كثيراً ما سألت نفسي هذا السؤال: لماذا تنتهي قصص [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] دائماً بجرح هنا أو جرح هناك؟.. لماذا ننسى، ونحن نطوي الصفحات أن نترك وردة صغيرة في كتاب لعلها تعيد لنا شيئاً من ذكريات الأمس حتى ولو كانت شاحبة حزينة؟.. لماذا نودع بعضنا دائماً بالعويل والصراخ والإدانة؟.. لماذا لا نتصافح في نهاية الطريق بابتسامة صافية تبقى دائماً في خيالنا ونستعيدها كلما كانت أمامنا لحظات الواداع؟
حاول أن تتذكّر في حياتك قصة حب رحلت.. سوف تكتشف أن كلُّ ما بقي منها مواكب حزن لا تنتهي.. هنا تشاجرنا، هنا ارتفعت أصواتنا.. هنا تشابكت أيدينا.. هنا كانت التهم والشتائم.. هنا كان الصراخ والضجيج.. وهنا أيضاً كانت جلسات النهاية حيث الإدانات وكل طرف يحاول أن يلقى على الآخر مسؤولية ما حدث!!
ونفترق وفي أعماق كل منّا جرح أو مأساة ونكتشف ونحن نجمع الأوراق والأشياء أن ما بقي بين أيدينا مجموعة أشلاء مبعثرة وأن حصيلة الرحلة كانت بعض الرماد الذي تناثر فوق أيامنا!!
الغريب أنّ هذه الظواهر لا تراها في بلاد أخرى.. في الغرب يفترق الناس وهم أصدقاء.
كانوا بالأمس أزواجاً يجمعهم بيت واحد ومكان واحد واليوم هم أصدقاء يمكن أن يجمعهم عشاء أو صحبة أو ذكريات.. كل الأشياء عندهم يمكن أن تنتهي دون أن تسيل دماء أو تولد جراح.. كل شيء عندهم يمكن أن نغلق صفحاته دون ضرر هنا أو جريمة هناك.
ولعل أغرب ما نراه الآن أو نسمع عنه هو جرائم القتل بين الأزواج.. هذه ذبحت زوجها وهذا قطع جسد زوجته وتحول بين يديه إلى أشلاء.. لماذا لا يفترق الأزواج ليبدأ كل منهما حياة جديدة؟.. لماذا لا نريد الحياة لشخص آخر بعدنا؟.. لماذا لا نعطي الحق للآخرين في أن يبدأوا من جديد مع شخص آخر وزمان آخر وحب آخر؟
إنّ الحياة ليست ملكاً لنا وحدنا، إن فيها متسعا للجميع.. فلماذا لا نرى في المرآة شيئاً غير ملامحنا الصارمة وأعيننا المفترسة وأيدينا التي فقدت الرحمة؟!
من حق أي إنسان أن يبدأ حياة جديدة، ومن حق أي قلب أن ينبض من جديد.. وليس من حق أحد أن يصادر مشاعر قلب أحب..
عندما يفترق الأحباب يجب أن يتصافحوا بود.. وأن يفترقوا بلا إدانة وأن يتذكروا الأشياء الجميلة التي جمعتهم وليس الأشياء السيِّئة التي فرقتهم.. وليتنا نتعلّم أن [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] ما في [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] هو الغفران وأجمل ما في الحياة الصفح.. وأننا لسنا وحدنا في هذا الطريق.. قد نختلف ولكن ينبغي أن يكون لنا الحق.. كل الحق في أن نختار طريقاً آخر.