يتعرض الاطفال كثيراً لحالات الاختناق وانسداد الطرق التنفسية إما نتيجة لاستنشاق جسم غريب، أو لوجود عيوب خلقية قد لا يشعر بها الأهل لدى أطفالهم. وفي الحالين ينبغي ان يتم التدخل الطبي الفوري لإنقاذ الطفل من المضاعفات الخطيرة.
وعن طبيعة هذه الاختناقات يقول الدكتور أسامه عبدالنصير أستاذ الأذن والأنف والحنجرة بطب القاهرة إن مسببات انسداد الطرق التنفسية الهوائي عند الأطفال تشمل العيوب الخلقية في الحنجرة والقصبة الهوائية، وتبدأ الأعراض بعد مدة قصيرة من الولادة أو نتيجة لوجود الالتهابات في الجهاز التنفسي، وخاصة في الحنجرة، وذلك لأن الصفة التشريحية للحنجرة عند الأطفال الصغار تحمل بعض المميزات التي تساعد على الاختناق بسهولة نظرا لصغر حجم الحنجرة النسبي.
وسهولة تراكم المياه نتيجة لوجود التهاب تحت الغشاء المخاطي للحنجرة، وليونة الغضاريف في هذه السن المبكرة، الأسباب الشائعة إن الإصابات قد تحدث للأطفال تحت ثلاث سنوات نتيجة لاستنشاق أجسام غريبة بالخطأ عن طريق الفم لتدخل في المجرى غير المخصص لها إلى الحنجرة.
وفي بعض الأحيان إذا كان الجسم المستنشق صغيراً نجده ينفذ إلى القصبة الهوائية، والشعب الهوائية وهذه الأجسام الغريبة قد تكون قطعاً صغيرة من الألعاب أو أجزاء صغيرة من الطعام، ومن الأسباب الأخرى أورام الحنجرة والأكثر شيوعا في الإصابة هي الأورام الحميدة ولكنها أورام متكررة حيث إنها تعاود الطفل بعد إجراء الاستئصال.
ويشير الدكتور عبد النصير إلى ضرورة معرفة التاريخ المرضي للطفل، مع التوجه السريع للعلاج وغالبا لا يحتاج الطفل المصاب بالاختناق التنفسي إلى تحاليل وفحوص أخرى لتحديد سبب الاختناق، ولكن الأهم في هذه الحالات هو سرعة التدخل لإنقاذ الطفل حيث يمكن إعطاؤه الكورتيزون وهو مسموح به في هذه الحالات لإنقاذ حياة الطفل المصاب بالاختناق.
وكذلك إعطاؤه الأوكسجين ويتم ذلك في غرف الطوارئ بالمستشفيات ونادرا ما تحتاج هذه الحالات تدخلات جراحية حيث تتم السيطرة على 90% من الحالات . أما العلاج الجراحي سواء التقليدي أو باستخدام الليزر فيتم إجراؤه لعلاج إصابات الحنجرة الخلقية مثل ترهل مدخل الحنجرة أو التليف المؤدي لضيق المجرى الهوائي.