فشل القذف أو انقطاعه يعني غياب القذف بالرغم من وجود انتصاب تام اثناء الولوج ويتمثل إما بفقدان تام أو بانخفاض شديد في كمية السائل المنوي. ورغم انه مع تقدم السن يحدث عادة تأخير في عملية القذف مع تدن في درجة النشوة وقلة حجم السائل المقذوف إلا ان انقطاعالقذف أو تخاذله قد يحصل عند الرجال في أي عمر ويشكل مشكلة جنسية تتطلب العلاج. ويجب هنا التمييز ما بين القذف الرجوعي إلى المثانة اثناء الجماع وانعدام القذف التام لأسباب نفسية أو عضوية كما سنناقشه لاحقاً. وقبل المباشرة في مناقشة أسباب وتشخيص ومعالجة تلك الحالات النادرة علينا أولاً توضيح عملية القذف عند الرجل من الناحية الفيزيولوجية للتمكن من تطبيق علاجات خاصة لكل من المسببات.
آلية القذف: عند بلوغ النشوة أو الإيغاف اثناء المجامعة تحصل تقلصات في عضلات نبيات الخصية حيث تتكون الحييات المنوية والقنوات الصادرة ما بين الخصية والبربخ والبربخ نفسه والقنوات المنوية مع افراز السائل المنوي من الحويصلات المنوية والبروستاتا تحت تأثير الجهاز العصبي الودي الذي يغلق عنق المثانة تلقائياً لتفادي تراجع السائل المنوي إليها فيقع هذا السائل في شرك ما بين عنق المثانة والإحليل القاصي المقفولين.. ومع ارتفاع الضغط في بلعة السائل المنوي يشعر الرجل بقدوم القذف المحتوم تحت توجيه الدماغ ويحدث الإيغاف أو الذروة التي تمثل ادراكاً استغرافياً باللذة في الدماغ الذي يتزامن مع القذف الذي يحصل نتيجة تقلصات متتابعة للعضلات المحيطة بالعضو التناسلي تحت تأثير الجهاز العصبي اللاودي عبر العصب الفرجي الذي ينشأ في اسفل النخاع الشوكي على المستوى العجزي وبعض الكيماويات مثل "اكسيد نيتيرك" وأولاً أكسيد الكربون. وسنكرس هذه المقالة إلى مناقشة فقدان القذف وحسب وسننشر لاحقاً مقالة عن تراجع المني إلى المثانة اثناء القذف في جريدة "الرياض".
بيان أسباب تخاذل أو انعدام القذف: إن تخاذلالقذف أو انقطاعه وأحياناً عدم بلوغ الإيغاف أو النشوة عرض سريري لعدة حالات مرضية أو نفسية تؤثر على الزوجين بنسبة لا تتعدى أكثر من 4% في جميع حالات الخلل الجنسي وتخلق لهم المشاكل الجنسية والتناسلية والزوجية التي تشمل الشعور لدى الزوجة بعدم الجاذبية والقبح وبأنها غير مثيرة للغريزة الجنسية وغير وافية في الاتصال الجنسي) وتسبب اضطرابات زوجية واستياءً جنسياً وقبحاً للشهوة الجنسية وتفادياً للمجانسة.. إن ذلك التخاذل يمثل تثبيط المنعكس العصبي المسؤول عن القذف والذي يقع تحت سيطرة الدماغ والنخاع الشوكي والأعصاب الودية واللاودية والعصب الفرجي والأعضاء التناسلية وعضلات القضيب والبروستاتا والحويصلات المنوية. ومن أهم مسبباته العوامل النفسية والتربوية والثقافية والعائلية والاجتماعية والعوامل العضوية والمرضية. وتشمل الأسباب النفسية التزمّت المبني على الجهل مع اعتبار العملية الجنسية خطيئةً يجب نبذها وفقدان التجاذب مع الزوجة وتطبّع جنسي مبني على ممارسة العادة السرية بطريقة شاذة أو أثر صدمات نفسية سابقة أو تجارب جنسية فاشلة وجارحة كالخيانة الزوجية أو الاصابة بمرض الزهري والخوف من تسبب الحمل ونفور الرجل من زوجته لعلة فيه ا أو لقبحها وعقدة الأمومة واللواط واحياناً بسبب عقدة الرجل على السيطرة في كل الأمور ومنها الجنسية وأهمها القذف. وأما الأسباب المرضية فهي تشمل رضخ النخاع الشوكي أو قطعه التام أو الجزئي في حوالي 69% من تلك الحالات أو نتيجة استئصال الغدد اللمفية خلف الصفاق بنسبة 21% أو مرض السكري أو بتر الاعصاب نتيجة اجراء عمليات جراحية في الحوض أو استئصال كامل للبروستاتا أو تصلب عصبي متعدد أو شق أو قطع عنق المثانة ناهيك ان في حوالي 5% من تلك الحالات يكون السبب مجهولاً أو نتيجة تناول بعض العقاقير ضد الاكتئاب ولأمراض نفسية أخرى.
