تعرض حكم التعدد إلى كثير من التشويه من أعداء الإسلام ومن بعض المنتسبين إليه فأظهروه كما لو كان متحيزاً للرجال والعياذ بالله. وسنرى بالدليل البيّن والحقائق المثبتة أن الأمر على خلاف ذلك فهو تقييدللرجال وحفظٌ لحقوق المرأة وحقوق أبنائها وحفاظٌ على المجتمع بشكل عام !
أعلم أن بعض القراء سيتعجب من هذا الكلام ولذا أتمنى من الجميع قراءة هذا الموضوع بشيء من التركيز وإذا لم يقتنع أي قارئ تمام الاقتناع بما فيه فأتمنى منه أن يبين ذلك مشكوراً.
من الواضح أنه إذا كان عدد النساء في أيّ مجتمع مساو ٍ لعدد الرجال، ثمّ تزوّج كل رجل إمرأةً واحدة، فإنه لن يكون هناك عدد زائد من النساء وبناء عليه فلن يستطيع الرجال التعدد لعدم وجود نسبة نساء زائدة، كما هو موضح في الشكل:
ولكن في بعض البلاد عدد النساء أكثر من عدد الرجال بنسبة قليلة لا تتجاوز في الغالب 1%:
السؤال الآن ما الحلّ لهذه المشكلة؟
ما الحل لهذه النسبة الزائدة من النساء ؟
كيف يمكن لهؤلاء النساء إرضاء حاجتهن الغريزية وإنجاب الذرية وحفظ حقوقهن؟
كيف تضمن المرأة حياة شريفة وأبناءً شرعيين ؟
هل هناك نظام على وجه الأرض يقدم لهن حلاً ؟
سنقارن الآن بين الوضع الإسلامي والوضع في البلاد غير الإسلامية وعلى الأخص البلاد الغربية لنعرف من الذي يقيد الرجال ومن الذي يطلق لهم العنان ونعرف من الذي يقيد النساء ومن الذي يعطيهن الحرية إلى حياة شريفة وحقوق محفوظة. ولنفترض جدلا أن نسبة زيادة النساء عن الرجال 1% مع العلم أنها أقل بكثير في معظم البلاد.
من يقيد الرجال، الإسلام أم الليبرالية الغربية؟
في المجتمع المسلم لا يمكن أن يتجاوز عدد الرجال المعددين نسبة 1% (تقريبا) لأن نسبة زيادة عدد النساء لا تتجاوز 1%. إذن 99% من الرجال لا يستطيعون التعددوسيظلون رغم أنوفهم بلا تعدد . ومن يخن منهم زوجته بارتكاب الفاحشة أقيم عليه الحد !
أما في المجتمع الغربي فكلّ الرجال يمكن أن يقيموا علاقات جنسية مع أكثر من إمرأة واحدة لأن قانونهم لا يمنع الرجال من اتخاذ أكثر من صديقة. وهذا الذي يحدث في الغرب، العديد من الرجال المتزوجين عندهم أكثر من عشيقة والعديد من الرجال العزّاب عندهم عدد من العشيقات سواء عن طريق إقامة علاقة مع مومس بمقابل مادي .أو مع صديقة أو عشيقة يعاملونها كمومس دون دفع مال لها. وتصل نسبة من يخونون زوجاتهم إلى 50 % في الغرب
• نشر في بي بي سي دراسة أجريت على 14 دولة أظهرت أن 42% من البريطانيين اعترفوا بإقامة علاقة مع أكثر من شخص في نفس الوقت بينما نصف الأمريكيينيقيمون علاقات غير شرعية (مع غير أزواجهم). وكانت النسبة في إيطاليا 38 ٪ وفي فرنسا 36 ٪ المصدر : بي بي سي BBC: http://news.bbc.co.uk/2/hi/uk_news/177333.stm
إذن من الذي يقيد الرجال ؟؟ الشرع الإسلامي أم النظام الغربي ؟
1% من الرجال في المجتمع المسلم يعددون و 50% في المجتمع الغربي يعددون !
ثم إن هناك فرقا هائلا بين التعدد الإسلامي والغربي فالإسلام قد فرض العديد من الشروط والإلتزامات على الرجال الراغبين في التعدد . هذه الأحكام والمتطلبات كثيرة وصعبة جدا بحيث أن أكثر الرجال لا يستطيعون تحقيقها فيفضلون الإكتفاء بزوجة واحدة. فعلى سبيل المثال، يجب على الزوج المهر والنفقة على زوجاته على حد سواء فهو مسئول عن توفير السكن والطعام والكساء والعلاج لهن ولأطفالهن. حتى أصبح التعدد أيضاً حلاً لكثير من النساء اللاتي لايجدن النفقة.
ولننظر الآن إلى الوضع في المجتمعات الغربية مدعما بحقائق وأرقام معتمدة من قبلهم.
