إن تشجيع طفلك على الإنصات إليك باهتمام والاستماع إلى ما تقولينه وتدريبه على هذا أمر يحتاج إلى بعض الصبر. وتعتبر مهاراتالاستماع شديدة الأهمية فى حياة الطفل الأكاديمية والاجتماعية، وبالرغم من ذلك لا توجد كورسات متخصصة فى المدارس لتنمية تلك المهارات عند الطفل. ويجب على كل أم أن تنمى مهاراتالاستماع عند طفلها عبر الألعاب والأنشطة المختلفة لتنمى تفاعل الطفل مع الآخرين.
أما بالنسبة للمدرسين، فقد يصبح إقناع التلميذ بالإنصات وتشجيعه على الاستماع إلى ما يقولون داخل الفصل تحديا كبيرا. فإذا لم يتمكن الطفل من الاستماع جيدا لما يقال داخل الفصل المدرسى، فسيصبح من الصعب عليه التعلم وتكوين الصداقات، بالإضافة إلى أن مهاراتالاستماع مهمة للطفل أيضا خارج نطاق المدرسة فى حياته العادية. إن الإنصات والاستماع الجيد لما يقال يتطلب من الطفل أن يستوعب ويفهم الكلام وليس فقط أن يسمعه.
وهذه المهارات ضرورية للتواصل الفعال مع من حوله. وهناك العديد من الطرق والألعاب والأنشطة التي يمكنك من خلالها تنمية مهاراتالاستماع عند طفلك: - اختبرى قدرة طفلك على سماع الأصوات المختلفة وخاصة خلال العام الأول من حياته وهى الفترة التي يجب عليك أن تنتبهى فيها لكل ردود أفعاله تجاه صوتك أو تجاه أصوات الألعاب المختلفة. وإذا شعرت أن طفلك لا يستجيب للأصوات المختلفة، فيجب عليك استشارة الطبيب حتى تمكني من التعامل مع الأمر مبكرا. - اقرئي لطفلك حتى تنمى مهاراتالاستماع عنده، فالأطفال يحبون الاستماع للقصص. ولكن أحيانا قد يستغرب الأهل من رد فعل الطفل وهو يستمع للقصة لأنه يكون مشغولا بألعاب أخرى ولكن هذا لا يعنى أنه لا يكون يستمع للقصة، فمع مرور الوقت ستجدين طفلك يجلس بجانبك منصتا بكل هدوء للقصة. ويمكنك مثلا أن تبدئي في قراءة قصة معينة لطفلك وقبل الصفحة الأخيرة توقفى واطلبى منه أن يقوم بتخمين النهاية التى توقعها للقصة طبقا لما سمعه من أحداث طوال القصة. - حاولى دائما أن تتحدثى مع طفلك طوال الوقت لتنمى من مهارات الإستماع عنده، فقدرة الطفل على التحدث بطلاقة هى أيضا مهارة لن يمكنه اكتسابها من استخدام الكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية الحديثة. فعلى الأم أن تحرص دائما على سؤال طفلها عن كيفية قضائه ليومه فى المدرسة أو عن الأنشطة أو الألعاب التى يهتم بها. ويجب على الأم أيضا أن تظهر لطفلها أنها تستمع إليه من خلال طرح الأسئلة عليه أثناء الحوار. وبعد ذلك يمكن للأم أن تبدأ فى أن تحكى لطفلها عن كيفية قضائها لليوم وبالتالي تشجعه على أن يطرح هو الأسئلة. - شجعى طفلك على التفاعل معك وهو يستمع إلى ما تقولين عن طريق نظرات العين والتواصل غير اللفظي ممثلا في الإيماء بالوجه وأيضا عن طريق إعادة السؤال عن بعض النقاط إذا لم يتمكن الطفل من فهم نقطة معينة. - حاولى أن تقللى من الأوقات التى يشاهد فيها طفلك التليفزيون أو يستخدم ألعاب الفيديو. إن التليفزيون ينقل للناس المعلومات بسرعات كبيرة مما يتطلب منهم تلقى قدر كبير من النقاط والمعلومات دون استيعابها جيدا وهو الأمر الذى قد يصبح صعبا على الطفل. ليس هناك ضرر من أن يشاهد الطفل التليفزيون لوقت قصير أو يستخدم ألعاب الفيديو، ولكن من المهم أيضا أن يمارس بعض الأنشطة التى تحتاج لتركيز مثل القراءة لأن هذا الأمر سيؤدى لأن يصبح الطفل مستمعا جيدا. - بعد أن تنتهى من كلامك مع طفلك، اطلبى منه أن يكرر الكلام مع حرصك على أن تشرحى له ما لم يفهمه أو يستوعبه أو حتى ما أخطأ فهمه، ويمكنك أن تبدئي مثل هذا الأمر كلعبة في البداية ثم استخدميه كإستراتيجية في المحادثات العائلية بصفة عامة. - علمى طفلك ايضا أن يستمع لحركات الجسم ويحاول أن يستنتج منها ما يعنيه كلام الشخص الذى يتحدث إليه - اطلبى من طفلك تدوين الملاحظات أثناء استماعه لشرح المدرس أو المدرسة مما سيشجعه على التدقيق في المعلومات والإنصات والاستماع الجيد لكل ما يقال - احرصى على التحدث مع طفلك دائما عن أمور فعلتيها خلال اليوم مثل محادثات العمل أو رحلات التسوق أو خبر قرأتيه فى الجريدة