الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في السمع والبصر والفؤاد ,الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في السمع والبصر والفؤاد ,الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في السمع والبصر والفؤاد ,الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في السمع والبصر والفؤاد ,الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في السمع والبصر والفؤاد ------- بسم الله الرحمن الرحيم ----------- الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في السمع والبصر والفؤاد
بقلم: أ.د. صادق بن شايف الهلالي
قال الله تعالى:{...إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} (الإسراء:36). ذكرت كلمة (السمع ومشتقاتها وتصاريفها في القرآن الكريم 185 مرة بينما وردت فيه كلمة (البصر) ومشتقاتها وتصاريفها 148 مرة وحيثما وردت كلمة السمع في القرآن الكريم عنت دائماً سماع الكلام والأصوات وإدراك ما تنقله من معلومات بينما لم تعن كلمة البصر رؤية الضوء والأجسام والصور بالعينين إلا في 88 حالة فقط، إذ إنها دلت في باقي المرات على التبصير العقلي والفكري بظواهر الكون والحياة أو بما يتلقاه المرء ويسمعه من آيات وأقوال. وقد ترافقت كلمتا (السمع) و (البصر) في 38 آية كريمة. كما قال تعالى { ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُون} (9) السجدة { وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ } (78) المؤمنون { ....وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْء...ٍ} (الأحقاف:26) (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون) النحل: 78 (قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون) الملك: 23 (أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون). يونس:31 (ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون) هود:20 (إنا خلقنا الإنسان من نطفةٍ أمشاجٍ نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً)الإنسان: 2 وقد وردت كلمة (الصمم) مترافقة مع كلمة (العمى) في ثمان آيات سبقت في معظمها كلمة (الصمم) كلمة (العمى) كما في قوله تعالى: (أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم) محمد: 23 (صم بكم عمي فهم لا يعقلون) البقرة: 171 (صم بكم عمي فهم لا يرجعون) البقرة: 18 (والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعمياناً). الفرقان:73
ومن الملاحظ في هذه الآيات الكونية أن كلمة السمع قد سبقت البصر وبلا استثناء، فلا بد وأن نتساءل هل لهذا السبق من دلالة خاصة؟ قد تبدو الإجابة عن هذا السؤال وللوهلة الأولى وعلى ضوء المعلومات الأولية التي نعرفها عن هذين الحسين صعبة وعسيرة الفهم فمن المعلوم فيزيولوجيا أن العصب البصر الواحد يحتوى على أكثر من مليون ليف عصبى بينما لا يحتوى العصب السمعى إلا على ثلاثين ألف ليف فقط . كما أن من المعروف فيزيولوجيا أن ثلثاً عدد الأعصاب الحسية في الجسم هي أعصاب بصرية، ولا يرد إلى الجسم من مجموعة المعلومات الحسية عن طريق الجهاز السمعي أكثر من 12% بينما يرد إلى الجسم عن طريق الجهاز البصري حوالي 70% من مجموع المعلومات الحسية.
إذا لماذا هذا التقديم لحس السمع وإيراده قبل حس البصر فى كل الآيات تقريبا ؟ لابد وأن هناك سببا لم نعرفه بعد, ولكننا لو تبصرنا فى الحقائق العلمية التى عرفت حديثا فى علوم الأجنة والتشريح والفيزولوجى والطب لتمكنا من إيجاد الأجوبة ولأتضح لنا الإعجاز العلمى فى هذه الآيات الكريمة
الحقائق العلمية
1- التطور الجنينى للأذن والعين
تتطور آلتا حسى السمع والبصر فى وقت متزامن تقريبا فى الحياة الجنينية الأولى, إذ تظهر الصفيحة السمعية فى أوائل الأسبوع الرابع (otic placode ) ,وهى أول مكونات آلة السمع بينما يظهر الأخدود البصرى (optic sulci )فى أول الإسبوع الرابع من حياة الجنين فى اليوم الثانى والعشرين وتتطور الأذن الداخلية للجنين من هذه الصفيحة السمعية .
