الموضوع الأصلى من هنا: منتديات عالم المرأة http://www.movieszoom.net/f59-montadat16208.html#post284683 عندما يسمع أحدنا كلمة ( جنس أو شهوة ) لأول وهلة يقفز إلي ذهنه معنى الانحراف . فهل هذا المفهوم صحيح ؟ في الحقيقة أنا لا تستبعد ذلك تماما ، وأعتقد أن الجنس يربط الأذهان بالانحراف لأنه وبكل أسف انعكاس للواقع ربما قد تتغير المفاهيم وتتبدل بسبب تعدد وجهات النظر أو ربما لأنه في واقعنا المحافظ لا يسمح للأفراد حتى بالاقتراب من المعرفة والخوض في التفاصيل لأن ذلك يدخل في نطاق "العيب" و"قلة الأدب" مع أنه من أساسيات بناء الشخصية لدى الشاب والشابة "فهم أنفسنا" ، فالأم تقول: إني أصاب بالحرج من أن أتحدث مع ابنتي في هذه الأمور. وطبعًا يزداد الحرج إذا كان الابن ذكرًا.. وهكذا يستمر الموضوع سرًا غامضًا تتناقله ألسنة المراهقين فيما بينهم، والكبار أيضا وهم يستشعرون أنهم بصدد فعل خاطئ يرتكبونه بعيدًا عن أعين الرقابة الأسرية، وفي عالم الأسرار والغموض تنشأ الأفكار والممارسات الخاطئة وتنمو وتتشعب دون رقيب أو حسيب ، وأعتقد أن هذا هو سبب تكون المفهوم خاطئ وبالتالي تتفاقم المشكلة وتبرز هنالك مشكلات أخرى تنعكس على توتر العلاقة الزوجية أو العجز عن القيام بعلاقة كاملة من قبل الأزواج ، أو أن يكونون غير قادرين على إسعاد زوجاتهم، و الزوجات لا يملكن شجاعة البوح بمعاناتهن من عدم الإشباع لأن الزوج لا يعرف كيف يحققها لهن ، و غالباً لا يبالي.. ومع الأسف يشارك المجتمع في تفاقم الأزمة بالصمت الرهيب .. حول كلمة الجنس ما أردت أن أوضحه هو أن الجنس ليس انحرافاً فقط والهدف من الحديث عن الثقافة الجنسية أن نبين أن الجنس غريزة طبيعة فطرية ، وهذه الغريزة لها منظمات وقواعد للتعامل معها ، وهذه القواعد هدفها النهائي أن نمنع هذه الغريزة من أن تنحرف ، فلابد من تعلّم هذه القواعد بكل صراحة ووضوح فثمرة الثقافة الجنسية هي : أن نعرف الوسائل الصحيحة للتعبير عن هذه الغريزة وعلى الكوابح التي بها ميز الله الإنسان على سائر الخلق وحفظه من الانزلاق في الرذيلة ، فقد خلق الله تعالى الحيوان بشهوة وبدون عقل فهو الحيوان.. وخلق الله الملائكة وأعطاهم العقل ولكن بدون شهوة فهم الملائكة المقربين..وخلق تبارك وتعالى الإنسان وأعطاه العقل والشهوة فإن هو قدم العقل وكبح هذا العملاق النائم "الشهوة أو الجنس" في غير ما أحل الله أصبح عند الله خير من الملائكة المقربين كما هو الحال مع نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم فقد أجمع العلماء على أنه صلى الله عليه وسلم أفضل من خلق الله من بين العالمين بل وحتى من جبريل عليه السلام حيث أنه وصل منزلة لم يصلها ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا وهي "سدرة المنتهى" كما جاء في حديث الإسراء والمعراج .. أحبتي الكرام وحتى لا أنزلق أنا أيضا عن موضوعي الرئيسي أقول .. إن مفهوم الثقافة الجنسية يشمل أمرين أساسيين أولهما فهم وظائف الجهاز الجنسي عند الرجل والمرأة ، والأمراض التي تصيبه ، الأمر الآخر فهم الأحكام الشرعية المترتبة على الممارسة الجنسية.. هذا ما جادة به الكي بورد فللحديث بقية وكم يسعدني تفاعلكم وإبداء آرائكم لنناقشها معا.[/align]