مقوله قالها شكسبير قبل مئات السنين و هي إن دلت على شيء فإنما تدل على مدى ما يعنيه الرجل للمرأة و كيف أنها تبحث عنه ليملئ داخلها المتشوق للحب (ولكن) قد تأتي أحياناً النتيجة عكسية ففي ظل بحثها الشغوف للإرتباط برجل حياتها تهمل (هي ) و يهمل (هو ) ما هو مهم لإستمرار حياتهما الزوجية مما قد يؤدي في بعض الأحيان للجوء أحدى الطرفين أو كلاهما الى الخيانة الافتراضي منها و الواقعي لسد الخلل فتكون هنا المصيبة و تقع هنا الطامة التي تنهي معها الحياة الزوجية التي كانت تحلم بها المرأة يوماً ما
للخيانة قصص
خلف أبواب المتزوجات قصص خيانات مستترة يجدن لها العديد من المبررات و التي من أبرزها الأهمال و انشغال الأزواج عنهن بالعمل أو بالأصدقاء أو السفر أو العلاقات الغير شرعية أو الإختلاف الفكري والاجتماعي و من بين تلك القصص هناك من أجبرتها الظروف و الفارق التعليمي (على حد قولها ) على أن تلجأ الى من يسمعها و يحاورها في أمور خارج إطار البيت والأولاد (ص .غ ) تسعة و عشرون عاماً متزوجة منذ ما يقارب العشر سنوات تحكي قصتها قائلة بدأت قصتي منذ ارتباطي بزوج ادنى مني في المستوى التعليمي و الفكري و تفاوت الاهتمامات الذي جعل من الحوار بيننا كابوساً حقيقياً , مما دفعني للبحث عن شخص أخر أجد معه ما أفتقده من زوجي , وقد حدث بالفعل من خلال أحدى المنتديات التي كنت أشارك فيها ببعض المواضيع تطور الأمر من علاقة عابرة على النت الى مكالمات ثم الى لقاءات ..(ولكن ) لم أخن زوجي اطلاقاً فكل ما كان بيننا هي مجرد لقاءات و احاديث تسد ما في داخلي من فراغ ..هذا الشخص لم يعد له مكان في حياتي الآن , و زوجي لم يكتشف ما حدث الى الآن دلالة على عدم اكتراثه بي ..ولكني مازلت أعاني من وفجوة كبيرة بيننا و ما يجبرني على قبول هذا الوضع هو وجود الأبناء ..و لأ أعلم هل الى متى سأظل صامدة و اتغاضى عن ما في داخلي؟ الموضوع الأصلى من هنا: منتديات عالم المرأة http://www.movieszoom.net/f59-montadat330897.html#post4366659
قصة أخرى تجرعت من كأس الخيانة التي شرب منه زوجها السابق بعد أن غرها ما حباها الله من جمال فاستخدمته فيما لا يرضاه الله بعد أن فتن بها من تعرفت به في احدى الأماكن العامة ,تروي (س . ع ) قصتها بألم قائلة : ( كنت متزوجة لمدة سبع سنوات من رجل ميسور مادياً و انجبت منه طفلان , كان كريم جداً علي و على أطفاله مادياً ( ولكن ) كانت بخيل علينا عاطفياً فرغم اني مشهود لي بالجمال إلا انني لا أشعر به فالمرأة لا تشعر بجمالها الا من خلال كلمات الإطراء التي تقال لها , وهذا ما كنت أفتقده مع زوجي السابق لذا تحولت حياتي الى ما يشبه
التسلية كنت أجوب كل الصوالين النسائية و المراكز التجارية أبحث عن ما يسد ما أشعر به من فراغ عاطفي الى ان حصل أن أعجب بي شخص و ارسل لي رقمه مع نادل المطعم وبدأت علاقتي به بشكل عاصف أحببته حب جارف فقد وجدت عنده مايشبع مابداخلي من نهم عاطفي و حاجة لسماع الكلام المعسول , و لخوفنا الشديد من افتضاح امرنا قررنا الزواج , وبالفعل طلبت الطلاق من أب اطفالي فوافق ( و لكن ) بشرط أن أتخلى عن أبنائي أمام المحكمة و لا أطالب بهم فقبلت بدون تردد و تزوجت من الأخر و لم يمر شهور الا و جدت إمرأة أخرى في سريري لأضل أعاني مرارة الخيانة و مرارة بعد أطفالي عني..)
