يقضي الزوجان يومياً أكثر من 6 ساعات في غرفة النوم .. لذا كان لابد من تخصيص زاوية للحديث عنها .. قال : أنا أكره غرفة النوم . قلت : لماذا ؟ .. فمن المعروف أن أسعد لحظات الزوجين تكون في غرفة النوم . قال : ربما يكون ذلك حقيقة بالنسبة لك .. ولكن في حياتي الأمر يختلف . قلت : كيف ذلك ؟! قال : لو كانت زوجتي زوجتك يوماً واحداً لكرهت حياتك . قلت : لا تقل هذا ، فمهما يكن في الإنسان من أمور سيئة ، فإن فيه خيراً كثيراً . قال : لكنني أتحدث معك عن غرفة نومي .. إن زوجتي من النوع الاجتماعي وتحب تكوين العلاقات وتنميتها . قلت مقاطعاً : هذا شيء جميل لكن ما علاقته بغرفة نومك ؟ قال : زوجتي من النوع الصامت والحساس ، فكل التصرفات التي لا تعجبها من صاحباتها أثناء النهار تقابلها بصمت وإنطواء ، ثم إذا وضعت رأسها على الوسادة بدأت تتحدث مع نفسها وتقول لِمَ لَمْ أقل لسعاد كذا ؟! ولماذا تركت حصة تقول هكذا ؟! لا تصارحهن مواجهة وهن حاضرات ، وتحاسبهن غيابياً في غرفة نومي ، والمشكلة أني إن تصرفت ، أنا ، معها في النهار بشيء لا يعجبها صارحتني وواجهتني بشدة .. مقابلة وجهاراً ولكن أين ؟ .. في غرفة النوم .. فتنقلب غرفة نومي إلى ساحة تحقيقات واتهامات . قلت : الآن فهمت ما تقصد . قال : يا ويلي يا صديقي من ليلة تصرفت في نهارها بشيء لم يعجب زوجتي ، فإما أن أنام وهي تبكي ، وإما أن أغامر وأفتح الموضوع معها وتبدأ المحاكمة والاتهامات ، وأخيراً أخرج أنا وأنام بالصالة . قلت : ولماذا لا تصارحها بما في نفسك ؟ قال : قلت لها مراراً لا تخفي ما في نفسك وقت الحادثة ، فكل ما في نفسك أخرجيه فوراً ، وتعاملي مع الناس بتلقائية ، وأحسني النصح والتوجيه ، ولكن لا فائدة . قلت : وهل قلت لها إنك بدأت تكره غرفة النوم لهذا السبب ؟! قال : آه !! لا ، لم أصارحها بذلك. قلت : ولم ؟! قال : لم أفكر في هذا الموضوع .. ثم عاد وقال : لكنني أعتقد أنها تفهم ذلك فهي تراني جِدّ متضايق . قلت : قد تفهم من مضايقتك ، أنك متضايق من تصرفها وليس من غرفة النوم . قالت : وما الفرق ؟ قلت : يا صديقي العزيز .. لا بأس أن يختصم الزوجان وأن يتراضيا فهذا يحدث في كل بيت وفي كل أسرة ، ولكن المشكلة عندما يرتبط الخصام بمكان معين ، ويكون هذا المكان مهماً جداً للطرفين ، فإن الإنسان إذا ربط مكان راحته بلحظات شِقوته فأين يجد الراحة ؟! الموضوع الأصلى من هنا: منتديات عالم المرأة http://www.movieszoom.net/f59-montadat119950.html#post1500093 قال : لم أفهم ؟! قلت : إذا ربطت غرفة النوم بأنها غرفة الاتهامات والتحقيق فأين سترتاح وتنام ؟! قال : بالصالة . قلت : وإن جعلت مكان الصالة مكاناً كذلك غير مريح .. ؟ قال : أهجر البيت وأبحث عن بيت آخر أرتاح فيه . قلت : هذا ما لا نريده لك ،أن تهدم بيتك ، وبيدك استقراره . قال : وكيف ذلك ؟! قلت : تصارح زوجتك بأنك بدأت تكره غرفة النوم بسبب التحقيقات التي تتكرر منها فيها ، وتبين لها أثر ذلك في مستقبل الأسرة ومستقبل نفسيتك . ثم راقب الأوضاع .. هل ستتغير زوجتك ؟ وهل ستجعل من غرفة نومك مكاناً للراحة ؟ قال : والله لم أجرّب ذلك ، وما تقوله جميل ، وحل معقول . قلت : وما يمنعك من أن تجرّب ذلك الليلة ؟! فتبسم وقال : نتوكل على الله هذه الليلة وسأخبرك في الغد . قلت : موفق إن شاء الله ، ولكن انتبه .. إن المشاكل الزوجية لا تعالج بين يوم وليلة ، فاستعن عليها بالصبر والذكاء . قال : إن شاء الله . شخص ثالث معنا وجود شخص ثالث في غرفة النوم خطأ كبير ، ولعل القارئ الآن يسأل عن الشخص الثالث من هو ؟ ومَنْ مِن الزوجين يسمح بإدخال شخص ثالث بينهما ؟ .. أنا أحرص على محاربة هذا في غرفة النوم ، وأعني به التلفاز فإنه الثالث الذي قد يأنس به أحد الزوجين ، فيكون بديلاً عن طرف منهما ، إن وجود التلفاز في غرفة النوم يقطع الحوار الزوجي ويقلل من الأحاديث الهامسة الجميلة بينهما وقد يرتبط أحدهما به أكثر من الآخر ويزيد من ارتباط أحد الزوجين به عن الآخر، ويكفينا وجوده في الصالة وقد ساهم في قطع الحوار والحديث بين الزوجين فهل نزيد على ذلك وتصبح العلاقة بين الزوجين يديرها طرف ثالث ، إن المرأة تأنس لحديث زوجها وخصوصاً إذا شعرت بالخصوصية وما يقوله كلام جديد ، ولم يذكر لأحد قبلها ، ولهذا تشتكى بعض الزوجات من أن جميل كلام الزوج لا تعلم به إلا إذا كلم أصحابه بالهاتف أمامها أو كلم أهله ، وهذا شعور سيئ يزيد الحياة الزوجية بعداً وجفوة ، كما أن الرجل يحب أن يسمع من زوجته الأحاديث والقصص وأحداث اليوم ، فهل نقطع هذا كله بوجود تلفاز بينهما في غرفة النوم ؟ .