شرع الله الزواج وجعل من أهدافه إشباع الحاجات النفسية والجسمية والاجتماعية والروحية , فهو مصدر لتنمية الصحة النفسية والجسمية , وحصن ووقاية من الأمراض النفسية والانحرافات السلوكية والأخلاقية , من الطبيعي أن يمر الزوجان بعد خمس سنوات من زواجهما _ تقل و تزيد _ بمرحلة الفتور الزوجي , كما أنه لا بأس بفترات من الملل المؤقت والعابر بين الزوجين , ولكن ذلك بشرط ألا تطول المدة وألا يؤدي هذا الفتور إلى شرخ في العلاقة الزوجية . أنواع المللوالفتور الزوجي: الملل العام :وهو الملل من روتين الحياة اليومية . الملل العاطفي :وهو غياب المودة والرحمة بين الزوجين . الملل الجنسي :ممارسة العلاقة الجنسية وكأنها واجب أوعدم التجديد فيها . المظاهر والأضرار: هناك العديد من الآثار والدلائل والمظاهر التي تدل على وجود الفتور في الحياةالزوجية , ومن هذه المظاهر ما يلي : - شكوى الزوجة من عدم اهتمام زوجها وإعراضه عنها , وكثرة خروجه وسهره خارج المنزل , ومعاملتها بقسوة وجفاء وعدم تقدير , كما يشكو الزوج من زوجته إهمالها لرعايته والتعلل بالأولاد , كثرة طلباتها الشرائية , إهمالها لزينتها أمامه , إلى غيرها من الشكاوي . - الفتور والروتين في سائر مظاهر العلاقة الزوجية ومنها الفتور في العلاقة العاطفية والجنسية . - شعور الزوجين أن بينهما مسافات وحواجز نفسية رغم أنهما يعيشان تحت سقف واحد . - تضخيم الأخطاء وسوء الظن وتأويل الكلام أو الأفعال على الوجه السيئ . - كثرة الخلافات الزوجية وارتفاع الأصوات لأتفه الأسباب . - الصمت بين الزوجين وقلة أو انعدام الحوار بينهما . - تكون معاناة المرأة أكثر فنراها تزور العيادات النفسية التي لا يدخلها الرجل إلا نادراً , ويرجع ذلك إلى أن الرجل لديه وسائل تعبير وتنفيس متعددة , بعكس المرأة التي تنطوي على مشكلتها وما تولده بداخلها من مشاعر الألم والقلق وتشكو الصداع وآلام المعدة وفقدان البهجة والقدرة على الاستمتاع بكل ما كانت تستمتع به . - قد يهرب بعض الأزواج تخفيفاً للملل الزوجي أو المشكلات الزوجية والجنسية إلى أساليب شاذة متعددة كالإدمان بكافة أنواعه , أو إقامة العلاقات المحرمة أو الاهتمام بالعمل بشكل مبالغ فيه . وبعض الأزواج يبحث عن زوجة ثانية أو أكثر , وبعضهم يصبر ويتحمل أوضاعه , وبعض الزوجات يصبرن ويدارين الأمور وقد يلجأن إلى التعويض عن الإحباطات بشراء الحاجيات أو الاهتمام بالأطفال , أو الانحراف بمختلف أشكاله ودرجاته . - تعيش الأسرة: الزوجان والأبناء في جو من المشاعر السلبية . - قد تقع الخيانات الزوجية . -وقوع الطلاق . الأسباب: كما أن الفتور قد يؤدي إلى مظاهر أو مشكلات أكبر , فإنه أيضاً يكون نتيجة لمشكلة أو عدة مشكلات متراكمة , ومن الأسباب إلي تؤدي إلى الفتور في العلاقة الزوجية : - الدخول إلى الحياةالزوجية بتوقعات وطموحات مثالية ( أي بعيدة عن الواقع ) قد لا يشعر بمثاليتها الزوج / الزوجة، ثم إذا عايش الواقع قد يصاب بخيبة أمل, ثم الشعور بفتور العلاقة ثم الاعتقاد بفشل الزواج وأن الحل يكون بإنهاء هذه العلاقة بالطلاق . - التكرار والروتين اليومي الممل . الموضوع الأصلى من هنا: منتديات عالم المرأة http://www.movieszoom.net/f59-montadat146620.html#post1859635 - عدم سعي كل من الطرفين بجدية إلى الارتقاء بمستوى حياتهما الزوجية والبحث عن حلول لكل ما يواجههما من مشكلات . - الشك والغيرة الزائدة من أحد الزوجين للآخر تزرع بذور الفتور في علاقتهما . - قد تؤدي بعض الأمراض الجسمية أو النفسية كالاكتئاب والقلق والفصام إلى نشوء الفتور بأنواعه. - غياب المودة والرحمة بين الزوجين ولمدة طويلة . الوقاية والعلاج: - تقوية الصلة بالله عز وجل , ومن ذلك اشتراك الزوجين فيما بينهما في عدة أنشطة كتخصيص ورد يومي في حفظ القرآن , الاستغفار , النوافل من صلاة وصدقة وقضاء عمرة إلى غيرها من الأعمال الصالحة . - أن يشعر كلا الزوجين بمسؤوليته عن حدوث مشكلة الفتور بينهما وأن له دور في علاجها . وعلى المرأة الدور الأكبر في هذا , فعليها التجديد والتطوير في أسلوب تعاملها , وفي اللمسات الرقيقة في البيت وخاصة غرفة النوم, وفي الطهي, وتوزيع الأثاث, وممارسة هوايات جديدة, والقيام بنشاطات أسرية في المنزل ونزهات عائلية, وعمل بعض المفاجآت , والهدية بين الحين والآخر , وهذه الأمور ينبغي أن يقوم بها الرجل أيضاً كل بحسب اختصاصه .
- على الزوج أو الزوجة المبادرة بالحوار مع الطرف الآخر, وإيجاد مادة للحوار, مما يساعد الزوجين على تجاوز أية هوة قبل اتساعها . - أن يكون بين الزوجين تفاهم مشترك وخاصة منذ بداية الزواج بأن يصرِّح كل منهما للآخر ما يحب وما يكره , والاتفاق على أن يحرص كل طرف على تلبية احتياجات الآخر النفسية والجسمية كالتقدير والاحترام والتقبل وعلى رأسها القبول الجسدي , ثم ترجمة هذا الاتفاق إلى سلوكيات وأقوال ..على مدى حياة زوجية مديدة بإذن الله . - البعد عن الروتين والتكرار في العلاقة الأسرية والجنسية بين الزوجين . - أن يتعلم كل من الزوجين مهارات التعامل مع الآخر . - الاتزان وضبط النفس عند الانفعال أو حدوث الأزمات . - الحياةالزوجية ما هي إلا مشاركة فكرية وعاطفية وجسدية وكل هذه المشاركات تجعل الحياةالزوجية لهذا مذاقها الخاص مما يبتعد بها عن شبح المللوالفتور .