فيظهر فى الإسبوع الرابع الكيس الغشائى لحلزون الأذن (Membraneous cochlea )الذى ينمو طوليا ويلتف لفتين ونصف مكونا الحلزون الكامل فى الإسبوع الثامن, ثم تتم إحاطة الحلزون بغلاف غضروف فى الإسبوع الثامن عشر, وينمو هذا حتى يصل حجمه إلى الحجم الطبيعى له عند البالغين فى نهاية الإسبوع الثامن عشر, ويتم تعظم الغلاف الغضروفى فى الإسبوع الواحد والعشرين عندما ينمو فيه ( عضو كورتى) : وهو عضو حس السمع, وتظهر فيه الخلايا الشعرية الحسية التى تحاط بنهايات العصب السمعى. وبذا تكون الأذن الداخلية قد نمت ونضجت لتصل إلى حجمها الطبيعى عند البالغين, وأصبحت جاهزة للقيام بوظيفة السمع المخصصة لها فى الشهر الخامس من عمر الجنين .
وكما سنرى أن هذا القسم من الأذن يتكمن منفردا من التحسس للأصوات ونقل إشاراتها إلى الدماغ لإدراكها دون آية ضرورة لمساهمة الأذنين الوسطى والخارجية فى هذه العلمية, وتتطور الأذن الخارجية من الأديم الظاهر والأذن الوسطى من الأديم المتوسط, فتتولد عظيمات وعضلات الأذن الوسطى وبوق أوستاكى وغشاء الطلبة والصماخ السمعى الخارجى خلال الاسابيع (10- 20 ) ثم يتم إتصالهما بالأذن الداخلية فى الإسبوع الحادى والعشرين .
كما يتضح شكل صيوان الاذن فى بداية الشهر الخامس ويتكامل نموه فى الإسبوع الثانى والثلاثين
أما العين فلا يتم تكامل طبقتها الشبكة الحساسة للضوء إلا بعد الإسبوع الخامس والعشرين ولا تتغطى ألياف العصب البصرى بالطبقة النخاعية لتتكمن من نقل الإشارات العصبية البصرية بكفاءة إلابعد عشرة أسابيع من ولادة الجنين, كما يبقى جفنا عينى الجنين مغلقين حتى الإسبوع السادس والعشرين من الحياة الجنينية يتضح مما تقدم أن الأذن الداخلية للجنين تنضج وتصبح قادرة على السمع فى الشهر الخامس, بينما لا تفتح العين ولا تتطور طبقتها الحساسة للضوء إلا فى الشهر السابع وحتى عند ذاك لن يكون العصب البصرى مكتملا لينقل الإشارات العصبية الضوئية بكفاءة, ولن تبصر العين لأنها غارقة فى ظلمات ثلاث .
2 – السمع والبصر
لقد ثبت علميا أن الأذن الداخلية للجنين تتحسس للأصوات فى الشهر الخامس, ويسمع الجنين أصوات حركات أمعاء وقلب أمه, وتتولد نتيجة هذا السمع إشارات عصبية سمعية فى الأذن الداخلية والعصب السمعى والمنطقة السمعية فى المخ, يمكن تسجيلها بآلات التسجيل المختبرية, وهذا برهان علمى يثبت سماع الجنين للأصوات فى هذه المرحلة المبكرة من عمره .ولم تسجل مثل هذه الإشارات العصبية فى الجهاز البصرى للجنين إلا بعد ولادته كما أن من المهم أن نعرف الأصوات تصل الأذن الداخلية عادة عن طريقين : الطريق الأول: هو طريق الأذن الخارجية ثم الوسطى والمملوءتان بالهواء في الإنسان الطبيعي. اً. الطريق الثاني:هو طريق عظام الجمجمة. فالاهتزازات الصوتية تنتقل بالطريقة الأولى بواسطة الهواء، وتنتقل بالطريقة الثانية بواسطة عظام الجمجمة وهي ناقلة جيدة للأصوات، ولكن الأذن الخارجية للجنين مملوءة ببعض الألياف وبسائل السلى، ولكن السوائل هي الأخرى ناقلة جيدة للأصوات فعند غمر رؤوسنا بالماء