بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد تزايد ظهور الامراض الوراثية الفحص الطبي قبل الزواج هل اصبح ضرورة لازمة
4512طفل ولدو معاقين السنوات الاربع الاخيرة
اعتدال قنيطة
غزة-مكتب الجيل للصحافة
" رزقت بثلاثة أطفال كل واحد منهما يعاني من مرض وراثي يختلف عن أخيه حتى كرهت الإنجاب ، وتمنيت أني لم أتزوج ، أو وجدت من ينصحني بإجراء فحص لي ولزوجتي قبل إتمام عملية الزواج لأتخلص من هذه المحنة التي تلاحقني " بهذه الكلمات جسد لنا المواطن (س) مأساته مع الأمراض الوراثية ، ومأساة العديد من الأباء الذين رزقوا بأطفال مرضى حيث بلغ عددهم 11702 معاق أقل من 25 عاماً لأسباب وفق تقرير السكان للأراضي الفلسطينية الجزء الأول .
هذا في ظل التطور العلمي الذي شهده العالم حديثاً من فك رموز خريطة الجينات البشرية ، وقدرة على معرفة الأمراض الوراثية التي يمكن أن يحملها كلا الزوجين وبالتالي تفاديها قبل إقدامها على الزواج من خلال إجراء فحص طبي .
ولكن ما هي أهم الأمراض الوراثية التي يمكن تفاديها عبر إجراء فحص طبي لها ؟ وهل يستطيع الفحص الطبي تحديد كافة الأمراض الوراثية التي يحملها هذين الزوجين ؟ وهل لدى مؤسساتنا الطبية العامة أو الخاصة إمكانيات لإجراء هذه الفحوصات وما هي أهم العثرات التي تقف دونه ؟
للإجابة على هذه التساؤلات وغيرها أزالت الرسالة القناع عن الأمراض الوراثية عبر التقائها بالعديد من المختصين والمهتمين .
11702 معاق
الأمراض الوراثية ما زالت تهدد العديد من العائلات الفلسطينية - حيث بلغ عدد الأطفال المعاقين الذين ولدوا بإعاقة في السنوات الأربع الأخيرة 2154 طفلاً ليصل عدد المعاقين الأقل من 25 عاماً 20854 معاقاً 59% ولدوا يعانون من إعاقات مختلفة سمعية أو بصرية أو عقلية أو حركية وهي أكثر الإعاقات انتشاراً بالإضافة إلى الأمراض الوراثية الأخرى كمرض الثلاسيميا الذي يزداد سنوياً بين 20-30 حالة وأظهرت الدراسات أن نسبة 75% من الأطفال المصابين بهذا المرض جاءت نتيجة لزواج الأقارب ، ومرض الصرع الذي بلغ عدد المصابين به ما يزيد عن 3000 مريض ضمن إحصائية مؤسسة فلسطين المستقبل ولتجسيد حجم المعاناة التي تعاني منها الأسر التقينا بالمواطن (س) الذي رزق بثلاثة أطفال ابتلي كل واحد منهما بمرض وراثي يختلف عن الآخر ، فتحدث لنا عن مأساته قائلاً : تزوجت من بنت خالتي ولم أعرف أنني أحمل أنا وهي العديد من الأمراض الوراثية تبعاً لعادات وتقاليد الأسرة باعتبار أنها قريبتي وأنا أحق بها من غيري ولم أمانع هذا الزواج التقليدي . ولكن دفعت ثمن هذه الموافقة من الإرهاق والألم الذي يعتصر قلبي عندما أنظر إلى أولادي وأفكر في مستقبلهم - ومعاناتي تزداد كلما كبر الأولاد ، فالأول يعاني من مرض الصرع الذي بدأ يظهر عليه بعد السنة الأولى من عمره ، والثاني يعاني من انسداد في الأمعاء وألم شديد في المعدة ، أما الثالث فيعاني من صعوبة النطق وخلل في السمع . وأضاف قائلاً : لا أنكر أن أجدادي مصابون بهذه الأمراض ولكن لم أتوقع أنني يمكن أن أورثه لأبنائي وخاصة أنني لا أعاني أنا وزوجتي من أي واحد منهم .
أما المواطن (خ،ن) فقد كانت مأساته أشد وأقسى حيث رزق بسبعة أطفال ولم يخل من المرض سوى واحد منهم فيقول " عانيت كثيراً من مرض فقر الدم لذلك حرصت أمي على أن تزوجني وأنا صغير فتزوجت بنت عمي وأنا في الثانية عشرة من عمري ، ورزقني الله منها بسبعة أطفال جميعهم للأسف الشديد يعانون من نفس المرض ، ومع كل ولادة طفل يكون لدي أمل بأن يأتي الطفل الذي يليه سليماً ، وصممت على إنجاب الأطفال حتى أرزق بالسليم ، ثم أخذ يكمل حديثه وأنا الآن أدفع ثمن غلطتي ، فرغم أنني أكتوي بألم المرض إلا أنني لم أرحم أطفالي ، لم أكن أعلم أن هذا مرض وراثي وأن أولادي حتماً سيبتلون بهذا المرض وإلا ما قدمت على الزواج نهائياً ولفضلت أن أبقى بدون زواج على أن أعاني من ألم أطفالي .
مأساة هذه الأسر ليست على سبيل الحصر وانما هم جزء من عدد كبير من الأسر التي ما زال يعاني أفرادها من أمراض وراثية .
