قد تكون الخلافاتالزوجية مثمرة ومفيدة في بعض الأحيان وحدوثها قد يكون بداية جديدة لحياة زوجية سعيدة ومستقرة ، نعم إنها حقيقة تؤكدها الدراسات الحديثة مشيرة إلى أن الخلافاتالزوجية لا تشكل خطراً علي استمرار العلاقة الزوجية ولكن الخطر الأكبر يأتي من الأسلوب الذي يلجأ إليه أحد أو كلا الطرفين عند حدوث خلاف بينهما. ولأن الغضب والصوت المرتفع من أكثر الأساليب المتبعة في الخلافاتالزوجية ينصح خبراء العلاقات الزوجية كل زوجة بأن تغضب لكن في " حدود " فالزوجة من حقها كإنسانة أن تعبر عن سخطها وتبرمها وغضبها لكن عليها دائماً أن تحتفظ بخط رجعة في نزاعاتها الزوجية لحماية علاقتها بزوجها ، فلا يجب أن تهدمي جسر الود بينكما ، وكما قالت أم كلثوم في أغنيتها الجميلة الحب كدة وصالودلالورضاوخصام وأهو من ده وده الحب كدة .
ويذكر أحد أساتذة الطب النفسي أن الخناقات تعتبر من أهم المؤشرات التي تنبيء بإمكانية بقاء الزوجين معاً أو احتمال الانفصال ، فالزوجان اللذان يحافظان علي مساحة من الود بينهما أثناء الخناقة الزوجية مع بعض روح المرح والسخرية لا خوف علي علاقاتهما من الفشل ، أما الزوجان اللذان يقطعان قطعاً فاصلاً في خناقاتهما الزوجية ويصلان بالخلاف إلي الحد الفاصل ، وإلي طريق مسدود بعنادهما ومكابرتهما وتبادل السباب والشتائم بينهما فعلاقاتهما مهددة بالفشل القريب .
لذا ينصح كل زوجين بضرورة الحرص علي الاحتفاظ بمساحة من العلاقات الودية الصحية حتي في أثناء الخناق والخلاف ، حيث لاحظ في آخر دراسة أجريت علي 30 زوجة وزوجاً يتعاركون بصفة منتظمة فقد لوحظ أن الأزواج المحبين والمتفاهمين يبدون الغضب في تحاورهما في أي سوء تفاهم ، ولكن يحتفظان بمساحة من الود في أثناء المعارك الزوجية ما يجعل زواجهما أكثر استقراراً .
الحوار الهادئ يقوي العلاقة
وللتغلب على الأساليب التي تشعل لهيب الخلافات أكثر وأكثر ، هناك بعض النصائح التي يحتاج إليها الزوجان لتجاوز حدود خلافاتهما ، حيث إن من أهم الأساسيات التي يجب علي الأزواج معرفتها أن الزواج الناجح يتطلب دوماً النقاش والحوار الهادئ والمفيد وتجنب الخلافات الحادة والأصوات العالية والتطاول بالأيدي .
وعند مناقشة المشكلة علي الزوجين لابد من الاهتمام بالوصول إلي حل لها وليس معرفة من المخطئ ، ولهذا يجب علي كل طرف منهما طرح رأيه حول المشكلة وأن يمهل الطرف الآخر حتي ينتهي من حديثه لأن الملاحظ أن كثيراً من الأزواج لا يعتبرون رأي الزوجة مهماً وبالتالي لا يعيرونه التفاتاًً ، ومراعاة أن الهدف من النقاش هو التوصل لحل المشكلة وليس تحقيق انتصار طرف علي الآخر أو إثبات خطئه من الضروري ألا يحاول كل طرف قراءة أفكار الطرف الآخر وإنما المطلوب سؤاله فيما يفكر لحل للمشكلة.
