يعيشون العزوبية في قفص الزوجية أزواج عزاب.. وزوجات على الورق
بدأت ظاهرة الزوج العازب تغزو المجتمعات بشكل عام ومنها المجتمع الخليجي والسعودي كما تؤكد دراسات، فيتزوج الرجل إما لإرضاء العائلة، أو لإنجاب الأطفال، أو للشكل الاجتماعي أمام الناس، متناسياً واجباته الزوجية، وحقوق شريكة حياته، ويمارس حريته وعزوبيته بكل أريحية. ماذا يشغل الزوج العازب؟ وما الذي يدفعه إلى ذلك؟ وكيف يعيش هذه العزوبية؟ وكيف تعرفين ما إذا كان زوجك من النوع العازب أم لا؟ «سيدتي» تابعت قصص نساء كشفن عن أوضاعهن مع أزواجهن العزاب من أجل والده أبقاني زوجة على ورق
تزوجت أسماء منذ خمسة عشر عاماً ولديها طفلتان، تقول عن معاناتها مع زوجها العازب: تربيت في منزل خالي الأكبر، بسبب طلاق والدتي وتخلي والدي عني، ولم يفرق بيني وبين أبنائه الستة، الذين من بينهم زوجي، والذي يكبرني بثلاث سنوات، والجميع كانوا يقولون «أسماء لعمر وعمر لأسماء»، كنت أسمعها وأطير فرحاً، وزوجي يسمعها بحسرة ويسكت، إلى أن وصلت للمرحلة المتوسطة، وزوجي في الثانوية العامة، وأصر على أن يكمل تعليمه الجامعي في الخارج، ووافق خالي، بعد ذلك انتهى من مرحلة البكالوريوس، فأشار عليه خالي بمجرد رجوعه أن يتزوجني، لكنه رفض وتحجج بأنه يريد مواصلة دراسته والتحضير لرسالة الماجستير، لكن خالي خطبني وتمت الموافقة من طرفي، فجعله دون أي خيار وأمام الأمر الواقع، وبالفعل بمجرد عودته تقدم لي زوجاً على طبق من فضة من قبل والده، مرت أول سنة بيننا بركود تام، كنت أغضب وأتضايق، ولكنه يقول ماذا تريدين، فأنت لا ينقصك شيء، بعدها أنجبت أول طفلة في أول سنة، تلتها الابنة الأخرى بفارق بسيط بينهما، توقعت أن هاتين الطفلتين ستقربانه مني، ولكنه ابتعد أكثر، وتحملت إلى أن وصلت إلى حد الانفجار، وقررت مصارحته بتصرفاته التي لا تعجبني وإهماله لي، فقال بكل بساطة أنني كقطعة أثاث ولا أستطيع طلاقك إرضاء لوالدي وللمجتمع، وهذا أنا سأعيش هكذا بعزوبية!.
أعيش مع زوجي العازب لأجل المال والأطفال
وتحكي سعاد، أم لطفلين، عن حياتها، وتقول: لقد تزوجت قبل 10 سنوات من رجل ثري، وبعد عدة سنوات بدأت الخلافات بيني وبينه، بسبب تأخري في الحمل، فقد كنت أتناول الموانع حتى لا أنجب منه، وهو لا يعلم بذلك، وعندما اكتشف تناولي للموانع، جن جنونه، وبدأ بضربي وإرغامي على الإنجاب، وبالفعل تم حملي الأول، وقلت لربما ينصلح حاله بعد أن يرى طفله، ولكنه للأسف زاد، ثم تم حملي الثاني بعد أقل من سنة من الحمل الأول، وهو على حاله، فصارحته بأنني لا أحبه وأفعاله كرهتني به، بعدها أتى إلي ومعه الحل، وقال: أرجو أن يبقى كل منا في حدود، وأنه سيكون فقط زوجاً على الورق، وأنا أبقى معه فقط كصورة حتى نربي أطفالنا، وإن أردت الطلاق فإنه لن يطلق. والآن زوجي يمارس عزوبيته بكل حرية، فلم أعد أراه بالأشهر، وإن رأيته يكون فقط لأجل الأولاد.
