لا تزال الإحصائيات الرسمية تطالعنا بأرقام مخيفة جداً ، ومؤسفة حقاً !! سواءً في ذلك إحصائيات الجريمة الأخلاقية ، وفي مقابلها إحصائيات العنوسة والطلاق والتفكك الأسري !! فكلا الأمرين يرتبط بعضهما ببعض !! فالجرائم الأخلاقية لها تعلق بحجم وتضخّم نسب العنوسة بين الفتيات ، وارتفاع ضحاياالطلاق !!
هناك إحصائية تقول أن عدد حالات الطلاق في المملكة عام ( 1422 هـ ) تمثّل : - 53 حالة طلاق يومياً في المملكة !! بمعنى أنه (1590 ) حالة طلاق خلال شهر واحد !! مما يعني ( 19.080 ) حالة طلاق خلال سنة واحدة فقط !!! أنه من بين ( 15 ) حالة زواج تنتهي منها ( 13 ) حالة إمّا بطلاق أو فراق مع وقف التنفيذ !! أمّا إحصائيات العنوسة فهي حقاً إحصائيات مذهلة جداً !! فقد أثبتت دراسة أن نسبة عدد الصالحات للزواج مقابل عدد الرجال القادرين على الزواج هي : أربع نساء مقابل رجل واحد الأمر الذي يعطي مؤشراً بارتفاع عدد العوانس !! ويزداد الأمر سوءاً إذا علم أن نحو خُمس الزواجات في السعودية والدول الخليجية وبعض الدول العربية تنتهي بالطلاق حسب الإحصاءات في السنوات الأخيرة !!!!
واليوم وقد انفتح العالم بعضه على بعض حتى كاد أن يكون قرية كونية واحدة ، مع الطفرة الملموسة في وسائل الاتصال والخطاب الإعلامي العالمي الذي يصل إلى كل بيت وإلى كل أسرة ، ولأمرما مقصود يسعى أعداء الملة وأعداء الإنسانية سعياً حثيثاً في سبيل إغراق هذه القرية الكونية في خضم بحور الفتن والشهوات والمغريات تحقيقاً لقسم إمامهم الأكبر - إبليس - " قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين " !! الأمر الذي له عظيم الأثر في صياغة ( الخريطة الاجتماعية ) لهذه القرية الكونية ، فانتشر الفساد وظهر في البر والبحر مع انتشار أسبابه وفشو دواعيه وحصول المناخ المناسب للتكاثر ، ومن أنسب مناخات تكاثر الفساد والفتنة ( التضخّم في عدد العوانس ) والعازفين عن الزواج من الشباب !!
ولئن كانت ظاهرة العنوسة والعزوف عن الزواج من قِبل الفتيات ظاهرة يشترك في سببها المجتمع والبيئة وأولياء الأمور ، فإن محاولة الخروج بحلول ( مخففة ) أو ( قاضية ) على مشكلة العنوسة تحتاج إلى جهد ( جماعي ) تشترك فيه كل مؤسسات المجتمع وأفراد التوجيه فيه
(([وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط][وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط])) لكن يبقى أن دور ( الفتاة ) هو الدور الأعظم في سبيل حلّ قضيتها ، فالعلاج والخطط والأهداف إن علّقتها الفتاة بغيرها لم يصلح حالها كثيراً ، وقديما قالوا " ليس من يكويه ألم السياط كمن يعدّ عدد السياط " !! فعلى الفتاة الغيورة العفيفة أن تسعى ما أمكنها إلى أن تُخرج نفسها وبنات جنسها من هذاالمأزق الذي يحاصر - اليوم - فئة ليست بالقليلة من فتيات المسلمين ، وأن لا تعتمد وتركن في حلّ قضيتها إلى غيرها - على أن دور غيرها مهم وعظيم في سبيل الخروج من هذه الظاهرة - !! إنه في مثل : - هذه الأجواء المشحونة بالفتن والمغريات . . - وعزوف كثير من الفتيات عن الزواج . . - وتشدد كثير من الآباء وأولياء الأمور في المسارعة إلى تزويج بناتهم وفتياتهم . . - واختلال معايير التقويم عند الفتاة - سواء المعايير في تقديم الأولويات في شئون حياتها - أو اختلال المعايير في اختيار شريك الحياة . . لأجل هذا وذاك . . جاءت هذه الرسالة لتفتح للفتاة آفاقاً واعية في سبيل الوعي بالتخطيط الواعي لاختيار شريك العمر ..!! إذ أن الفتاة هي المسئولة في حق اختيار من تريد أن يكون شريك عمرها لأنها هي من تذوق حلاوة هذه الحياة أو تكتوي بنارها !! ففي دراسة مسحية شملت ( 310 ) من الفتيات بشأن الجهة المسئولة عن اختيارالزوج ؟! كانت النتيجة كالتالي : - أجابت ( 147 ) فتاة - أي بنسبة 47.4% - بأن الجهة المسئولة هي : الفتاة . - أجابت ( 143 ) فتاة - أي بنسبة 46.1 % - بأن الجهة السئولم هي : الوالدان !!