ها قد اقترب موعد زفافك.. وأصبحتِ العروس المرتقبة، ولعلك يا ابنتي الغالية في عجلة من أمرك فأنت تستعدين ليوم عرسك وتعدين له العدة، فكم حلمتِ به وكم انطلقتِ بخيالك تتطلعين كيف ستبدين فيه. وقد ترعرعتِ أيتها الحبيبة ونشأتِ في الحلية والزينة وهذه هي فطرتك.. وهذه هي ليلتك التي تريدين أن تظهري فيها في أجمل صورة لزوجك، فالانطباعات الأولى تدوم، ولكن الزواج ليس ليلة الزفاف، فبين يديك حياة جديدة، بل أنت مقبلة على أعظم تغيير في حياتك. امنحيني قلبك للحظات ولن أطيل النصيحة، ولكن كما قالت العربية لابنتها أقول لك: عما قريب ستغادرين بيتا عشتِ فيه إلى عش لم تألفيه، ومن حياة مع أهل عرفتهم وأحببتهم إلى رجل لا تعرفيه، وزوج لم تألفيه ولكنه أمل عاش في خيالك طويلا، ورجاء بأن تكون لكِ حياتك الخاصة المفعمة بالمودة والرحمة.. وأن يعوضك الله عن البيت الذي كنتِ تسكنين فيه، بالسكن الذي خلقه لكِ، وله خلقتِ.
(([وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط][وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط])) ابنتي الحبية أعلم أن بالك مشغول كثيرا بما سيكون.. ولكن لا تعكري صفو يومك وليلة زفافك بكثرة الأفكار، فمن تبدأ حياتها وقد نوت أن تسعد زوجها وتسعد به، فمعية الله تصحبها، وتوفيقه يحملها، ليتيسر أمرها، وتهنأ في حياتها. 1- لا تنسي أن الأشياء الطيبة في بدايتها لها جمالها ورونقها، ثم لابد لها من البذل والجهد والعطاء لتحقيق الآمال والأحلام، فنجاحك في حياتك شأنه شأن النجاح في كل شيء يتطلب عملا وبذلا وصبرا. فابدئي حياتك بعزيمة على النجاح، وتوطين نفسك على العطاء. 2- استخدمي ذكائك وفطرتك الأنثوية منذ البداية في التعرف على شريك حياتك، تعرفي على جوانب الخير فيه فلا يوجد إنسان إلا وبه من صفات الخير حتى ولو كانت قليلة، ولكن عليكِ اكتشافها لتكون لك العون والمَعين الذي تنهلين منه، وتنميه. 3- لا يخفى عليكِ ابنتي الغالية أن كل ابن آدم خطّاء، فطوبى لمن شغلته عيوبه عن عيوب الناس، فما بالك بأقرب الناس إليك.. "زوجك"، قال تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ}. ولا يعني هذا ألا تحاولين تهذيب وتغيير عيوب زوجك، ولكن المهم أن تصلحي دائما من نفسك، وأن تتجنبي الصدام مع زوجك في الأشياء التي لا توافقك. حاولي أن تضعي تحت المجهر الجوانب الايجابية في زوجك، أما الجوانب السلبية فهي التي تغضي الطرف عنها، وتتعاملي معها بحكمة، فما أتعس الزوجة التي تقوم بالعكس فتتغاضى عن حسنات زوجها ومزاياه، وتسلط الضوء دوما على عيوبه وهفواته، فيمتلأ قلبها حنقا عليه، يظهر في نظراتها وكلماتها وجفائها، فيبادلها ذلك نفورا وبغضاء. 4- أيتها الزوجة الصغيرة لقد أوصت العربية ابنتها بألا يرى زوجها منها القبيح، وألا يشم منها إلا أطيب ريح، وهذه نقطة مهمة جدا. وتتضايق الزوجة كثيرا إذا وقع نظر زوجها على أية امرأة، والتي قد تكون في أجمل صورة لها، فالنساء – إلا ما رحم ربي – أصبحن يصرفن جل عنايتهن بالمظهر إذا خرجن، ويهملنه مع صاحب الحق في مطالعة جمالها، ورؤية أناقتها وهو الزوج، مما جعلنا في واقع صعب يترك الحليم حيران، فالفتن والمغريات كثيرة ويسيرة. فاحرصي على أن تكوني وقت عودة زوجك إلى البيت في أجمل صورة وأطيبها، وأن تراعي في ذلك البعد عن التكلف الذي يضايق بعض الأزواج، وستتعرفين بالعشرة على ما يحبه زوجك، ويجذبه من ألوان الزينة والملبس والعطر، بل إن ذكاء الزوجة وحكمتها يمكنها من تعليم زوجها كيف يتزين هو لها، ويبدو في أحسن صورة معها. 5- احرصي دائما على أن يكون هناك وقت تتحدثان فيه عن أشياء جميلة وطيبة بينكما، وقت للحوار الودي المسترسل الذي يغيب عن بيوت كثيرة. لا تتحدثي معه عن أناس لا يحبهم حتى لا يصل الحديث بينكما إلى غيبة احد فنحن نرجو رضا الله قبل كل شيء. ولا تذكري أهلك إلا بالطيب ولا تشتكى من والديك، أو تفشي أسرار أخوتك دون ضرورة. وحاذري أن يكون حوارك مع زوجك تفتيشا وسؤالا، فيشعر أنك لا تحبين محادثته وإنما هدفك جمع الأخبار والمعلومات. كوني أذنًا صاغية إلى حديثه عن عمله بل وشجعيه وعوديه على أن يشركك في أفكاره وأحلامه وتخطيطه لمستقبله واحرصي أيضا على أن يشاركك في أمورك.. وتحقيق هذه المشاركة لا يكون بالمطالبة واللوم، وإنما بالتعويد، شاركيه ليشاركك، أنصتي له وتجاوبي مع حديثه بذكاء ليتحدث إليك. 6- احرصي دائما على عدم الشجار وتجنبي ما قد يؤدى إليه، وتجنبي أن تخرجي عن شعورك وهدوئك في مناقشة الأمور بينك وبين زوجك، فالصوت العالي والحدة والغضب أمور تستفز الزوج، وتشوه أنوثتك في عينيه. 7- احرصي ابنتي الغالية على التقرب إلى أهل زوجك ولا تذكريهم إلا بالخير وكوني عونا له في صلة الأرحام. 8- إن كنتِ قد اعتدتِ في السابق، وقبل زواجك على أن تحكى كل شيء لوالدتك، فأنت الآن كيان مستقل، فلا تفشى أسراركما، وحاولي أن تحلِّى مشكلاتكما في البيت، لتكوني من الحافظات للغيب. 9- أشعري زوجك أن توجيهاته - مهما كانت بسيطة، أو غير مقنعة لكِ- أعانتكِ، وساعدتك، وأنها هامة جدا لكِ. 10- لا تنسى أن زوجك قد جاء من بيئة تختلف عن بيئتك، ومهما كنتما متقاربين اجتماعيًا فلا بد من الاختلاف، فالإخوة داخل الأسر الواحدة يختلفون، فالاختلاف بينك وبين زوجك أمر طبيعي، والزوجة الموفقة هي التي تجعل هذا الاختلاف مصدرا للحب والانجذاب والتكامل، لا الشقاق والصدام.. وتتعاون مع زوجها للتقارب، بالتنازل عن بعض العادات، وإقناعه بلطف أن يقلع عمّا يضايقها، توجد عادات جديدة لأسرتها الوليدة. وختامًا أدعو الله الكريم أن يبارك لكِ في زوجك وبيتك، ويملأ حياتك سعادة ومودة. [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]