ويجب عدم ربط المشاكل التي حدثت من قبل بالمشكلة الحديثة والمثيرة للنقاش الحالي ، حيث يجب ترك الماضي بمشاكله نهائياً وتركيز المناقشة عبر المشكلة الحالية فقط مع محاولة التوصل لحلها بكل هدوء ، مع ضرورة بذل الجهد لتبسيط الخلاف المثار قدر المستطاع ولا يتم هذا إلا عبر مناقشته باستفاضة وتحليله جيداً.
وينصح بضرورة استخدام كلمات مثل من فضلك.. و لو سمحت فإنها ترطب المناخ السائد ، مع تجنب استخدام الكلمات القاسية والجارحة والتي تكون مفعمة بالوعيد أو التحذير ، وتجنب نقد شريك الحياة في شخصه وسلوكه وتركيز الحديث علي التوصل لحل للمشكلة فقط ، وأيضاً تجنب السخرية والاستخفاف بالطرف الآخر قدر المستطاع بل العكس مراعاة مشاعره ضروري ، واختيار الوقت المناسب للنقاش خاصة إذا كان الطرفان يشعران بالتعب أو الإرهاق النفسي ، ويجب علي المخطئ الاعتراف للطرف الآخر بخطئه وهذا ينطبق علي الزوجين فالاعتراف بالخطأ يزيد من احترام كل طرف للآخر ويقوي العلاقة بين الزوجين.
الخناق .. له أصول
ولأن الخلافات هي توابل الحياة الزوجية وظاهرة صحية للتفاهم والتقارب والحب بين الزوجين ، فعلي كل زوجة أن تجيد أصول لعبة الخناقة الزوجية وعليها أن تفكر جيداً كيف تتعارك مع زوجها بمودة ، وعليك أن تعرفي أن زوجك سيكون علي استعداد للحديث عن سبب الخناقة وعن وجهة نظره منها عندما يشعر أنك فعلاً علي استعداد للاستماع إليه فأظهري له رغبتك في سماع رأيه وقد تلجأين إلي استخدام بعض العبارات أثناء الخناقة والتي قد تهديء من روع الخلاف بينكما ، فكلمة طيبة قد تشعر زوجك بالهدوء فتنتهي الخناقة بسرعة تقديراً لتعقلك.
ويذكر أن بعض الزوجات يشتعلن غضباً عندما يحاول الزوج أثناء الخناقة استخدام الفكاهة في المناقشة لتخفيف حدة التوتر وإعطاء كل طرف من الأطراف مساحة يتنفس فيها بحرية والزوجة الذكية تستطيع إيجاد المخرج لزوجها أثناء الخناقة ليشعر بالارتياح ، وتستطيع الزوجة الذكية أن تتوقف عن الشجار مع ذلك إذا أحست بشدة عصبيته فتتوقف عن الكلام وتفضل أن تعود للنقاش مرة أخري عندما تهدأ الأعصاب لتكون المناقشة أكثر فائدة وتكون مثمرة وبناءه كما أن المرأة الذكية لا تتصيد لزوجها الأخطاء علي كل صغيرة وكبيرة بل تعطي لزوجها حيزاً معقولاً من الأخطاء وتثور علي الأخطاء الكبيرة ولكن بمنطقية وحتي لا تفقد احترامه لها وعلي الزوجة الذكية البارعة في أصول لعبة الخلافاتالزوجية أن تتجنب الهجوم الشخصي بل عليها أن تعرض سبب ضيقها بطريقة عاقلة حتي يشعر الزوج بالندم داخله ويحاول تفادي ما يزعجها في المرات القادمة وعليها أن تتعلم النضوج والتعقل والمنطق أثناء الخلافاتالزوجية .
وفي النهاية ، تأكدي عزيزتي أنه بتنفيذك للطرق والنصائح السابقة ستتجنبي خسارة حياتك الزوجية وتجعلك تخرجين من خلافاتك وخناقاتك مع زوجك بنتائج مثمرة ، وقد تكون فرصة حقيقية لتتعرفي من خلالها أنتِ وزوجك عما يغضب كل طرف ويزعجه ، وبذلك ستنعمين بحياة زوجية هادئة ومستقرة