تحيي الجماهير العربية اليوم الذكرى الـ36 ليوم الارض الخالد، في ظروف لا تقل خطورة عن يوم الأرض الأول. بل إن مخططات التهويد والمصادرة وهدم البيوت تأخذ منحى جديدا في هذا العام ، حيث بات نحو 800 ألف دونم من أراضينا العربية في النقب ، مهددة بالمصادرة من خلال مشروع جولدبرغ – برافر ، الذي تسعى المؤسسة الإسرائيلية لتحويله إلى قانون عنصري جديد ، يخوّل رئيس الحكومة الإسرائيلية بمصادرة ارض أهلنا هناك ، وتهجيرهم إلى أي بقعة ارض أخرى دون تسويغات قانونية ملائمة ، لأن عشرات قوانين المصادرة لم تكفهم لنزع ملكية الأرض من أصحابها الأصليين ! فمعركتنا في النقب هي من اجل أن نكون أو نكون ، مهما كلّفت التضحيات . ونؤكد تمسكنا بقرارت أهلنا في النقب : "انه لا مساومة أو تفريط أو تسوية فردية أو جماعية من أي جهة كانت ، وان أي حل يجب أن يكون مبنيا على أساس رفض مشروع جولدبرغ – برافر ، ومصادق عليه من قبل لجنة المتابعة العليا ! لن نفرط بما تبقى لنا من ارض عربية ، تحت كل الظروف !
النصب التذكاري لشهداء يوم الارض في سخنين كذلك تقوم هذه الحكومة بتنفيذ عشرات مشاريع المصادرة والتهويد لمدينة القدس الشريف ، بهدف "تنظيفها" من أهلها ، حماة الأرض المقدسة ، التي بوركت بالمسجد الأقصى وكنيسة القيامة ، لتتحول إلى مدينة المدائن ! فيا أهل بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ، أيها العرب والمسلمون ، يا أحرار العالم ، هلموا لنحتشد ونتظاهر جميعا في الـ 30 من آذار هذا العام ،مصوبين وجوهنا نحو القدس ، لنرفع صرختها معا ، ولنمنع تدنيسها وتهويدها من قبل الصهاينة المحتلين ! إنّ أساليب المؤسسة الإسرائيلية لا تختلف في القدس عنها في المثلث والجليل ومدن الساحل . فهدم البيوت بحجة عدم الترخيص ، وتضييق مسطحات نفوذ بلداتنا العربية ما زال على أشده ، والحكومة نفسها التي ترفض المصادقة على الخرائط الهيكلية المقترحة من قبل سلطاتنا المحلية منذ ستة عقود ونيّف ، والهدف مفضوح ، ألا وهو المزيد من مصادرة أراضينا العربية الخاصة والعامة !
يأتي يوم الأرض ومعركة الاعتراف بقرانا غير المعترف بها ما تزال متواصلة ، خاصة 45 قرية في النقب ، تسعى المؤسسة الإسرائيلية لهدمها وطرد أهلها ! كذلك ترفض حكومة العنصريين الاعتراف أيضا بقضية المهجرين وحقهم في العودة إلى قراهم ! إنها عناوين للنضال تستدعي من الجميع تحمل المسؤولية الجماعية والشخصية للانخراط بشكل وحدوي وجدي في معركة البقاء ، معركة التمسك بأرض الآباء والأجداد ... لنقف مع أنفسنا هذا العام أيضا ، فكل العالم يتضامن معنا للدفاع عن أرضنا وضد تهويد القدس !
برنامج وفعاليات يوم الأرض المحلية والقطرية وأبرزها : - 30-3-2012 الساعة 15:30 المسيرة المركزية في دير حنا تنطلق من ساحة يوم الأرض تختتم بمهرجان في ساحة السوق - 30-3-2012 الساعة 15:00 مهرجان مركزي في قرية وادي النعم في النقب. - 31-3-2012 الساعة 15:00 مسيرة قطرية في يافا تنطلق من الميناء وتختتم بمهرجان في حديقة العجمي. - 30-3-2012 مسيرات محلية في: كفر كنا الساعة (10:00) سخنين وعرابة الساعة (13:30) يسبقها زيارات للنصب التذكارية ووضع أكاليل على أضرحة الشهداء في ساعات الصباح ومسيرة محلية في الطيبة الساعة (14:00)
نبذة تاريخية عن يوم الارض: شكلت الأرض ولا زالت مركز الصراع ولب قضية وجودنا ومستقبلنا، فبقاؤنا وتطورنا منوط بالحفاظ على أرضنا والتواصل معها. قبل أكثر من ثلاث عقود، في ثلاثين آذار من العام 1976 هبت الجماهير العربية وأعلنتها صرخة احتجاجية في وجه سياسات المصادرة والاقتلاع والتهويد. وكان يوم الأرض أول هبة جماعية للجماهير العربية، تصرفت فيها جماهيرنا بشكل جماعي ومنظم، حركها إحساسها بالخطر، ووجّهها وعيها لسياسات المصادرة والاقتلاع في الجليل، خصوصا في منطقة البطوف ومثلث يوم الأرض، عرابة، دير حنا وسخنين، وفي المثلث والنقب ومحاولات اقتلاع أهلنا هناك ومصادرة أراضيهم. في هذا اليوم، الذي يعتبر تحولا هاما في تاريخنا على أرضنا ووطننا، سقط شهداء الأرض. معركة الأرض لم تنتهي في الثلاثين من آذار، بل هي مستمرة حتى يومنا هذا، ولا تزال سياسات