أما (ف . ي ) فتعتبر أنها لا تخون زوجها رغم ما تعانيه من غربة و فراغ عاطفي و نفسي لبعد أهلها عنها وتروي معاناتها قائلة : ( تزوجت منذ مايقارب الثلاث سنوات من زوج غير جنسيتي ورغم ان زواجنا كان عن حب الا انه اختفى كلياً بعد الزواج هذا ما دفعني لأبحث عن من أشكو له همي و احساسي بالغربة لذا لجأت لشخص من جنسيتي كنت على علاقة بعائلته قبل زواجي واستمرت علاقتنا الاخوية عبر الانترنت أشكو له و استشيره في بعض مشاكلي..قد يعتبره البعض انها خيانة ولكني أرى غير ذلك فالعلاقة التي بيني و بينه لا تعدو مجرد حوارات حول ما اعانيه في غربتي ..و أظن أن دور هذا الشخص سينتهي لو اني كنت في بلد و بين أهلي أستطيع أن أجد من يساندني و أستشيره في مشاكلي .
الخيانة و المبررات
طرق الخيانة متعددة و قد توسعت أكثر في زمن العولمة وأصبح من السهل الدخول في عالم الخيانة بطرقة أصبع على لوحة مفاتيح جهاز الحاسوب أو من خلال أرقام الهاتف الجوال و رغم بشاعة الجريمة التي ترتكبه المرأة في حق دينها و نفسها أولاً و في حق أبنائها و زوجها واسرتها ثانياً ورغم أننا مجتمع مسلم و عربي تحكمه عدة معايير وقيم دينيه الا ان هناك من النساء من تستسهل الدخول في الخيانة بمبررات عدة اهمها اهمال الزوج لهاو في هذا الصدد يقول الدكتور/.محمد حسن عاشور المستشار التربوي والخبير في التنمية البشرية: (وجود زوج مهمل ومقصر في واجباته ومسؤولياته تجاه زوجته وابنائه لاشك أنه خلل كبير يهدد كيان الاسرة واستقرارها و كذلك له أثر على جو الألفة و المودة فيما بين الزوجين بداية ومن ثم على الأبناء وهذا له تبعات كثيرة
لكن هذا كله لا يعطي الزوجة أي ذريعة أو مسوغ لتواجه الإهمال و الخطأ بإهمال وخطأ ،فليس بثمل هذا تُحل المشكلات والأمور وليس هذا هو سبيل بناء أسرة سعيدة ؛بل إنه قمة الانحراف و الانجراف وراء الشهوات و الملذات الوهميه،وقمة الخيانة للنفس بداية ثم للطرف الأخر سواء كان زوج أو أب أو غيره .
علاوةً على أن أكبر المتضررين من هذه الخيانه هو الخائن نفسه،فالخيانة سلوك غير جيد و غير حميد ناتج عن اختلال في المنظومة القيمية وبالتحديد الأمانة وبالتالي لا يمكن أن نحصر الخيانة في لون واحد،فقد تكون بالمكالمات الهاتفيه أو بإفشاء أسرار البيت أو بمشاهدة المواد الإباحيه أو في شكلها العميق المتمثل بـ الزنا والعياذ بالله.
وقد عرفتها بإختصار على انها :تدمير لمنتجات النفس البشرية و بيعها بأزهد و ابخس سعر ممكن و الشاري هو ابليس.
