يا بني ذاكر دروسك أم أنت غبي.. كم مرة أعدت عليك هذا الكلام أم أنت غبي لا تفهم! لقد أخطأت ثانية ما كل هذا الغباء؟! اترك هذا أنا سأنجزه فأنت غبي!! أنت غبي, ما هذا الغباء, كلها عبارات تقتل كل نبضة إبداع أو تقدم في نفوس الأبناء, وهي تطفئ كل وميض للذكاء في نفس ذلك الطفل, فكثرة الطرق تُشكّل الحديد, وتردد الكلمات على السمع الغض يتحول إلى قناعة قد يصعب تغييرها, وللأسف أننا في زمن الضعف التربوي صار بعض المربين يستخدم مثل هذه العبارة دون إدراكهم لأبعادها النفسية على المتربين. أبناؤنا هم ما نحمله من قناعات تجاههم, ومن خلال قناعاتنا يمكننا توجيههم وتربيتهم, ودفعهم إلى المعالي حتى لو كان هناك بعض الصعوبات. فأي شيء نرجوه من طفل لم يسمع من والديه عند أي إخفاق إلا كلمة غبي! إنه بالتأكيد سيقنع نفسه بأنه غبي حتى يجد لها مبررا ويترجم إخفاقاته بأنه ضعيف القدرات, وفي المقابل فإننا نجد ذلك المتربي الذي يتلقى عبارات التحفيز والتشجيع ودعم الذات نحو النجاح وتخطي العقبات تتأصل عنده القناعة بأنه يملك طاقات ومواهب تدفعه إلى كل نجاح, وعندها لن يستسلم حتى للمعوقات, حيث أن التشجيع والعبارات الإيجابية هي المكافأة المعنوية للمتربي, والتي يبقى أثرها كل العمر, وكذلك هي مفتاح يحمله المتربي لأبواب المستقبل يطرقها بكل ثقة. إننا ما زلنا نذكر عبارات الثناء عندما نحمل شهادة التفوق فتدفعنا بشوق لمواصلة المسير, وكم أعجبني ذلك الطفل لما تذمر قرناؤه من درس الحساب في الصفوف الأولية فرفع صوته قائلا لأستاذه: أكيد أنا سأعرف لأني ذكي ومتوكل على الله, وأمي تقول: توكل على الله وحاول ولن يكون هناك شيء صعب بإذن الله.