اخلعني يا حبيبي من الآفات التى انتشرت فى هذا العصر أن الجميع يتعجل الحكم على شئون الحياة بغير تبصر ولا موضوعية وهذا يؤدى إلى التباس فى كثير من الموضوعات ويترتب عليه ظهور الخلافات حول التفاصيل ويتسبب هذا فى ضياع الوقت والجهد معا وهذا أدى إلى اختلال فى المفاهيم والتقاليد فى القيم المتوارثة التى تمسك بها المجتمع عقودا طويلة وأدى هذا إلى اختلاط الصالح بالطالح والحابل بالنابل وضاعت القيم وراء هذا الطغيان المادى 00 ففى الماضي كانت جميع المشاكل الزوجية تجد حلولا سهلة ومتنوعة ولا تخرج عن نطاق العائلة بل أحيانا عن نطاق الأسرة الواحدة فى إطار المنهج الاخلاقى الذى كان سائدا فى المجتمع آنذاك وهذا المنهج كان مستمدا من قيم الإسلام التى تركت بصماتها واضحة فى التمسك بالرحمة والمودة فى العلاقة الزوجية ودائما نجد أن الزوجة هى عماد الأسرة إذا صلحت انتصرت الأسرة وإذا فشلت انهار الكيان الاجتماعي لها أما الآن فنحن نعيش فى زمن أصبح التمسك بالتقاليد الإسلامية والعادات الشرقية موضة قديمة فالبعض بدأ يجرى وراء العادات الغربية التى لا تتناسب مع قيمنا ومبادئنا وقد ركز الإسلام على اختيار الزوجة الصالحة دون النظر للأهل أو النسب أو الوظيفة 00 وقد تناول الإسلام قضية تعدد الزوجات وأكد على العدل بينهن مع العلم أن بعض قوانين الأحوال الشخصية الوضعية قد نالت من كرامة المرأة فى إعطائها حق الطلاق والخلع إذا تزوج زوجها عليها اعتمادا لوقوع ضرر مادي ومعنوي لها00 وقد يلجأ الزوج للزواج إذا أهملته زوجته أو أهملت نفسها أو تغاضت عن حقوقه الشرعية أو الأدبية أو الإنسانية وتركت نفسها للشيطان ثم بعد ذلك تذهب للمحكمة ولو أحسنت ما وصلت إليها هذه القيم التى يجب أن نتمسك بها أوضحها الكاتب الصحفي جمال قنديل –الأخبار –فى كتابه ((اخلعني يا [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] )) فالكتاب من القطع الكبير وتعدت صفحاته الثلاثمائة يحتوى على مجموعة من القصص الواقعية التى عاشها المؤلف من خلال عمله الصحفى كمحرر للحوادث والقضايا اختلط بنوعيات شاردة من النساء سمع من بعضهن فى حجرة المداولة بالمحكمة أسرار غرف النوم وغيرها مما يعف على العاقل ذكرها لكنها مباراة بين الزوجين والاثنان فى نهاية الرحلة بالمحاكم خاسران سواء كسب أحدهما الحكم أو خسره الثاني 00وقد تحدث المؤ لف فى قصصه عن قوامة الرجل وأوضح أن بعض الزوجات ينقصن من قدر أزواجهن بحيث تصبح الزوجة هى سيدة المنزل وتكون النهاية مشاجرات واختلافات لاتفه الأسباب قد تؤدى إلى الطلاق أو الخلع وأكد أن عدم التكافؤ الاجتماعي فى الزواج واختلاف البيئة الاجتماعية له مردود سيئ مع الأيام وقد يهدد بهدم كيان الأسرة فيجب على كل شاب وفتاة اختيار شريك الحياة من واقع طبقته الاجتماعية حتى تصل سفينة الحب لمرساها السعيد 00وقدعرج المؤلف لقضية الحجاب من خلال قصصه وأكد أنه ستر للمرأة واحتراما لأنوثتها حتى لا تقع فريسة سهلة لضعاف النفوس وركز أن التمسك بالدين هو قارب النجاة للأسرة وبالنسبة لقضية البخل التى تشكو منها بعض الزوجات مما يؤثر على حياتهن الأسرية فقد تم علاجها بدلا من اللجوء للمحاكم 00وكان للحماه النصيب الأوفر حظا من صفحات الكتاب فقد تم التركيز على الخلافات التى بين الزوجين بسبب الأهل والحماه بالذات وأوضح كيفية الخروج من هذا المأزق إذا حكم الزوجين العقل لأن الوالدين لهما دور فى الحياة وسينتهي فى يوم من الأيام والتدخل قد يفسد رحلة الزواج ويوصلها لطريق مسدود00ولم ينس المؤلف القضية الأساسية التى تحتل المرتبة الأولى فى أسباب الطلاق والخلع وهى العلاقة الجنسية بين الزوجين وتم سرد العديد من القصص التى تحكى فيها الزوجة الخصوصيات التى حدثت بين أركان المنزل الأربعة دون حرج وكأنها تستعد لكسب مباراة دولية وأيضا بعض الأزواج يخلع برقع الحياء وينال من زوجته حتى يظهر أمام المحكمة أنه الحمل الوديع البرئ أما هى فالمتمردة على حياتها الزوجية وقد حفلت صفحات الكتاب بكثير من القضايا مثل العنة التى تصيب الزوج وتجعله غير قادر على ممارسة حياته الزوجية وتؤدى إلى الطلاق 00 ونقرأ قصة المليونيرة التى خلعت زوجها ليلة الدخلة والزوج الذى شكك فى زوجته بسبب المكالمات التليفونية وأنصفتها المباحث وبكاء الأولاد الذى أعاد المياه لمجاريها لأنهم هم الذين سيدفعون ثمن الخلافات الزوجية 00وفى النهاية حفل الكتاب بمجموعة كبيرة من حيثيات الأحكام لتكون مرجعا للمحامين بجانب أنه أوضح بعض الخلل فى قانون الخلع الحديث الذى يركز على ما جاء فى قسيمة الزواج فقط دون اعتبار لأركان الزواج الأخرى00 هذا الكتاب يعتبر وثيقة لكل فتاة مقبلة على الزواج حتى تحسن اختيار شريك حياتها وجرس انذار للمرأة المتزوجة التى تفكر فى الخلع أو الطلاق وهو شاهد على هذا العصر بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان حتى يترحم الجميع على الزمن الجميل0
(([وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط][وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]))