عند السباحة نتمكن من سماع الأصوات جيداً 3ـ اكتمال حاستي السمع والبصر يمكن للجنين أن يسمع الأصوات بالطريقة الطبيعية بعد بضعة أيام من ولادته بعد أن تمتص كل السوائل وفضلات الأنسجة المتبقية في أذنه الوسطى والمحيطة بعظيماتها ثم يصبح السمع حاداً بعد أيام قلائل من ولادة الطفل. ومن الملاحظ أن الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يبدأ بسماع الأصوات وهو في رحم أمه، فجميع الحيوانات لا تبدأ بسماع الأصوات إلا بعد ولادتها بفترة،
وفيما يلي بعض الأمثلة التي توضح ذلك. فالإنسان يسمع الأصوات قبل ولادته بأكثر من 16 أسبوعاً. وخنزير غينيا (قبيعة) بعد ولادته بحوالي 5 ـ 6 أيام. والأرنب يسمعها بعد ولادته بـ 7 أيام. والكلب يسمعها بعد ولادته بـ 10 أيام.
أما حاسة البصر فهي ضعيفة جداً عند الولاة إذ تكاد أن تكون معدومة، ويصعب على الوليد تمييز الضوء من الظلام، ولا يرى إلا صوراً مشوشة للمرئيات، وتتحرك عيناه دون أن يتمكن من تركيز بصره وتثبيته على الجسم المنظور
ولكنه يبدأ في الشهر الثالث أو الرابع تمييز شكل أمة أو قنينه حليبه وتتبع حركاتهما وعند الشهر السادس يتمكن من تفريق وجوه الأشخاص، إلا أن الوليد في هذا السن يكون بعيد البصر، ثم يستمر بصره على النمو والتطور حتى السنة العاشرة من عمره.
4ـ تطور المناطق السمعية والبصرية المخية: لقد ثبت الآن أن المنطقة السمعية المخية تتطور وتتكامل وظائفها قبل مثيلتها البصرية وقد أمكن تسجيل إشارات عصبية سمعية من المنطقة السمعية لقشرة المخ عند تنبيه الجنين بمنبه صوتي في بداية الشهر الجنيني الخامس، وتحفز الأصوات التي يسمعها الجنين خلال النصف الثاني من حياته الجنينية هذه المنطقة السمعية لتنمو وتتطور وتتكامل عضوياً ووظائفياً
ومن الناحية الأخرى لا تنبه المنطقة البصرية للمخ في هذه الفترة بأية منبهات ولذلك فهي لا تتطور كثيراً ولا تنضج ولا تتكامل، فمن المعلوم فيزيولوجيا أن المنبهات النوعية التي ترد عن أي طريق عصبي حسي تحفزه على النمو والنضوج وبهذه الطريقة يحفز الجهاز العصبي على النضوج منذ الشهر الخامس الجنيني ولا يحفز الجهاز البصري بمثل ذلك إلا بعد ولادته.
ولهذه الأسباب يتعلم الطفل المعلومات الصوتية في أوائل حياته قبل تعلمه المعلومات البصرية، ويتعلمها ويحفظها أسرع بكثير من تعلمه المعلومات المرئية
فهو مثلاً يفهم الكلام الذي يسمعه ويدركه ويعيه أكثر من فهمه للرسوم والصور والكتابات التي يراها، ويحفظ الأغاني والأناشيد بسرعة ويتمكن من تعلم النطق في وقت مبكر جداً بالنسبة لتعلمه القراءة والكتابة، وكل ذلك لأن مناطق دماغة السمعية نضجت قبل مناطقه البصرية
قال تعالى: (لنجعلها لكلم تذكرة وتعيها أذن واعية) الحاقة: 12
5ـ تطور منطقة التفسير اللغوي في قشرة المخ: تنمو وتتطور منطقة التفسير اللغوي (gel) في قشرة المخ والتي تقع بالقرب من منطقة حس السمع وترتبط معها ارتباطاً أقرب و أوثق من ارتباطها مع منطقة حس البصر (التي هي الأخرى تساهم في وظيفة الكلام والإدراك اللغوي عن طريق القراءة والكتابة).