الفحوصات المخبرية
إن الطب تطور كثيراً في عصرنا الحاضر وخاصة بعد ما أعلن الانتهاء من رسم تقريبي لـ" الجينوم البشري " أو كتاب الحياة الذي سيكون ممكناً بواسطته قراءة النص الوراثي البشري ، ولا شك أن قراءة الخريطة شبه الكاملة للمخزون الوراثي البشري تدشن عصراً جديداً من الاكتشافات الطبية وإذا تم الاستفادة حقاً من هذا الاكتشاف فإن 90% من مجموع الأمراض والوفيات التي تصيب الإنسان سيصير ممكناً التهكن بها ومنع انتشارها ومعالجتها باستخدام مضادات جينية وعقاقير تستهدف مورثات مسئولة من أمراض محددة.
وأكد صلاح جاد الله المحاضر في قسم الأحياء بالجامعة الإسلامية أن بعض الأمراض الوراثية تحمل صفة متنحية وبالتالي حامل المرض لا تظهر عليه أي أعراض الاصابه به ولا يستطيع أحد أن يميز بين الشخص السليم الحامل للمرض إلا من خلال إجراء فحص طبي له حيث تكمن الخطورة بذلك عندما تحدث حالة تزاوج بين شخصين حاملين لنفس المرض مما يعطي فرصة للجينات المتنحية لتظهر بصورة مرضية على الأطفال ، مما يعني أن قد يكون الوالدين لا يعانون من أي مرض مع ذلك يرزقون بطفل مصاب ، ومازال المجتمع الفلسطيني يعاني من العديد من الأمراض الوراثية التي تهدد أمن وسلامة أفراده مثل المرض المنغولي ، الثلاسيميا ، الصرع ، السكري ، الحصبة الألمانية ، حساسية القمح .
تحديد سلم العائلة
وحول إمكانية تفادي هذه الأمراض الوراثية أشار الدكتور عبد المطلب القواسمة مدير عام برنامج طب الأسرة في وزارة الصحة إلى أن الكشف المبكر لبعض الأمراض الوراثية يمنع انتقاله إلى الجيل الجديد ، وممارسة الرعاية الوقائية يساعد في إمكانية تفادي الحمل الجديد منها ، لذلك عادة ما ننصح الزوجين أو أحدهما إجراء فحص لمعرفة وضعه الصحي وتحديد إمكانية عمله لبعض الأمراض الوراثية وأكد أن مراكز الرعايا الأولية تبذل جهوداً لمعرفة سلم العائلة لأي امرأة نشطة أو غير ذلك ، وكذلك ضغط الدم لمعرفة نوعه وامكانية ضبطه لامكانية تفادي تسمم الحمل بالإضافة إلى نسبة الزلال وحالات الصرع وخاصة أن احتمال انتقال الصرع إلى الطفل من الأم المصابة كبير لذلك تحتاج الأم في حالة إصابتها بالصرع إلى تحديد عدد نوباته ومن ثم إمكانية السيطرة عليه قبل حدوث الحمل لأن الأدوية المعالجة للصرع لها تأثيرات سلبية على الطفل وإحداث تشوهات خلقيه به.
(([وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط][وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]))
وأكد القواسمة رغم خطورة مرض الصرع إلا أنه لا يوجد فحص مخبري يؤكد مدى إصابة الطفل به أو يحدث إذا كان أحد الأبوين حامل له ولكن يمكن معرفة مدى احتمال حمله للمرض من خلال رسم سلم العائلة لكلا الوالدين .
إجراء فحص مخبري:
بينما أضاف الدكتور بسام أبو لبدة نائب مدير مستشفى المقاصد الخيرية بالقدس أن الفحص الطبي قبل الزواج يضمن عدم انتقال العدوى من أحد الزوجين إلى الآخر إذا كان إحداهما مصاباً بمرض معد ، وعدم انتقال العدوى إلى الجنين في فترة الحمل وتجنب إصابة المواليد ببعض الأمراض الوراثية مثل مرض الثلاسيميا ، أنيميا البحر المتوسط ، ويمكن إجراء بعض الفحوصات المخبرية لأحد الزوجين لتحديد مدى إصابته ببعض هذه الأمراض وأهم هذه الفحوصات فصيلة الدم ، قوة الدم ، هيموغلوبين A2 ، التهابات الكبد الفيروسي نوع ب بالإضافة إلى فحص المناعة من الحصبة الألمانية .
وأكد أبو لبدة أن إمكانيات إجراء مثل هذه الفحوصات موجودة ومتوفرة في كثير من المختبرات خاصة الكبيرة منها ، وأوضح كذلك د.القواسمة أن مرض الشلل الدماغي يمكن الكشف عن الحالة الصحية للجنين منذ الأسابيع الأولى عن طريق إجراء الفحص الثلاثي للأم عبر الأشعة فوق صوتيه " التراساوند " من سائل الرحم والمشيمة رغم أن هذه الأمراض لا يمكن التعرف عليها إلا أثناء وجود الحمل .
ومن جهة أخرى أشار جاد الله إلى المرض المنغولي وطرق تجنبه بقوله المرض المنغولي نتيجة حدوث خلل في التركيب الجيني من زيادة أو نقص عدد الكروموسومات في الخلية ، ويمكن إجراء فحص للسائل الموجود وحول الجنين للتأكد من سلامته من المرض .
ويذكر أن نائب قاضي القضاة ( 2012 )( 2012 )( 2012 )( 2012 )( 2012 ) تيسير التميمي اتخذ قراراً في 11/5/2000م بإلزام الرجل الخاطب بإجراء فحص CBC المخبري " الثلاسيميا للتأكد من عدم حمله للمرض أما في حالة إثبات حمله للمرض يجرى فحص آخر للفتاه للتأكد من عدم حملها هي الأخرى للمرض تجنباً لانتاج جيل مصاب به وفي حالة إثبات أن كلا الخاطبين يحملان المرض ينصحان ويترك لهما أمر الاختيار . [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]