إن الطفل المدلل يريد كل شئ وإذا لم يحصل على ما يريده فإنه يبدأ فى فقدان أعصابه. ويجب أن تعلمى أنك إذا تركت طفلك يتعامل بأسلوبه المدلل، فإنه سيجد صعوبة طوال حياته فى التعامل مع من حوله من أهل وأصدقاء ومعارف. فإن الطفل المدلل مع الوقت سيصبح التعامل معه صعبا سواء من جانب أهله فى المنزل أو من جانب أصدقائه ومعلميه فى المدرسة. يجب عليك أن تعلمي طفلك كيف يقدر من حوله ويقدر ما يمتلكه فى الحياة حتى لا يتحول لطفل مدلل صعب المراس.
هناك الكثير من الآباء والأمهات الذين يعتقدون أن تدليل طفلهم لن يكون له أثر على شخصيته، ولكن فى الحقيقة فإن التدليل الزائد للطفل قد يجعله صعب المراس لا يحترم الآخرين ويفقد أعصابه بسهولة إذا لم يحصل على ما يريد.
وإليك بعض الأفكار التى يمكنها مساعدتك والخطوات التى يمكنك إتباعها لتقللى من الآثار السلبية لتدليل طفلك ولكى تتمكني من التعامل معه:
- يجب على الأب والأم أن يكونا عند كلمتهم وأن يتفقا معا للتوصل لكيفية التعامل مع طفلهما المدلل مع الوضع فى الاعتبار أنه فى حالة اتفاق الأب والأم على طريقة تعامل معينة فيجب على الاثنين الالتزام بها.
- اجعلى طفلك يدرك أنه محظوظ لأنه يمتلك كل الأشياء والأغراض التى يمتلكها. فيجب على الطفل أن يدرك أن هناك أطفالا آخرين لا يمتلكون أبا أو أما ولا أشقاء ولا عائلة ولا منزلا يعيشون فيه ولا حتى أغراضا وملابس يستمتعون بها. يمكنك أن تصطحبى طفلك ليقابل الأطفال اليتامى الفقراء. يمكنك أيضا أن تأخذى طفلك لزيارة الأطفال المرضى فى المستشفيات حتى يدرك أن هناك أطفالا فى مثل عمره لا يمتلكون نعمة الصحة الجيدة وبهذه الطريقة فإن الطفل سيدرك النعم التى يتمتع بها والتي لا يملكها الآخرون مما سيجعله ينظر للحياة بطريقة مختلفة وبمنظور جديد.
- شجعى طفلك على حسب عمره أن يكون مستقلا فى تصرفاته. فعلى سبيل المثال، إذا كان عمر طفلك يسمح له بأن يقوم هو بتنظيم ملابسه وأحذيته بنفسه، فاتركيه يفعل مثل هذا الأمر ولا تفعليه بالنيابة عنه حتى لا يتعود الطفل على فكرة أنك ستنفذين له كل طلباته. فإذا كان طفلك معتمدا على نفسه، فإنه سيدرك المجهود الذى تبذلينه وبالتالى فإنه سيصبح أكثر تفهما وتقديرا لكل من حوله.
- إذا فقد طفلك أعصابه لأنه لم يحصل على لعبة إلكترونية أو غرض معين كان يريده، فلا تقولى له أبدا أنك ستحضرينها له. وقد يظن الأهل أحيانا أنهم ليسوا صالحين فيما يخص تربية الأبناء إذا لم يلبوا كل طلباتهم دون أي رفض، أو أنهم بهذا الشكل سيجعلون طفلهم غير سعيد. يجب أن تضعى حدودا وقوانين معينة تحكم تصرفات طفلك وتعامله معك ومع الآخرين وعلى الطفل أن يحترم تلك القواعد ويلتزم بها. وعلى طفلك أن يعلم أنه إذا استمر في فقدان أعصابه وفى الصراخ والغضب فإنه سيحرم من شئ يحبه
- لا تقومى برشوة طفلك بأن تقولى له مثلا أنك ستعطينه حلوى فى حال كف عن البكاء، لأنك إذا قمت بمثل هذا التصرف فإنك تكونين بذلك تشجعين الطفل على الاستمرار في سلوكه وتصرفاته السيئة والتى تحتاج لأن يعاقب الطفل عليها.
- إن البكاء أمر طبيعى عند الأطفال حديثى الولادة وهو أمر طبيعى أيضا عند الطفل كلما تقدم فى العمر ولذلك فلا تحاولى مثلا تهدئة الطفل بأن تعطيه لعبة أو قطعة شيكولاتة. فإن الطفل إذا شعر بأنه كلما استمر فى البكاء أو الصراخ ستتم مكافأته أو سيحصل على المزيد من الاهتمام والحب فإنه لن يكف عن مثل تلك السلوكيات السيئة.
- إذا كنت تفكرين في الطريقة المثلى التى يمكنك بها التعامل مع طفلك المدلل، فيجب أن تكونى حريصة على ألا تفقدى أعصابك أبدا مهما كانت تصرفات طفلك محبطة. إذا حافظت على تماسك أعصابك فإنك فى النهاية ستتمكنين من التعامل مع تصرفات طفلك المدلل.
- علمى طفلك أهمية المشاركة عن طريق البحث لطفلك عن نشاطات تشجعه على مساعدة الآخرين. ويمكنك أيضا أن تصطحبى طفلك معك عندما تذهبين لشراء الهدايا للأهل والأصدقاء