إن هذا التقارب بين هاتين المنطقتين ناتج عن حقيقة تطور منطقة حس السمع ووظائفه في وقت مبكر وقبل نضوج منطقة ووظائف حس البصر.
يتضح لنا من كل ما تقدم أن: أ) جهاز السمع يتطور جنينياً قبل جهاز البصر ويتكامل وينضج حتى يصل حجمه في الشهر الخامس من حياة الجنين الحجم الطبيعي له عند البالغين بينما لا يتكامل نضوج العينين إلا عند السنة العاشرة من العمر. ب) يبدأ الجنين بسماع الأصوات في رحم أمه وهو في الشهر الخامس من حياته الجنينية ولكنه لا يبصر النور والصور إلا بعد ولادته. ج) تتطور وتنضج كل المناطق والطرق السمعية العصبية قبل تطورها ونضوج مثيلاتها البصرية بفترة طويلة نسبياً.
وهنا لا بد أن نعود إلى الآيات الكريمة: (وهو الذي أنشألكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون) المؤمنون: 78 ( وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون) السجدة: 9 (وجعلنا لهم سمعاً وأبصاراً وأفئدة) الأحقاف:26 ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون) النحل: 78 (أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت) يونس: 31 ( إنا خلقنا الإنسان من نطفةٍ أمشاجٍ نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً) الإنسان: 2 ( أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم) النحل: 108
كل هذه الآيات تشير إلى خلق ونشأة الإنسان وفي كلها دون استثناء تقدم ذكر السمع على البصر هذه لم تكن صدفة عابرة من غير قصد ولكنها إعجاز رباني لم نهتد إلى معرفته إلا مؤخراً بعد سبر غور الحقائق العلمية الحديثة التي تثبت الإعجاز العلمي في هذه الآيات الكريمات. بل إن الحديث النبوي قد تضافر مع آيات القرآن الكريم في تقديم السمع، وكيف لا وهما من مشكاة واحدة
يقول الرسول. عليه الصلاة والسلام: (إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها... الحديث). ثم دعونا ننظر إلى الآيات الكريمة الأخرى التي ترافقت فيها كلمتا (السمع) و(البصر) في قوله تعالى:
(لم تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً) مريم: 42 (ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون) هود: 20 ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً) الإسراء: 36 ( قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم) الأنعام: 46 (وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم) فصلت: 22 ( لو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم) البقرة: 20 ( وحتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعلمون) فصلت 20
في هذه الآيات يشير القرآن الكريم إلى وظيفتي السمع والبصر، ولأن الوظيفة الأولى تطورت ونضجت قبل الثانية ولأن السمع أهم في التعلم والتعليم وأعمق رسوخاً في ذاكرة الطفل فقد قدمها. جل وعلا.
وتبين الحقائق العلمية السالفة الإعجاز العلمي في هذه الآيات الكريمة،
وهناك نواح عديدة أخرى تميز السمع على البصر نضيفهما لما تقدم:
فقدان حس البصر قبل حس السمع : من المعروف فيزيولوجيا إن المرء يفقد حس البصر قبل فقدانه حس السمع عند بدء النوم أو التخدير (التبنج) أو عند الاحتضار قبيل الموت أو عند هبوط ضغط الأوكسجين في الهواء (كما يحصل مثلاً عند الصعود إلى الناطق الجبلية العليا أو عند الطيران في الأجواء العليا) أو عند فقر دم الدماغ (كما يحصل للصائم مثلاً إن ملأ معدته بغذاء وفير وبسرعة كبيرة أو عند النهوض السريع والمفاجئ من وضع الاستلقاء) ففي كل هذه الحالات لا يفقد حس السمع إلا بعد فقدان حس البصر بفترة قصيرة.
