قضية التمييز بين الذكور والإناث.. أو بين الإخوة عموما مثل النار تحت الرماد.. مختبئة لكنها لا تخمد.. خطر يمكن أن ينفجر في أي لحظة.. قنبلة موقوتة تهدد الأسرة والمجتمع.. تعود به إلى عصر الجاهلية الأولى.. عندما كان “الذكر” هو المسيطر وصاحب المميزات والأمر والنهي، والأنثى شيء مهمل لا قيمة لها.
وسبب خطأ التربية والأساليب غير الصحيحة في التعامل مع الأبناء.
والاجتماع من خطورة التمييز بين الأبناء ذكورا أو إناثا لأن ذلك يجعل الأبناء غير أسوياء ويخلق بينهم الحقد والتفكك ويضيع المودة والحب.
إن أساليب التربية الخاطئة هي المسؤول الأول عن السلوك الإجرامي للأبناء في كل مراحل حياتهم وهذا الخطأ في التربية قد يكون ناتجا عن الشقاق المستمر بين الآباء والأمهات مما يجعل كلا منهما يسعى إلى احتضان الأبناء إليه بمزيد من التدليل والحنان والهدايا وفي نفس الوقت يحثه على كراهية الطرف الآخر ثم يبدأ الأب أو الأم تفضيل من يميل إليه وإهمال الأولاد الذين انضموا إلى الطرف الآخر.. على الجانب الآخر قد يكون الوالدان منفصلين فتزداد معاناة الأولاد في التمزق النفسي حيث يتحول صراع الوالدين إلى تمييز لبعض الأولاد والتضييق والحرمان للبعض الآخر، وهذا كله يؤدي إلى غياب القدوة واندثار السلطة الوالدية الموجهة لسلوكيات الأطفال ولانحيازها لبعضهم ضد الآخر مما يولد روح التمرد والتذمر لدى الأبناء سواء كانوا إناثا أو ذكورا ويسعى كل منهم إلى الانتقام بالطريقة التي يراها ابتداء من العصيان إلى القتل.