هذا الطفل اللدن بين يديك، لو تعلمين، أي دور عظيم، مهم، تلعبين في حياته، كلها، من أولها إلى آخرها،
دهشة عارمة، تعتري الكثير من علماء النفس والمختصين في الغرب، أولئك الذين احتاروا بالأمس، إن كانت أفعالنا نتاج التربية، أم الوراثة، وخلصوا بعد ذلك إلى أنها خليط من هذا وذاك..........!!!!
وأخيرا وجدوا أمرا أثار دهشتهم.........!!!!!
فكلنا نحمل ذات النصيب من الجينات في هذه الحياة، وأقصد الجينات المختصة بالسلوكيات والأخلاق، كل الناس وهم أطفال كانوا مؤهلين ليكونوا أمناء أو لصوص، صادقين أو كاذبين،
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) متفق عليه
كل الناس لديها الجينات الخاصة بعمل هذا أو ذاك.........!!!!
لكن ما يتعلمه من والديه صغيرا يشفر جيناته وفق العادة السائدة في بيته، حتى وإن أخبرته أمه أن لا يقلدها وهي تصرخ، لكن جيناته تتبنى الفعل لا القول،
حتى وإن أخبره والده بأن التدخين مضر، فإنه يدخن كوالده، لأن جيناته تتبنى الفعل لا القول، ........!!!
يا ترى ما قصة تلك الجينات............؟؟؟
الحكاية أخواتي،
أن الجنيات الخاصة بالسلوكيات والأخلاق، تكون كلها قابلة للتشفير في السنوات الأولى من عمر ابنك، ......!!!
عندما يبلغ العشر، تصبح مشفرة تقريبا، وتسير نحو الجمود،
ما معنى هذا الكلام........؟؟؟
هذا يعني أن كل ما اعتاده الطفل في سنوات عمره الأولى، قد يثبت في جيناته مدى حياته، إذ أن جيناته بعد العشر تصبح صلبة، صعبة التشفير من جديد،
ما معنى التشفير إذا......؟؟
التشفير يعني، على سبيل المثال: أن جينة الصدق عاملة، جينة الكذب مغلقة، جينة الخوف عاملة، جينة الشجاعة مقفلة، وهكذا.........!!!!!
أنت تحددين أي الجينات ستعمل وأيها ستنغلق........!!!!
انت أيتها الأم المربية، تخيلي.......!!!!
فما رأيك بمن تقول ابني بلغ الخامسة عشر ولا يصلي.........!!!!
والصلاة عماد الدين، ........
فكيف العمل......؟؟؟
الواقع أنك غاليتي، لم تحثي ابنك على الصلاة وهو في السابعة، كما أنك لم تضربيه في العاشرة.........!!!!!
ولهذا تجمدت جيناته على شيفرة لا تقدر أهمية الصلاة، .... هكذا الأمر بكل بساطة،
وما شب عليه شاب عليه ،
قال عليه الصلاة والسلام ( وهو النبي الأمي الذي لا ينطق عن الهوى) قال في الحديث:" مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، "
فهل فعلت ما أمرك به سيد الخلق، وخاتم النبيين........... ؟؟!!!!
هذا ما أثبته علماء لا يمتون للدين بصلة، أثبتوا اليوم، أن للجينات ثلاث فرص فقط للتغيير الجذري،
الفرصة الأولى: السبع سنوات الأولى من عمرة، حيث تكون الجينات غير مستقرة، وقابلة للتعديل، وهي في هذه المرحلة مسؤولية أولياء الأمور، فالطفل في هذه السن لا يعرف الكثير عن الحياة، ليجري التعديل على جيناته......!!!
الفرصة الثانية: السبع سنوات الثانية، عند سن المراهقة، عندما تتسبب الإضطرابات الهرمونية المصاحبة للمراهقة بعمل ثورة جينية أيضا، مما يجعل الجينات قابلة للتعديل من جديد، لكن هذه المرة، بإرادة الشخص نفسه، وليس بإرادة والديه، ولهذا فهو في هذه المرحلة ( البلوغ ) يصبح مسؤولا عن أعماله...!!!!
الفرصة الثالثة: وهي سن النضوج، ويعتبر تعديل الجينات في هذا الوقت صعبا جدا، لكنه يحدث، عبر تعويد النفس على أداء الأعمال التي تراها صحيحة، فلا تناقش فيها نفسك، فقط قم بها واعملها، .....!!!!
وهذا هو الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يقول:"حافظا على أبنائكم في الصلاة ، وعودوهم الخير فإن الخير عادة" فكل الخير يكتسب بالتعود
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لاعبوا أولادكم سبعا وأدبوهم سبعا وصاحبوهم سبعا"
وهناك عدة طرق جيدة، للتأثير على الجينات بشكل جيد، لكن عليك أن تعرفي أولا بعض المداخل، وعليك أن تعلمي كيف تستخدمين وعيك بشكل وجيه لتغيير عمل الجينات لصالحك،