تأثير السرعة والارتفاع على السمع والبصر: يولد التسارع أو التعجيل الشديد عند الطيارين أو عند رواد الفضاء أثناء الطيران والارتفاع السريع تجاذباً موجباً يؤثر على البصر ويسبب ضباب الرؤية قبل فقدانها تماماً والإصابة بالعتمة التامة، ولا يفقد الطيار في هذه الأحوال حس السمع كله بل يبقى جزء كبير منه لفترة تالية تبقية باتصال صوتي مع المحطات الأرضية.
الساحة السمعية والبصرية: يتمكن الإنسان من سماع الأصوات التي تصل إلى أذنيه من كل الاتجاهات والارتفاعات فيمكننا القول: إن الساحة السمعية هي 360، بينما لو ثبت الإنسان رأسه في موضع واحد فلن يتمكن من رؤية الأجسام إلا في ساحة بصرية محدودة تقارب الـ 180 في المستوى الأفقي و 145 في الاتجاه العمودي أما ساحة إبصاره للألوان فهي أقل من ذلك كثيراً، كما أن أشعة الضوء تسير بخط مستقيم دائماً فإذا اعترضها جسم غير شفاف فلن تتمكن من عبوره أو المرور حوله ولكن الموجات الصوتية تسير في كل الاتجاهات ويمكنها أن تلف حول الزوايا وعبر الأجسام التي تصادفها فهي تنتقل عبر السوائل والأجسام بسهولة فيسمعها الإنسان حتى عبر الجدران.
تأثير إصابة الدماغ على السمع والبصر: من المهم ملاحظة أن حس السمع لكل أذن يتمثل في جهتي المخ فإذا أصيب أحد نصفي الدماغ بمرض ما فلن يفقد المصاب السمع في أي من أذنيه، أما في حالة البصر فيتمثل كل نصف من نصفي العين الواحدة على جهة المخ المعاكسة لها فإذا ما أصيب الدماغ بمرض في أحد نصفيه فقد المصاب البصر في نصفي عينيه المعاكسين لجهة الإصابة.
من المعلوم أن المولود الذي يولد فاقداً لحس السمع يصبح أبكماً بالإضافة إلى صممه ولن يتمكن من تعلم النطق والكلام أما الذي يولد فاقدا لحس البصر فإنه يتمكن من تعلم النطق وبسهولة وهذا. على ما يظهر ـ ترافق لفظ (الصم) مع (البكم) والله أعلم. (صم بكم عمي فهم لا يرجعون) البقرة: 18 ( صم بكم عمي فهم لا يعقلون) البقرة 171
فقدان حس البصر وزيادة الحفظ والذاكرة والذكاء عند فقدان حس البصر تقوم المنطقة البصرية المخية بوظائف ارتباطيه فترتبط وظيفياً مع المناطق الارتباطية الدماغية الأخرى فتزيد من قابلية الدماغ على حفظ المعلومات والذاكرة والذكاء، ولا تقوم المناطق السمعية ـ لسبب غير معروف. بمثل هذا الارتباط عند فقدان حس السمع، ولذلك فقد نبغ الكثيرون ممن فقدوا حس البصر، ولم ينبغ أحد ممن فقد حس السمع إلا نادراً مما يدل على أهمية حس السمع والمبالغة في تخصص مناطقه المخية.
نزول القرآن الكريم في طبيعة سمعية لا بد هنا من الإشارة إلى المحيط الأولي والمجتمع الذي نزل فيه القرآن الكريم إذ إنه تميز بطبيعة سمعية أكثر منها بصرية فليس هناك في الصحاري منبهات بصرية بقدر ما فيها من منبهات سمعية، كما كان مجتمع ذلك العصر مجتمعاً سمعياً أكثر منه بصريا فالآيات القرآنية الكريمة كانت تسمع وتحفظ في الصدور وتتناقل عن طريق الرواة وبالرغم من أن كتاب الوحي كانوا يدونونها إلا أن القرآن الكريم لم يعمم على الأمصار إلا في زمن الخليفة الثالث.
