السرقة عند الأطفال لها دوافع كثيرة ومختلفة ويجب لذلك أن نفهم الدوافع في كل حالة وأن نفهم الغاية التي تحققها السرقة في حياة كل طفل حتى نستطيع أن نجد الحل لتلك المشكلة فقد يسرق الطفل لعبة أخيه لأنه يجهل معنى الملكية ويجهل كيف يحترم ملكية الآخرين لأن نموه لم يمكنه من التمييز بين ماله وما ليس له . مثل هذا الطفل لا يمكننا أن نعتبره سارقا ويكفي لكي نعوده على سلوك الأمانة أن ننمي فكرته عن الملكية وذلك بأن تخصص له أدوات خاصة ليتناول فيها الطعام كطبق خاص وفوطة خاصة ويكون لها لون يختلف عن لون حاجات أخواته . والسرقة سلوك شائع جداً لدى الأطفال في سن 4-5 سنوات، والغالبية العظمى من الأطفال سرقوا مرة أو مرتين على الأقل في مرحلة طفولتهم. ولكي نستطيع أن نتكلم عن السرقة لدى الأطفال لا بد و أن يكون الطفل قد تكون لديه مفهوم الممنوع والمسموح به (وهي نفس السن التي يكون فيها الطفل قادراً على التحكم في وظائف الإخراج) بمعنى آخر أن يكون الطفل قد اكتسب مفهوم الفردية وبالتالي أصبح يميز مايخصه (ما هو شخصي) وبين ما لا يخصه (يخص الآخرين). كذلك التمييز بين الخير والشر. وكل هذه الأشياء مرتبطة بقانون الجماعة والحياة في الجماعة. بعض السرقات المتكررة لدى الطفل قد تكون نتيجة الحرمان العاطفي (حقيقي أم متخيل). نجد أن البيئة التي يعيش فيها الطفل فقيرة عاطفياً لا تمده باحتياجاته العاطفية. في هذه الحالات السرقة ستكون مصحوبة بالكذب والعدوانية والميل للتخريب. والشيء المسروق في هذه الحالة ما هو إلا تعبير الحب والعطف والحنان المفقودين. والسرقة في هذه الحالة لا يمكن اعتبارها شيئا سلبيا تماماً. فهي تترجم استمرار وجود الأمل لدى الطفل للحصول على إشباع عاطفي من أسرته والبيئة المحيطة به، أي أنها بمثابة ناقوس يدقه الطفل ليدفع الآخرين للانتباه له والاعتناء به. وقد تكون تعبيراً عن حالة قلق وتوتر داخلي شديد لدى الطفل. هذا التوتر وهذا القلق يزدادان بعد ارتكاب فعل السرقة ويكونا مصحوبين بشعور شديد بالذنب. وهكذا نرى نادراً ما يسرق الطفل الصغير الشيء لذاته لكي ينتفع به، ففي أحيان كثيرة يتخلص من الشيء المسروق دون استخدامه أو يعطيه لشخص آخر. .
. [size=29]ويلجأ بعض الأطفال إلى السرقة لعدة أسباب على الرغم من علمهم بأن السرقة خطأ:
1.فقد يسرق الصغير بسبب الإحساس بالحرمان كأن يسرق الطعام لأنه يشتهى نوعا من الأكل لأنه جائع 2.وقد يسرق لعب غيره لأنه محروم منها أو قد يسرق النقود لشراء هذه الأشياء 3.وقد يسرق الطفل تقليدا لبعض الزملاء في المدرسة بدون أن يفهم عاقبة ما يفعل... أو لأنه نشأ في بيئة إجرامية عودته على السرقة والاعتداء على ملكية الغير وتشعره السرقة بنوع من القوة والانتصار وتقدير الذات... وهذا السلوك ينطوي على سلوك إجرامي في الكبر لان البيئة أصلا بيئة غير سوية 4.كذلك فقد يسرق الصغير لكي يتساوى مع أخيه أو أخته الأكبر منه سنا إذا أحس أن نصيبه من الحياة أقل منهما. 5.وفي بعض الأحيان، يسرق الطفل ليظهر شجاعته للأصدقاء، أو ليقدم هدية إلى أسرته أو لأصدقائه، أو لكي يكون أكثر قبولا لدى أصدقائه. 6. وقد يبدأ الأطفال في السرقة بدافع الخوف من عدم القدرة على الاستقلال، فهم لا يريدون الاعتماد على أي شخص، لذا يلجئون إلى أخذ ما يريدونه عن طريق السرقة. 7.كذلك قد يسرق الطفل بسبب وجود مرض نفسي أو عقلي أو بسبب كونه يعانى من الضعف العقلي وانخفاض الذكاء مما يجعله سهل الوقوع تحت سيطرة أولاد اكبر منه قد يوجهونه نحو السرقة
ولعلاج السرقة عند الأطفال ينبغي عمل الآتي:. 1.يجب أولا أن نوفر الضروريات اللازمة للطفل من مأكل وملبس مناسب لسنه 2.كذلك مساعدة الطفل على الشعور بالاندماج في جماعات سوية بعيدة عن الانحراف في المدرسة والنادي وفي المنزل والمجتمع بوجه عام 3.أن يعيش الأبناء في وسط عائلي يتمتع بالدفء العاطفي بين الآباء والأبناء 4.يجب أن نحترم ملكية الطفل و نعوده على احترام ملكية الآخرين وأن ندربه على ذلك منذ الصغر مع مداومة التوجيه والإشراف. 5.كذلك يجب عدم الإلحاح على الطفل للاعتراف بأنه سرق لأن ذلك يدفعه إلى الكذب فيتمادى في سلوك السرقة والكذب. 6.ضرورة توافر القدوة الحسنة في سلوك الكبار واتجاهاتهم الموجهة نحو الأمانة . 7.توضيح مساوئ السرقة ، وأضرارها على الفرد والمجتمع ، فهي جرم ديني وذنب اجتماعي ، وتبصير الطفل بقواعد الأخلاق والتقاليد الاجتماعية . 8.تعويد الطفل على عدم الغش في الامتحانات والعمل ... وأخيرا:
إن الطفل لا يسرق ممن يحبهم أو يشعر بصداقتهم لذلك يجب أن نشبع الأطفال بمشاعر الحب والصداقة مع الحزم المرن في المعاملة والقدوة الحسنة