجل. ولا شك أن الرجل في العمر الذي ينقطع فيه الطمث عند المرأة - تحدث له هو الآخر تغيرات جسمية وعاطفية كبيرة. وكما تهبط عند المرأة معدلات هرمونها فكذلك الحال عند الرجل، إذ يهبط عنده معدل الهرمونات الذكرية، وعلى العكس من المرأة التي ينقطع عندها الطمث نظراً لانتهاء التبويض لديها، فتصبح غير قادرة على الحمل، فإن الرجل يبقى قادراً على الإنجاب، رغم هبوط مستوى الهرمون المذكور، ولكن مع هذا الاختلاف الواضح نجده يشاركها في أكثر التغيرات الجسمية والعقلية الأخرى. ولاتتأثر حياته الجنسية .