المصادرة تطاردنا، والمخططات المختلفة تحاول خنقنا والتضييق على تطورنا في المستقبل، لا بل إننا نمر بواقع مرير ومرحلة معقدة، تكثر فيها التوجهات العنصرية التي تسعى إلى نزع شرعيتنا السياسية وشرعية وجودنا، وليس فقط مصادرة أرضنا. فقضية الأرض هي أكثر القضايا التي تمتزج فيها الأبعاد المدنية والوطنية، فلا يمكن الحديث عنها مدنيا وتغييب أبعادها الوطنية، وفي نفس الوقت لا يمكن الحديث عنها وطنيا وتغييب أبعادها المدنية. ما ميّز يوم الأرض هو خروج الجماهير لوحدها إلى الشوارع دونما تخطيط، لقد قادت الجماهير نفسها إلى الصدام مع المؤسسة الرسمية، حيث بلغ وعي الخطر الداهم على الأرض أوجه في يوم الأرض، وقد اقتربت الجماهير العربية في الثلاثين من آذار إلى إطار العصيان المدني الجماعي، فتصرفت جماهيرنا لأول مرة كشعب منظم، استوعبت فيه أبعاد قضيتها الأساسية، ألا وهي قضية الأرض. أعلنت الجماهير العربية، ممثلة بلجنة الدفاع عن الأراضي العربية ان الإضراب الاحتجاجي على مصادرة الاراضي في منطقة المل وذلك في تاريخ 30.3.1976. قرارات سبقت إعلان الاضراب: 1. صدور قرار بإغلاق منطقة المل (منطقة رقم 9) ومنع السكان العرب من دخول المنطقة في تاريخ 13.2.1976. 2. صدور وثيقة متصرف لواء الشمال في وزارة الداخلية (وثيقة كيننغ) في 1976/3/1 كاقتراح لتهويد الجليل واتخاذ إجراءات سياسية إزاء معاملة الاقلية العربية في إسرائيل. بعد الدعوة لإعلان الاضراب، عمدت السلطة إلى منع حدوث هذا الاضراب وكسره عن طريق التهديد بقمع المظاهرات والعقاب الجماعي، ولم تحاول السلطة الالتفات إلى الموضوع بجدية أكثر، بل سعت إلى إفشال الإضراب لما يحمل من دلالات تتعلق بسلوك الأقلية العربية كأقلية قومية حيال قضية وطنية ومدنية من الدرجة الأولى، ألا وهي قضية الأرض. فقد عقدت الحكومة اجتماعا استمر أربع ساعات تقرر فيه تعزيز قوات الشرطة في القرى والمدن العربية للرد على الإضراب والمظاهرات. وقامت قيادة الهستدروت بتحذير العمال وتهديدهم باتخاذ إجراءات انتقامية ضدهم، وقرر أرباب العمل في اجتماع لهم في حيفا طرد العمال العرب من عملهم إذا ما شاركوا في الإضراب العام في يوم الأرض. كذلك بعث المدير العام لوزارة المعارف تهديدا إلى المدارس العربية لمنعها من المشاركة في الإضراب. أهم بنود الوثيقة: 1. تكثيف الاستيطان اليهودي في الشمال (الجليل). 2. إقامة حزب عربي يعتبر "أخا" لحزب العمل ويركز على المساواة والسلام. 3. رفع التنسيق بين الجهات الحكومية في معالجة الامور العربية. 4. إيجاد إجماع قومي يهودي داخل الاحزاب الصهيونية حول موضوع العرب في إسرائيل. 5. التضييق الاقتصادي على العائلة العربية عبر ملاحقتها بالضرائب وإعطاء الأولوية لليهود في فرص العمل، وكذلك تخفيض نسبة العرب في التحصيل العلمي وتشجيع التوجهات المهنية لدى التلاميذ. 6. تسهيل هجرة الشباب والطلاب العرب إلى خارج البلاد ومنع عودتهم إليها. أرض المل: منطقة رقم 9: تقع هذه الأرض ضمن مساحات القرى، سخنين وعرابة ودير حنا، وتبلغ مساحتها 60 الف دونم. استخدمت هذه المنطقة بين السنوات 1942-1944 كمنطقة تدريبات عسكرية للجيش البريطاني أثناء الحرب العالمية الثانية، مقابل دفع بدل استئجار لاصحاب الأرض. بعد عام 1948 أبقت إسرائيل على نفس الوضع الذي كان سائدًا في عهد الانتداب البريطاني، إذ كان يسمح للمواطنين بالوصول إلى أراضيهم لفلاحتها بتصاريح خاصة. في عام 1956 قامت السلطة بإغلاق المنطقة بهدف إقامة مخططات بناء مستوطنات يهودية ضمن مشروع تهويد الجليل.
أسماء الشهداء بدأت الأحداث يوم 3/29 بمظاهرة شعبية في دير حنا، فقمعت هذه المظاهرات بالقوة، وعلى إثرها خرجت مظاهرة احتجاجية أخرى في عرابة، وكان الرد أقوى، حيث سقط خلالها الشهيد خير ياسين وعشرات الجرحى، وما لبث أن أدى خبر الاستشهاد إلى اتساع دائرة المظاهرات والاحتجاج في كافة المناطق العربية في اليوم التالي. وخلال المواجهات في اليوم الأول والثاني سقط ستة شهداء وهم: خير ياسين من عرابة. رجا أبو ريا من سخنين. خضر خلايلة من سخنين. رأفت الزهيري من عين شمس. حسن طه من كفر كنا. خديجة شواهنة من سخنين.