يمتاز الأطفال منذ بداية السنة الأولى من أعمارهم، بالذكاء الشديد والقدرة على تخزين واكتساب كل شىء حولهم ، من تصرفات وأفعال ويراقبها دائما من خلال حواسة التى تعتبر عاملا مهما فى عملية التربية وتطالب الدكتورة إيمان فكرى استشارى طب الأطفال وخبير تنمية الموارد البشرية، الأم والأب، بعدم الاستهانة بقدرات الأطفال العقلية، لأن إهمال ذلك الجانب سيؤثر على الأساليب التربوية الأخرى فى تدرج مراحل أعمارهم .
وتضيف أنه يمكن للأسرة تهيئة الصحة البدنية والنفسية والعقلية فى جو أسرى مناسب لكيفية توظيف حواس أطفالهم الخمسة فى عملية التربية من خلال ألا تقع حاستى النظر والسمع على مناظر إباحية أو قبيحة أو عيوب أو رؤية وسماع والديه وهم فى أشكال من المزح غير اللائق ،أو إساءة معاملة الأب للأم والقيام بضربها وإهانتها وكثرة المشاجرات بينهما ،كما يجب بقدر الإمكان إبعاد الأطفال عن سماع أو مشاهدة العنف سواء فى التلفيزيون بشكل عام أو الطرق العامة والتى تشهد حاليا العديد من الاحتجاجات والمظاهرات، وهو ما يؤثر سلبا عليهم فى تلك السن المبكرة، ومن ثم يجب تجنب السير بهم فى بعض الطرق التى تشهد مشاحنات، حيث يكون تركيز الأطفال مرتفع مما يؤدى إلى نمو سلوك غير سوى ينطبع فى أذهانه ويقوم بتقليده بعد ذلك لافتة إلى أن كل عوامل الرؤية والسمع يجب أن تكون قدوة، وبما لا تخالف الشرع والدين والعادات والتقاليد ،وعلى الأم أن عدم ارتداء ملابس شفافة بشكل مبالغ فيه أمام الطفل حتى يتم تربيته على الستر و عدم قتل النخوه بداخله، وتجنب الكذب أمامه وهو مايحدث كثيرا على سيبل المثال عندما يطرق الباب أو يتصل أحد هاتفيا ثم تجيب الأم بعدم وجود الأب على غير الحقيقة وهنا يسجل الطفل ما سمعه ويعتبره شىء عادى فى الكبر.
وتشير إلى أن الحاسة الثالثة و هى "التذوق" فيجب مراعاة كل مايتم تقديمه للأطفال وهو عامل مهم لأنه يرتبط بتقوى الله، فى عدم إطعامهم إلا طيب وحلال لأن الجسد الذى يتربى على الحرام فهو إلى النار، وتضيف بأنه يجب على الأم الاهتمام بجودة الطعام التى يتناسب معهم للحافظ على حاسة التذوق عندهم ، وعدم ترك الطفل فى تقليده للآخرين فيما هو سلبى بدون تدخل واضح من الأم، لأن هناك من يفرحون ويضحكون بقيام أولادهم بترديد الشتائم والسباب ويشجعونهم على ذلك وهنا لابد من تلقينه كلمات مفيده تنعكس على تربيه فى المستقبل .
أما الحاسة الرابعة وهى "الشم " والعبء الأكبر فيها يقع على عاتق الأب، بحيث لا يبادر بالتدخين فى المنزل خاصة بجوار الأبناء ومن ثم يعتادون على هذا السلوك مع تحصيل جزء من مادة النيكوتين ،لأن المدخن السلبى دائما مايكون شغوف للتقليد .
وتنوه إلى أن الحاسة الخامسة والأخيرة وهى" اللمس" وهنا يجب أن تحذر الأم طفلها من خطورة لمس الألات الحادة والأشياء الصلبة التى تتسبب فى إصابته ،والتنبيه عليه فى أى شىء خطأ مثل الإمساك بالسجائر والمكياج أو أخذ شىء من ورائهم حتى لايتعود على السرقة، منوهة إلى أنه يجب أن يتم تعليمه ملمس المصحف وسجادة الصلاة الصغيرة التى تناسب سنه، حتى يتعود على لمس أشياء لها قيمة.