يشكّل تعلّم النظافة خطوة مهمة بالنسبة إلى الصغار وأهاليهم لأنها تعبّر عن بداية استقلالية الطفل. يسهّل الطقس الجميل الأمور، لكنّ ذلك لا يزيل مخاوف الأهل. في ما يلي نصائح مفيدة في هذا المجال.
ينبغي اختيار وقت يناسب الطفل والأهل في آن على أن يخلو هذا التوقيت من الضغوط النفسية والظروف المعقّدة. كذلك لا بد من تجنّب الفترات التي يكون فيها الأهل مشغولين جداً لأنهم يفتقرون إلى الصبر في هذه الحالة. قد يقر الطفل نزع حفاضه بسرعة ليبيّن عن اختلافه عن شقيقه الصغير مثلاً إذا وُجد. يبقى الصيف أفضل فترة للقيام بهذه الخطوة إلا إذا كانت تلك الفترة مخصّصة للعطلة والمتعة. يصعب على الطفل أن يركّز طاقته على التحكّم بجسمه في ظلّ جميع التغيّرات التي يشهدها في حياته.
انتظري جهوزيّته:كما يحصل عند القيام بأي نشاط، يصبح الطفل مستعداً لدخول مرحلة النظافة حين يكتسب جميع القدرات التي تمكّنه من مواجهة هذا التحدي الجديد. وليتمكّن من نزع الحفاض تدريجاً، عليه أن يعتاد أولاً على الجلوس على النونية لفترة كافية وأن يتمكن من التحرك براحته، أي بعد تعلّم المشي. إنها عملية طويلة. طالما يعجز الطفل عن التحرك وحده، يصعب عليه أن يفكّر بالتوقف عن استعمال الحفاض. في هذه الحالة، حتى لو عبّر الطفل عن حاجته إلى دخول الحمام، قد يكون الأهل منشغلين وقد لا يستطيعون مساعدته على قضاء حاجته. لكنّ الحوادث هي جزء من عملية التعلّم.
شجّعيه:أفضل ما يمكن فعله هو تشجيع الطفل وبث الثقة فيه من خلال تعبير الأهل عن اقتناعهم بقدرته على نزع الحفاض. لا بد من تجنّب الجمل من نوع: {إذا لم تنجح في ذلك، فأنت مجرد طفل!}. بهذه الطريقة، ستكون هذه الخطوة تجربة فاشلة بالنسبة إليه. على العكس من ذلك، يجب تقدير رغبته في دخول عالم الكبار. بما أنّ الطفل يعتبر التبوّل عملية غريبة في البداية، إذ يشعر بأنه يفقد شيئاً منه، من المفيد إشراكه في لعبة مسلّية تقضي بإفراغ دلو وملئه بالماء مجدداً لاستيعاب مفهوم التبوّل. إنها تجربة متعة ومفيدة بالنسبة إليه.
حالة خاصة:قد يتعلّم الطفل نزع حفاضه بين الشهر الخامس عشر والشهر الثامن عشر. لكن يشكّل كل طفل حالة خاصة، كما يحصل عند تعلم المشي أو لفظ الكلمات الأولى. يصبح بعض الأطفال مستعداً لنزع الحفاض في مرحلة مبكرة، في حين يحتاج البعض الآخر إلى وقت أطول لتحقيق الهدف. يجب أن تجد كل أسرة وكل طفل الإيقاع الذي يناسب الطرفين معاً. تؤدي الثقافة أيضاً دوراً رئيساً في هذا المجال.
عملية تلقائية:يظن الأهل أنّ الطفل يكتسب عادة النظافة تلقائياً من دون بذل أي جهد من جانبهم. لكنّ نوعية الحفاضات المعاصرة التي تعزز امتصاص البل لا تشجّع الطفل على التخلّي عن الحفاض. حين يشعر الطفل بالجفاف، قد لا يمانع في الاستمرار باستعمال الحفاض. لا خيار آخر أمام الأهل إلا مساعدة طفلهم على تعلّم النظافة بنفسه.
حقائق:
- يدلّ جفاف الحفاض عند استيقاظ الطفل على إمكان نزعه خلال اليل:
تحصل هذه الحالة عموماً مع حلول السنة الثالثة، أي بعد نزع الحفاض نهاراً بأسابيع أو أشهر عدة. يجب التحلي بالصبر لأنّ حوادث البل ممكنة خلال اليل. يحتاج الطفل إلى الوقت الكافي لاستيعاب المؤشرات التي يشعر بها خلال نومه والتي تدفعه إلى الاستيقاظ. من مسؤولية الأهل أن يشرحوا لطفلهم قدرته على دخول الحمام وحده شرط تأمين شروط السلامة الازمة، أو يمكن وضع النونية إلى جانب سريره في البداية.
- بعد سن الخامسة، لا يتبوّل الطفل عمداً في سريره:إذا
لا يتبوّل الطفل عمداً في سريره:إذا تبوّل الطفل في هذه السن، يعني ذلك أنه يعاني مشكلة صحية معينة- وهو أمر نادر الحصول- أو قد تكون هذه الحالة مجرد {حادث} عابر ولاواعٍ. هذا ما يُسمّى بسلس البول الأوّلي. قد تعود هذه الحالة إلى خوف نفسي من انتهاء مرحلة الطفولة أو صعوبة في مواجهة التغير الحاصل. ثمة أدوية لتجنّب هذه الحالة لكنها لا تكفي دائماً. قد يتطلب الوضع استشارة طبيب نفسي لمساعدة الطفل على تخطي المشكلة التي تزعجه في طور النموّ.
- يجب أن يدخل الطفل إلى الحضانة من دون حفاض:في معظم الحالات، يصل الأطفال إلى الحضانة وهم يرتدون الحفاضات، لكن سرعان ما يتخلون عنها بعد بضعة أيام. لا داعي إذاً إلى تهديد الطفل قبل دخوله الحضانة. يرغب الطفل من تلقاء ذاته في أن يصبح نظيفاً. إذا استمرّت الحوادث في الحصول، يمكن تقليص مدة يومه في الحضانة حتى الظهر مثلاً لقضاء فترة بعد الظهر في جو هادئ.