الرأي الشرعي
تحدثنا مع ( 2012 )( 2012 )( 2012 )( 2012 )( 2012 ) الدكتور عبدالعزيز بن إبراهيم العسكر، الأستاذ في كلية أصول الدين، حول هجر الأزواج لزوجاتهم، فقال: الهجر في الأساس هو نوع من التأديب للمرأة، يبدأ بالموعظة ثم الهجر، بعد ذلك الضرب غير المبرح، ولكن هذا في حالة نشوز الزوجة، ومعصيتها لزوجها ومخالفتها لأوامره، ولكن لا يجوز هذا الهجر أكثر من ثلاثة أيام، كما أنه لا يكون هجراً كاملاً، بل فقط في الفراش، وليس في الكلام أو في التعامل، فبذلك يكون كنوع للعقوبة، وقد حدد الله سبحانه وتعال وقال «اهجروهن في المضاجع»، أما الهجران الدائم فهو جور وظلم يقع في حق المرأة، والله عز وجل نهى عنه فقال «فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة» وهذا ميلٌ على المرأة، ويقصد بأنه مال عنها، إما بزوجة ثانية، أو جارية ملك يمين، أو إذا كان لا يخاف الله فتكون لديه إنسانة تربطه بها علاقة غير شرعية، فتكون صديقة أو عشيقة له، أو ميلٌ عنها إلى غيرها واللهو مع الأصحاب والأصدقاء، فيجعلها فقط في البيت كقطعة أثاث، وهذا هو الميل الذي نهى عنه الله سبحانه وتعالى، وأن يتركها كالمعلقة التي ليست بالمتزوجة أو المطلقة. كما أن هذا الهجر يعرض الزوج للإثم وعقاب الله عز وجل، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: «اتقوا الله في النساء فإنهن عوانٍ عندكم» وتعني كلمة عوان أي أسيرات لديكم، والأسر هنا بحكم أن العصمة في يد الرجل.
دراسة أجراها الدكتور عبد العزيز آل غريب، تثبت الإقبال على الإرشاد الأسري والزواجي: تلقى موقع «الإستشارات الاجتماعية» على شبكة الانترنت 15361 زيارة لطلب الاستشارة خلال عام، أما موقع «الإسلام اليوم» فقد تلقى 1500 استشارة زوجية خلال عام، أما بالنسبة للاستشارات الهاتفية التي تلقتها وحدة الإرشاد الاجتماعي التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، نجدها خلال عام واحد تلقت 7929 استشارة ما بين أسرية وسلوكية وزوجية ونفسية وعاطفية.
أحبه وراضية بعيشة العزوبية
قبل أربع سنوات، تزوجت هناء عبد الرحمن، من صديق أخيها، وتقول: لقد تزوجت «علي» الذي تحلم به أي فتاة، فهو بروفيسور، وله شخصية جميلة جداً، ولكن للأسف اكتشفت بأننا نختلف بشكل كبير، فأنا لم أكمل الجامعة، وليس لي اهتمامات كاهتماماته، لا أخفيكم سراً بأنه زوج مثالي، فلم يشتمني أو يجرحني بشيء، ويقوم بواجباته المنزلية فقط، لكنه بعد ستة أشهر من زواجنا، بدأ يهجرني بتدرج، إلى أن اتخذ له غرفة في المنزل تحتوي على مكتب وسرير، وعزل نفسه عني، فقلت له لماذا لا تتزوج بفتاة تناسبك وتتركني؟ فأجابني بإجابة صعقني بها، وقال: لا أستطيع، فقد وعدت صديقي «الذي هو أخي» أن أحافظ عليك، ولن أطلقك لأي سبب من الأسباب. بكيت كثيراً لسماعي قوله، وانعزلت مع نفسي، فأدركت بداخلي أنني لا أريد أن أطلق، فأنا أحبه كثيراً، وسأتحمل بعده عني.
لا والد ولا سند وزوجي عازب
أم عبد الرحمن، فتاة عشرينية جميلة، لم تكمل دراستها، تقول عن معاناتها: بعد موت والدي عشت مع والدتي في منزل جدي البخيل القاسي، الذي يزوج بناته فقط لأخذ مهورهن. لذلك ما أن أنهت أمي عدتها، حتى قام بتزويجها، وأخذتني معها، لأقضي سنة كاملة من التعذيب والذل والضرب لي، من زوجها، وأمي لا حول لها ولا قوة، عندما تعارضه ينهال عليها بالشتم والضرب، شكيت إلى أخي، فأخذني للعيش عنده، ولكن زوجته المتسلطة، لم تتركني بحالي، بل بدأت تتعارك معي، وتشتكي إلى أخي مني، واتهمتني بسلوكي وأخلاقي، فبدأ أخي بإهانتي وضربي، وعند أول خاطب يطرق بابي وافق أخي، على الرغم من مستواه التعليمي والمادي المتدني، وكان شديد القبح، ومعروف عن أمه التسلط، أقنعت نفسي بأنه قد يكون خيراً لي. ولكن للأسف، كان سيئاًَ جداً، وأمه تسيطر عليه، وكان يعاني من مرض جنسي، ولا يستطيع أن يقوم بواجباته نحوي، فاستغل هو وأمه ضعفي، وقالا أمام الناس أنني عقيم لا أنجب، وزوجي له فضل علي ببقائي معه، ولا يريد أن يطلقني ليتمي. ولكني لم أصنع شيئاً، فهو عاجز ولا أهتم له، وإن عارضت وطلبت الانفصال فأين أذهب؟ الموضوع الأصلى من هنا: منتديات عالم المرأة http://www.movieszoom.net/f59-montadat26160.html#post448082
زوجي يشعر بأنني أخته
وتقول خيرية العبدالله عن معاناتها: تزوجت منذ 30 سنة بابن عمي، ولكن منذ أول يوم لي معه وأنا أشعر بأنه يخجل مني، وبعد سنتين من زواجنا حملت، وعند وضعي لطفلي ذهبت لأهلي لأقضي فترة ما بعد الولادة، وخلالها لم يزرني إلا قليلاً، وإن زارني يريد أن يرى ولده فقط ويتجاهلني، وعندما عدت إلى بيتي صدمت بالتعديلات الذي حكم زوجي بها علي، فقد أحضر غرفة نوم جديدة، ووضعها في غرفة بعيدة، وقال لي: من اليوم كل واحد منا سينام في غرفة، فأنا أعتبرك كأخت لي أكثر من زوجة، صعقت من كلامه، وبدأت أطالبه بالطلاق، وهو رفض ذلك، وكانت حجته أن الطلاق مرفوض في العائلة، ولا يستطيع أن يبادر هو بذلك، واستمرت حياتي معه إلى أن زوجت ولدي وكل منا بعيد عن الآخر، ويكتم همه في نفسه لمدة 30 سنة.
