طفلي في الثالثة من عمره، صار يتبع أسلوباً مزعجاً إذا تضايق مني أو من والده، فيقول بصوت مرتفع: «بابا أنا لا أحبك»، أو «ماما أنا لا أحبك»، وهذا الأسلوب يحرجني أمام الآخرين، ولا أدري كيف أجعله يكف عن ذلك، خاصة أنه صغير في السن.. فماذا أفعل؟
الحل في سن الثالثة ينضج الطفل عاطفياً بشكل كبير، وهذا بسبب عاملين مهمين، الأول هو سيطرته المتزايدة على اللغة، فهو الآن يستخدم الكلمات بدلاً من الحركات الجسدية للتعبير عن مشاعره. ولديه القدرة على التخاطب بدقة أكبر. والثاني هو تقليده لوالديه بأفعالهما وأقوالهما. وهو يفعل ذلك لنيل مديح الوالدين وتعاطفهما، حتى إن كان سلبياً لكنه يعتقد انه صحيح. والطفل الآن يدرك سحر الكلمات عندما يرى الكبار يحمرون خجلاً أو يتضايقون عندما يستخدم كلمات معينة مثل «أنا لا أحبك»، فيتعلم أن هذه الكلمات لديها طاقة خاصة. وإن كان الأطفال لا يفهمون في هذه السن المعنى الحرفي لهذه الكلمات أو الشتائم أو الألقاب، ولا يعرفون حتى المعنى القوي للحب أو الكره، لكنهم يراقبون بشدة ليعرفوا متى يستخدم الأفراد المقربون منهم هذه الكلمة، كالوالدين أو المربيات أو التلفاز، فينطقونها، وإذا حصلوا على رد فعل كبير يكررون هذه الجملة مرة بعد مرة. والسيطرة على هذا السلوك يمكن أن تكون بخطوات بسيطة: 1 - ان يقدم الوالدان نماذج للغة الإيجابية، ويحاولان تجاهل السلوك غير الملائم. وهذا يتطلب من الكبار أن يقوّموا أفعالهم وأقوالهم. 2 - قد يريد الطفل من قول هذه الجملة تسليط الضوء عليه كل الوقت، فهو يقاوم انشغالك عنه بقول شيء مستفز ليستعيد انتباهك. وأحياناً نظرة حازمة منك تقمع السلوك العابث. 3 - هناك استراتيجية أخرى، هي أن تبعدي الطفل عن الحافز المثير لنوبة السخط لديه، بتشتيت انتباهه لشيء آخر أو أن تطلبي منه أمرا يحب العمل به، فيهدأ، ويدرك الطفل الذكي أنه لن ينال ما يريد إذا قال هذه الكلمة.
معادلة اليوم لا نريد أن نربي أبناءنا على الطاعة العمياء، لكنهم يحتاجون إلى الصبر والحوار ليصبحوا منضبطين ذاتياً. منقووول