المعالجة: إن معالجة حالة انقطاعالقذف أو تخاذله صعبة ونجاحها معتدل في أغلب الحالات وتتطلب التركيز على السبب ان كان نفسياً أو تطبيقياً أو عضوياً وتوجيه العلاج نحوه. فمن أهم الوسائل العلاجية:
1- الأسباب النفسية: ان الهدف الرئيسي للمعالجة النفسية يرتكز على مساعدة المريض على بلوغ قذف واعٍ مبني على الشعور الكامل باللذة الجنسية. فأي خوف من الفشل أو قلق ناتج عن الخشية من تسبب الحمل أو الاصابة بالأمراض الزهرية يجب مناقشتها مع الطبيب المعالج قبل واثناء المداواة السلوكية. وفي مجال تثقيف الزوجين يجب التشديد على أهمية التركيز على الشعور باللذة فحسب وتجاهل القذف في جو مستريح بدون أي ضغط والقيام بالفروض المنزلية حسب ارشادات الطبيب المعالج، ومن أهم عناصر العلاج شرح عناصر الشكوى وتطورها بحضور الزوجة لفتح حوار حر وصادق يتيح لكل منهما الكشف عما يخفي من نوايا وانعكاسات تطبعية.
وبعد ذلك يباشر الزوجان متابعة معالجة طبية مرنة واضحة التفاصيل ويُشجع الزوجان على نزع الخجل والتحرر من القيود السابقة التي كانت تحول دون تصارحهما في أمور الجنس، إذ ان هذه المصارحة تساعدهم على تعميق وعيهما لأسباب المشكلة. وبعد ذلك عليهما التعرف على وظائف جسديهما وتكوين اعضائهما وفهم عملية القذف والانتصاب وكل ما يؤثر فيهما. ثم يشجعان على التركيز اثناء المجامعة على اللذة فحسب ووضع حد لكل ما يسبب ضغطاً فكرياً أو نفسياً عليهما ويشدد على الرجل بأن يطرح جميع محاظيره ويتحرر من عقدة الخوف من الفشل. ويبدأ العلاج بالإثارة الجنسية بدون أي ولوج مع السعي إلى توفير الإثارة الجنسية لكل من الزوجين باللمس والمداعبة إلى أقصى حد مع حدوث القذف خارج المهبل مرات متعددة. وبعد نجاح تلك المرحلة الأولى من المعالجة واستعادة الرجل ثقته وطاقته في القذف خارج المهبل ينتقل الزوجان إلى المرحلة الثانية حيث يمارس الزوجان الإثارة الجنسية القصوى وقبل حصول القذف يتم الايلاج مع ضرورة الاستمرار بالاثارة إلى القذف. وقد نجحت هذه الطريقة في أكثر من 80% من المرضى في بعض الدراسات. والجدير بالذكر ان في بعض تلك الحالات النفسية المنشأ يمكن استعمال تدليك البروستاتا للحصول على السائل المنوي في عمليات التلقيح للانجاب.
2- الأسباب العضوية: ان من أهم الأسباب العضوية تناول بعض العقاقير ضد الاكتئاب أو غيرها من الأمراض النفسية التي يجب التوقف عن تناولها أو تبديلها بعقاقير أخرى لا تؤثر على القذف تحت اشراف اخصائي الأمراض النفسية. ويشمل العلاج الدوائي لهذه الحالة استعمال الأدوية المحاكية الودي واللاودي ومنها "ميلودرين" الذي أعطى أفضل النتائج بنسبة 61% و"ايميبرايمين" و"افدرين" وشبيه "الافدرين" و"فينيل بروبا نولامين" مع نجاح لا يتعدى 16% فحسب. ويمكن في بعض تلك الحالات حقن عقار "فيسو ستفمين" اللاودي في العضل أو حول النخاع الشوكي بجرعة خفيفة لا تتعدى 2مع نسبة نجاح تصل إلى 56% ولكن مع احتمال حدوث مضاعفات خطيرة أهمها هبوط الضغط الدموي. الموضوع الأصلى من هنا: منتديات عالم المرأة http://www.movieszoom.net/f59-montadat6706.html#post120031
وقد تم حديثاً استعمال أدوية مختلفة كمضاد الهستامين "بريياكتين" مع نتائج أولية مشجعة.