تعتبر الكتابة مهمة معقدة تستلزم من الإنسان استخدام مهاراته الحركية ومهاراته الفكرية الدقيقة. وبالنسبة للطفل فإنه يتعرف على الكتابة منذ الصغر كما هو الحال مع القراءة. فالطفل منذ صغره يرى والده أو والدته يقرآن ويكتبان ويبدأ في أن يعى منذ الصغر أن الكلمات المكتوبة لها معنى. وبمرور الوقت يبدأ الطفل فى تكوين كلماته الخاصة عن طريق الخربشة والتى تستلزم أن يقوم الطفل بإمساك القلم وتثبيت الورقة ويضغط ضغطا كافيا ليحرك القلم ويكتب به على الورقة. وبمرور المزيد من الوقت، سيفهم الطفل أنه بإمكانه أن يكرر حركات معينة بالقلم ونمطا معينا على الورق.
بمجرد أن يبلغ الطفل الثالثة أو الرابعة من عمره، فيمكنه أن يبدأ فى التدرب على الكتابة. وفى البداية، قد يكتب الطفل مثلا حروف اسمه بطريقة عشوائية ومتناثرة على مناطق مختلفة من الورقة ويكون هذا بسبب أن الطفل يتعلم كتابة الحروف كل على حدة قبل أن يتعلم أن يضعها معا ليكون كلمة واحدة.
يتعلم الطفل ما بين سن الروضة والصف الأول الابتدائي كتابة الحروف بجانب بعضها البعض لتكوين مجموعة من الكلمات واستخدام تلك الحروف بعد ذلك لتكوين الكلمات المختلفة والأشكال المتنوعة التى يقوم برسمها. والطفل أيضا فى تلك المرحلة يستخدم الحروف الكبيرة فقط ولا يترك مسافة بين الكلمات، ولكن بمرور الوقت سيتعلم الكتابة من اليمين لليسار والفواصل بين الحروف المختلفة وكيف يترك مسافة بين الكلمات إلى جانب الهجاء الصحيح للكلمات المختلفة. وكلما كبر الطفل وأصبح أكثر تمكنا من ناحية حركة يده، فإنه سيكتب بخط أصغر وأكثر تنظيما.
أهمية الكتابة بالقلم بالرغم من أن الجيل الحالى أصبح يعتمد اعتمادا كبيرا على الكمبيوتر ولوحة المفاتيح، إلا أن تعليم الكتابة للطفل أمر أساسي وفى غاية الأهمية. فالكتابة ليست مجرد وضع مجموعة من الحروف على الورق ولكنها جزء أساسي من تعلم الطفل القراءة وكيفية التواصل مع الآخرين. ويؤكد العديد من الخبراء أن مهارات الكتابة تعزز من مهارات القراءة عند الطفل. فلكى يتعلم الطفل القراءة يجب أن يدرك أن الحروف تعبر عن أصوات معينة يتم وضعها معا لتكون كلمات. عندما يبدأ الطفل قبل دخوله المدرسة فى تقليد الحروف التى يراها أمامه، فإنه سيفهم العلاقة بين الصوت الذى يسمعه والكلمات التى يراها على الورقة. إن الكتابة تسمح للطفل بمشاركة تجاربه مع كل من حوله. وبمرور الوقت ، يصبح الطفل أكثر قدرة على التحكم فى حركة يده بالإضافة إلى أنه يبدأ في استخدام مهاراته في التواصل ليبدأ فى ترجمة أفكاره على الورق.
أن يتعلم طفلك الكتابة بالقلم أمر مهم لأنه سيحتاجه عند دخوله المدرسة. وفى المقابل، إذا كان الطفل يواجه مشكلة فى الكتابة، فإنه بالتأكيد سيواجه مشكلة فى إنجاز فروضه المدرسية مما قد يؤثر على نظرته لنفسه وحبه للمدرسة وتقبله لها.
شجعى طفلك على الكتابة بمجرد أن يكبر طفلك ويبدأ فى أن يكون واعيا بعض الشئ( ممكن أن يكون عمره عاما) أعطيه بعض أقلام التلوين وورقة كبيرة واتركيه ليكتب ما يريده. وبنمو الطفل وتقدمه في العمر، يمكنك أن تخصصي له غرفة مليئة بالألوان والأقلام والأوراق وفرش الألوان. ومع الوقت ومزيد من التدريب، فإن الطفل سينمى عضلاته ومهاراته وقدراته التنسيقية التى ستساعده على تكوين الكلمات وكتابة الحروف. يجب أن تشجعى طفلك على استخدام خط اليد فى المنزل والمدرسة عن طريق كتابة خطابات الشكر للعائلة والأصدقاء أو مساعدتك فى كتابة قائمة البقالة، ويمكنك أيضا أن تشترى له دفترا فارغا وتطلبي منه أن يمضى بعض الوقت آخر اليوم في الكتابة.
أما إذا ظل خط طفلك غير جيد وغير مرتب بعد دخوله المدرسة، فيمكنك مساعدته عن طريق بعض الخطوات والنصائح: - شجعى طفلك على أن يأخذ الأمور بهدوء فيما يتعلق بالكتابة وتحسين الخط، فأحيانا قد يعانى الطفل مع الكتابة لأنه يتعجل الأمور، ولذلك يجب أن تشجعي طفلك على أن يأخذ وقته فى تكوين الحروف - أكدى لطفلك أنه أحيانا سيرتكب الأخطاء وهو يكتب ولذلك عليك أيضا تعليمه استخدام الممسحة - تعرفى من معلم أو معلمة طفلك على النمط الذى يقومون بتعليمه تكوين الحروف به، لتدربى طفلك عليه فى المنزل - اجعلى طفلك يستخدم الورق المخطط عند الكتابة - تأكدى من أن طفلك يمسك القلم بطريقة صحيحة - اجعلى طفلك يرى الكثير من الكلمات المكتوبة، فيمكنك مثلا أن تبدئى فى القراءة معه بشكل منتظم مع الإشارة دائما إلى كل ما يحيط بكما من كلمات متمثلة فى العلامات المختلفة فى الشوارع وأسماء المنتجات المختلفة، ويمكنك حتى أن تقومى بتعليق الأوراق التى يكتب عليها طفلك فى أنحاء المنزل - يجب على الطفل أن يتدرب دائما على الكتابة بالقلم مع إمكانية التدرب على الكتابة مستخدما لوحة مفاتيح الكمبيوتر ولكن مع عدم الاعتماد عليها كليا
إن الأطفال عامة يتطورون على مراحل مختلفة وتطور الكتابة وخط اليد عندهم يختلف، وهناك العديد من العوامل التى قد تؤثر على قدرة الطفل على الكتابة: - مشاكل فى الذاكرة قد تمنع الطفل من تذكر التهجئة الصحيحة للكلمات وعلامات الترقيم - مشاكل في اللغة قد تسبب للطفل صعوبة فى النطق وفى تركيب الجملة - صعوبة فى تكوين الكلمات والحروف وعدم القدرة على التركيز وإنهاء المهام الكتابية - عدم القدرة على كتابة الكلمات بشكل صحيح على الورق ووجود فرق كبير بين اللغة التى يتكلمها الطفل وبين الكلمات التى يكتبها - عندما يبدأ الطفل فى الكتابة، فإنه يأخذ وقتا طويلا في الكتابة