أعطي الرجال في الغرب الحرية لإستغلال النساء بدون ضمانات ولا حقوق ولا أمن مادي أو عاطفي. يعاملون النساء مثل المومسات لخدمتهم كصديقات وأيضا بلا مقابل. وإذا حبلت إحداهن من هذا الزنا فهو عبؤها وحدها وعليها أن تختار إما تتحمل مسؤولية تربية هؤلاء الأطفال غير الشرعيين أو قتل أطفالهن وهو ما يسمى بالإجهاض
من يعطي الحرية للنساء إلى حياة زوجية شريفة وحقوق محفوظة ؟
حسب قوانين المجتمع الغربي ليس هناك حلٌ للنسبة الزائدة من النساء (1%) سوى أن يصبحن بغايا يتقاضين مالاً أو بغايا بالمجان (تدعى صديقة)
إذن ليس لهؤلاء النساء حق في أن يعشن حياة شريفة وينجبن أبناءً شرعيين !
أليس كذلك ؟؟
ولا شك أن الرجال الغربيين سيفضلون معاشرة هؤلاء النساء دون زواج حتى يتجنبوا الإنفاق عليهن ويكون بمقدورهم التخلص منهن حالما يقضون وطرهم منهن. هذا هو ما يحدث في المجتمعات الغربية وسائر المجتمعات غير الإسلامية. تصبح النساءألعوبة في أيدي القذرين ليتناوبوا طمثهن وتحميلهن بأبناء الزنا والأمراض دون أي ضمانات أو حقوق ثم يلقون كل فتاة لتشقى بما في جسدها من علل وما في بطنها من أجنة تمسكهم على هون ام تدسهم في النفايات بعد قتلهم بالإجهاض !!!
أما الإسلام فقد أعطى المرأة (إذا رغبت في الزواج) الحرية في الحصول على حياة زوجية شريفة محفوظة الحقوق عن طريق التعدد مع فرض شروط والتزامات كثيرة على الرجال، هذا التشريع الإسلامي شرعه الله لإنقاذ النساء من تلك العواقب المروعة !
إذن الإسلام سمح للمرأة أن تتزوج بزوج له زوجة أخرى. أما في المجتمعات الغربية الداعية للحرية فإنها لا تعطي المرأة الحرية أن تتزوج برجل له زوجة أخرى. ففي الحقيقة فإنهم حولوا حرية الإختيار إلى منع للإختيار! وليس أمامها أي سبيل إلى حقوق محفوظة وأبناء شرعيين بل تظل عزباء أو تصبح بغياً مجانية أو غير مجانية.
إذن التعدد حلّ لمشكلة إجتماعية. إنه يحمي هذه النسبة الزائدة من النساء من الإستغلال والفوضى الجنسية ويضمن لهن حياة عائلية آمنة ومستقرّة.
التعدد حفظا لحقوق المرأة قبل الرجل .. ولكن من نظرت للامر بصورة فردية قد تجد في نفسها ضيما تجآه المرأة إن كآن زوجها معددا ..! بل واسمحوا لي أن أنعتها بالأنآنية..!
ولو نظرت بصورة جمآعية للمجتمع النسآئي ككل ستجد أن في التعدد أمن واستقرارا وتحصيل للحقوق دون أن تتضرر هي ..! وقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))
ســوآء سلمنا بهذا أو لم نسلم , فهذا الأمر مفروض من فوق سبع سمآوآت ..! لا مجآل لمعآرضته.
أما بالنسبة لمسألة العدل ..! تذكرت قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( اللهم هذه قسمي فيما أملكـ, فلا تلمني فيما لا أملكـ)) كآن يسأل عن أحب النآس إليه فيقول : عـــآئشة .. رضي لله عنها وأرضآها ..
العدل المأمور به هو عدل المعآملة والحقوق, لا عدل المحبة أو الميل بالقلب ..!
ولكن ثمة أمر لآبد من علآجه وهو : ( نظرة المجتمع للمرأة قد تزوج زوجها معها أخرى ))!! أجدها نظرة لا تخلوا من تأنيب, ولوم, وتحسير وكأنها قد أقترفت ذنبا..!! وأما من رضيت بالحآل تكون قد فقدت صوآبها, أو استسلمت لذلك الوآقع المرير ..! تكون الزوجة الأولى قد رضيت بالأمر ورأته صوآبا وعدلا, لكنها تقتع تحت ضغط نفسي كبير من قبل المجتمع..!
أجد أن أحد الأسباب الرئيسة لرفــــــــض مفهوم ( تعدد الزوجآت) عند المرأة هي ( نــــــــظرة المجتمع للزوجة الأولى!!)
فما العلآج لمثل هذا ؟؟ (دعوة للنقآش من الجميع) 1/لو أزيلت تلك النظرة العآتمة عن الفرد, أزيلت عن المجتمع, لأن الفرد نوآة لذلك المجتمع .. لكن السؤال : ( كيف يتم إزآلتها ) ماهي الطرق والوسآئل ..؟