الرأي النفسي
وعن الأسباب التي تدفع الرجال لعيش عزوبيتهم، تقول الدكتورة طاهرة محمد، طبيبة في مستشفى الأمل بالرياض: في بعض الأحيان لا يكون لدى الزوج أي وازع ديني أو أخلاقي، فبالتالي يعيش عزوبيته بكل حرية ويهجر زوجته، وهناك من يهجر زوجته لرفضه لها منذ البداية، ولكنه يتزوجها بسبب العادات والتقاليد. وتأكد الدكتورة بأن هناك أثاراً نفسية على الزوجة: فتبدأ الزوجة بالتفكير في علاقتها مع زوجها، وتتساءل لماذا زوجي يهجرني؟ لكنها لا تستطيع أن تأخذ موقفاً أو تطلب الطلاق، بسبب العادات، وتحريم الطلاق في العائلة. ونوهت طاهرة بأن هناك أثراً نفسياً كبيراً يقع على أطفال هؤلاء الأزواج المهجورين: فالطفل يتأثر ببيئته، وعندما تكون البيئة غير سوية سيخرج في الغالب غير سوي.
الرأي الاجتماعي
تحدثنا مع الدكتور عبد العزيز الغريب، أستاذ علم الإجماع في جامعة الإمام محمد بن سعود، حول الآثار الاجتماعية الناتجة عن التفكك الأسري، فقال: لاشك أن الأسرة هي الوحدة الأولى المسؤولة عن نتاج أفراد يساهمون في تنمية مجتمعاتهم، فبالتالي أي انعكاس سلبي على الأسرة هو انعكاس سلبي على أفرادها، ومن أبرز المشكلات التي تنتج عن التفكك الأسري، الانحراف الاجتماعي لدى أفراد الأسرة، وغياب الحوار، وشيوع العنف، وأخذ الأمور بالقوة دائماً، والتسرب المبكر من التعليم، والانحرافات الداخلية داخل المنزل، لذلك فإن مستقبل الأسرة يكون محفوفاً بالمخاطر، وأيضاً سهولة التغرير بفتاة الأسرة، وذلك لغياب النموذج والقدوة وغيرها من الأمور. ويضيف آل غريب، من أسباب هذا الاغتراب، أولاً العادات والتقاليد، التي تفرض على المرأة أو الرجل، الذي يخشى من آثار طلاقه لزوجته، خاصة إذا كانت قريبته، وبالتالي تستمر العلاقة الزوجية دون تواصل، ثانياً نوعية العلاقة الزوجية، أو الهدف منها، فقد يكون ليس الهدف الأصل تشكيل الأسرة، قد تكون لمصالح، أو مفروضة عليه، أو أن يكون الزوج كبيراً في السن، والزوجة صغيرة، أو العكس، فبالتالي يحدث التنافر والتباعد. وعن دور وسائل الإعلام يقول الدكتور عبد العزيز: عندما ننظر إلى وسائل الإعلام، نجد أنها فتحت أفكاراً أو أعطت نماذج لنوعية من النساء، ولا يفرق الرجل أحياناً بين سمات الزوجة وسمات المرأة المنحرفة، والرجل يجب أن يدرك بأن المرأة لا يمكن أن تأخذ صفة الديمومة، كذلك المرأة بالطرف الآخر، إذن فالهجمة الفضائية تكون على طرفي العلاقة، وأنا أؤكد أن وسائل الإعلام فتحت الكثير من الشروخ والشقوق في العلاقة، وللأسف أن المجتمعات المحافظة هي الأسرع تأثراً في التقنية الحديثة، باعتبار أن قدرتها على الاختيار واتخاذ القرار ضعيفة، بالإضافة إلى أن الأسر لا تدرك حتى الآن مقدار تأثير التقنية الفضائية والهجمة الفضائية على أبنائها، قد تكون هذه الأجيال تأثرت، ولكن نحن لا نريد للأجيال الأخرى أن تتأثر بوسائل الاتصال كافة، والتي أسهمت بدور كبير في زيادة التباعد الجسدي والعاطفي بين الزوجين. ونوه على أنه يجب أن تكون هناك مراكز للاستشارات الأسرية، وأن يتولى هذه الاستشارات أفراد مؤهلون ومختصون للإرشاد .