غالبية الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاثة وستة أشهر يبكون وينزعجون عندما يحاول شخص غير أمهاتهم حملهم أو لمسهم، وهذا أمر معروف لدى كثير من الأمهات، ولكن هل فكرت الأم بالأسباب الحقيقية لرفض طفلها اقتراب الآخرين منه؟ هناك أناس يدلون بتعليقات ليس لها أساس من الصحة حول رفض الطفل الصغير اقتراب الآخرين منه أو محاولة حمله أو نزعه من أحضان أمه. فيقولون مثلا ان هذا الطفل غير اجتماعي أو أنه لن يكون ذو شخصية اجتماعية في المستقبل أو أن الطفل جبان ويخاف من الآخرين. كل هذا مجرد مقولات غير صحيحة لأن هناك أسباب علمية ونفسية وراء رفض الصغار قبول أحضان الآخرين بعيدا عن حضن الأم.
لاداعي للقلق: اذا رفض طفلك الصغير دعوة صديقتك أو أمك أو أختك للذهاب الى أحضانهن فلاتقلقي لأن ذلك أمر طبيعي جدا بالنسبة للطفل الذي يتراوح عمره بين ثلاثة و ستة أشهر ذلك لأنه مازال مرتبط بك وعلى تواصل نفسي مع الفترة التي قضاها في رحمك. وقالت أخصائية علم نفس الأطفال في قسم الولادة التابع لجامعة /ساو لويس/ في مدينة ساوباولو ان الطفل بحاجة لستة أشهر على الأقل للتخلص من ذلك التلاحم مع الرحم الذي قضى فيه تسعة أشهر.
وأضافت باتريسيا بادر سانتوس /33 عاما/ في موضوع نشرته في زاوية "أطفالنا" على موقع /تيرا/ البرازيلي على الانترنت بأن الارتباط بين الطفل ورحم أمه يستمر الى مابعد الولادة عبر جملة الأمور وفي مقدمتها رائحة الأم التي تعود عليها عندما كان في الرحم وكذلك الدفء الذي تعود عليه. وأضافت باتريسيا بأن الطفل يرفض الذهاب لأحضان الآخرين لأنه غير مستعد للتخلي عن الأشياء التي تعود عليها من أمه. وتابعت تقول ان الطفل بحاجة للتعود على الاستقلالية لتقبل الآخرين، وأن هذه الاستقلالية هي التي تجعله يبتعد بالتدريج عن أحضان أمه ومن ثم تقبل الآخرين.
يختلفون عن أمه: وقالت باتريسيا بأنه نظرا للأسباب التي وردت أعلاه فان الطفل الذي يأخذه أحد من أمه يبدأ باظهار علامات الانزعاج لأنه يشعر بأن ذلك الغريب يختلف عن أمه ورائحته وحرارة جسمه تختلفان عن رائحة وحرارة أمه. لذلك فان رفض الطفل قبول أحضان شخص غير أمه حتى الشهر السادس من العمر هو أمر طبيعي جدا وليس له علاقة بالشخصية المستقبلية للطفل.