وفي المحصله كل إنسان مسؤول ومحاسب عن نفسه وتصرفاته (مَنْعَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ).والله سبحانه وتعالى يحاسب الناس يوم القيامة فردا فردا
،ليس مجموعات و لا عوائل و أسر . وإذا كان إبليس يوم القيامة يتبرى من بني البشر فكيف لهذه المرأة أن تبرر تصرفاتها و خيانتها بإهمال الزوج)
كما يرى الدكتور / عاشور أن الزوجه الحكيمه تستطيع أن تكون لها ردات فعل ايجابية لإهمال الزوج لها أو خيانته لها حيث قال : (هناك العديد من نماذج النجاح لزوجات واجهتهن مشكلات في اهمال أزواجهن ولكنهن أحسن التصرف معها وكانت لهن ردات فعل يحتدى بها سواء كان ذلك بقدرتها على تصحيح مسار الخطأ و تقويمه إما بالحوار الهادئ و الصراحه فيما بين الزوجين أو بتدخل الأهل والمحبين أوغيره من الأساليب . مع التأكيد على أن هناك خطوط حمراء لا يمكن التنازل عنها من مثل إن كان هذا الإهمال أكبر من كونه انشغال كامل بالعمل أو الأصدقاء .... بل تعداه ليصبح للزوج علاقات محرمه وخيانة في صورتها العظمى وتأكدت الزوجه من هذا الأمر ،فهنا لا يعقل أن تعرض بيتها و نفسها لخطر هذا الزوج وأن تكون عرضه للإصابه بالأمراض والعياذ بالله،بل عليها أن تتخذ كل السبل لإنهاء هذا الزواج سواء بالقانون و القضاء أو من خلال الأهل حيث أنه أصبح مصدر دمار وهلاك لها ولأبنائها بدلا من أن يكون مصدر للسكن و المودة.
كما أعطى الدكتور/ عاشور نصيحة لحواء حيث نصحها بأن تجعل لنفسها رؤية و برنامج خاص بها ، و حذرها بأن عليها أن لا تحصر النجاح في جانب واحد من الحياه ، ولا بد أن يكون لرؤيتها أبعاد ،بعد اجتماعي،بعد أسري ،بعد أكاديمي ،بعد تطوعي ،بعد إيماني للخلوص من جميع المشكلات)
المنظور الشرعي للخيانة
الخيانة من المنظور الشرعي لا يفرق بين الذكر والأنثى وهما في المعصية سواء عند رب العزة والجلالة هذا ماشدد علية المصلح الإجتماعي و الموجه الأسري الأستاذ / محمد مزة في قوله: ( ان الله تعالى لا يفرق بين عبيده في المعصية ولا بين الذكر والانثى ولكن المجتمع قد يغفر للرجل الخيانة و لا يغفرها للمرأة وتظل هذه الخطيئة تطاردها طيلة حياتها و حتى المرأة قد تتقبل زوجها بعد خيانته لها و لكن الرجل لا يقبل من تخونه و على المرأة الصالحة أن لا تترك نفسها للشيطان يتلاعب بها وعليها ان تعلم أنها مسئولة كما الرجل عن الأمانة التي أوكلها لها الله في رعاية زوجها و ابنائها و عليها أن تعلم أيضا أن حرصها على نفسها من الأمانة ولا تلجأ للخيانة كسلوك لرد خيانة الزوج لها ولها في الرسول أسوة حسنة في حديثه الشريف حيث قال : ( أد الأمانة إلى من ائتمنك ، ولا تخن من خانك) و لا بد أن تعلم أن المرأة لها دور كبير في المجتمع إن هي انحرفت فقد أنهار المجتمع انتهى كله.
وبين الأستاذ / مزة أن العلاج الفعال لكل من تشعر بفراغ عاطفي الى اللجوء الى الله و أن تملئ حياتها بالعبادات والذكر والدعاء بأن يعوضها الله في الدينا والاخرة فالتمسك بالدين هو أصل الفطرة التي فطر الله الناس عليها, كما يجب على الزوج مراعاة الحالة العاطفية للزوجة وتعامل معها بطريقة ودية و شرعية وأن يكون على قدر من المسؤولية اتجاه الأمانة التي يحملها وأن ينتهج نهج سيد البشر محمد عليه الصلاة والسلام في المعاملة مع زوجاته حيث قال عليه أفضل الصلاة والسلام : ( خيركم خيركم لأهله و أنا خيركم لأهلي )
الجانب النفسي لخيانة
وعن سبل العلاج التي تستطيع بها الزوجه الخلوص من مشكلاتها تقول :الدكتوره الحريري (يمكن للزوجة التخلص من مشكلتها بالحوار الهادف البناء مع الزوج بان تطلب منه إن ها تريد منه الاهتمام بالطريقة التي تناسبها وقيامة بمسؤوليته تجاه البيت والأولاد لكي تشعر بأنها أنثي وهذا مطلب كل إمرأه ويمكنها كذالك اللجوء إلى مختصين لمعالجه مشكلتها أو حتى اللجوء إلي احد الأقارب الحكماء التي تثق برجاحة عقلهم لمساعتها .)