أكثر ما قد يقلق الأم كلمة: "ماما بطني تؤلمني". شعور أطفالنا بآلام البطن، عارض شائع. لكن إن تكررت هذه الآلام، يجدر بالأهل التصرف بسرعة لتدارك الأمر.
في الغالب، لا يستطيع الأطفال الصغار تحديد موضع الألم على وجه الدقة. وفي 90 في المئة من الحالات، يكون شعور الطفل بالألم مجرد وهم أو دلع.
ويفرق الأطباء بين نوعين من آلام البطن: متاعب حادة ومتاعب مزمنة. وغالباً ما تكون الآلام الحادة، الناجمة عن التهاب الزائدة الدودية مثلاً، شديدة جداً، لدرجة تحتم على الأهل اصطحاب طفلهم إلى الطبيب. ويُعرِّف الطبيب بوركهارد روديك، عضو الجمعية الألمانية لطب الأطفال والمراهقين الآلام المزمنة، بأنها آلام تنتاب الطفل مرة واحدة في الأسبوع على الأقل على مدار شهرين.
ويتطلب تشخيص سبب الألم بحثاً جدياً من قبل الطبيب. ويقول البروفيسور الألماني مايكل ميلتر: "نشعر بالقلق حين يشير الطفل مثلاً إلى نفس الموضع الذي يكمن فيه الألم، وعلى نحو دقيق في كل مرة، أو في حال عدم زيادة وزن
الطفل خلال الأسابيع والأشهر المنصرمة. ويضيف ميلتر: "بعد ذلك يكون من المهم معرفة موعد حدوث الألم. ويمكن لآلام البطن الحادة أن تنتج كما قلنا عن التهاب الزائدة الدودية أو عدوى في المعدة والأمعاء أو ما يُعرف باسم "انغلاف الأمعاء"، لاسيما لدى الأطفال الصغار. كما أن العدوى التي تصيب الكُلى ومجاري البول وكذلك الالتهاب الرئوي قد تؤدي إلى ظهور آلام في البطن. وفي حالة الالتهابات المزمنة، يمكن لحصوات الدم أن تظهر ما إذا كان الطفل يعاني مثلاً من عدم تحمل اللاكتوز أو سكر الفاكهة أو الغلوتن.
في كثير من الأحيان، يأتي الأطفال المصابون بآلام حادة في البطن إلى عيادة الطبيب وهم يعانون من إمساك. ويعطي تحسس البطن للطبيب مؤشرات على وجود التهاب.
وإذا كان الطفل يشتكي من حموضة أو حرقة في الجزء العلوي من البطن، فيمكن استيضاح سبب ذلك من خلال منظار للمعدة.
وإذا تم استقصاء جميع الأسباب العضوية وظل الطفل يشكو من المتاعب، فينبغي على الأهل أخذ الأمر على محمل الجدّ، فقد ترجع هذه الآلام إلى أسباب نفسية مثل الخوف من المدرسة أو الامتحانات. وفي هذه الحالات، ينصح الخبراء الأهل بالاستعانة بأخصائي علم نفس والتحري عن أسباب هذه المخاوف