وبقية الأحاديث النبوية الشريفة غير مدونة لوقت متأخر، ولعل السبب في ذلك يعود إلى قلة من كانوا يجيدون القراءة والكتابة إذ قيل إن عددهم في مكة عند أول ظهور الإسلام لم يتجاوز بضعة أفراد، كما أن العرب لم يدونوا شعرهم الغزير حتى وقت متأخر ولكنه كان يحفظ وترويه الرواة ويلقى في الأسواق والمناسبات فيستمع الكل إليه.
تخصيص حاسة السمع وقد خص الله ـ سبحانه وتعالى ـ حس السمع وجهازه ولم يذكر البصر عندما أراد تخصيص أهمية حواس بعض عباده فقال سبحانه وتعالى: (وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي ءاذانهم وقراً) الأنعام: 25 ( يجعلون أصابعهم في ءاذانهم من الصواعق حذر الموت) البقرة: 19 (فضربنا على ءاذانهم في الكهف سنين عددا) الكهف:11 (جعلوا أصابعهم في ءاذانهم واستغشوا ثيابهم) نوح: 7 ( لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية) الحاقة: 12
ـ تؤكد الآية الكريمة الأخيرة على أن الإحساسات الصوتية التي يسمعها الإنسان بأذنيه تصل مستوى الوعي أحسن من تلك التي تصله عن غير طريقهما كالبصر مثلاً.
آيات ذكر البصر قبل السمع الآيات القليلة التي ورد فيها ذكر (البصر) قبل كلمة (السمع) هي تلك الآيات التي تنذر بالعقاب أو تصف الكافرين، وليس في أي منها إشارة لتخلق هذين الحسين أو لوصف وظيفتها أو تطورهما. (ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم ءاذان لايسمعون بها) الأعراف 179 (وحسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم) المائدة: 71 (ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما) الإسراء: 97 (أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم ءاذان يسمعون بها) الأعراف: 195
كثرة المعلومات الواردة أما عن كثرة المعلومات البصرية التي ترد الجسم بالنسبة للمعلومات السمعية القليلة نسبياً التي تصل إليه فلا بد من أن نعرف أن كثرة المعلومات لا تعني دائماً أنها تولد إدراكاً ومفاهيم أكثر وأعمق في دماغ الإنسان مما تولده المعلومات السمعية على قلتها، فالذاكرة السمعية أرسخ من الذاكرة البصرية، والرموز الصوتية تعطي مدلولات ومفاهيم أكثر من الرموز الضوئية،
فمن المعلوم مثلاً أن نطق الكلمة الواحدة بلهجات ونغمات متباينة تنقل للسامع مفاهيم مختلفة، ولو كتبنا الكلمة نفسها بمختلف الصور الخطية لنقلت دائماً لقارئها مفهوماً واحداً لا غير، ومن المعلوم جيداً أن الأفلام الصامتة لا توصل من المعلومات إلا جزءاً يسيراً مما يمكن أن تنقله الأفلام الناطقة.
هذه الحقائق العلمية لم تكن معروفة قبل أربعة عشر قرناً، ولم يعرف الكثير منها إلا في العقود الأخيرة من هذا القرن حتى إن من العلماء من كانوا كشفوا الكثير من الحقائق الناصعة التي تبين بكل وضوح وجلاء الإعجاز العلمي في الآيات البينات التي قدمت (السمع) على (البصر) لأسبقيته في الخلق والتطور العضوية والوظيفي، وللمميزات الكثيرة لحس السمع على حس البصر. وصدق الله العظيم القائل (سنريهم ءاياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) فصلت: 53
السمع والبصر هل التركيب التشريحي و الوظيفي لمناطق المخ البشري العليا كان معروفاً أيام بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم؟
هل تركيب و وظائف المخ التكليفية من مناطق السمع و البصر و العواطف و مناطق الاختيار بين البدائل كانت معروفة بدقة و تكامل بعد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأكثر من ألف عام؟.
الإجابة اليقينية:لا
فالعالم كله لم يكن يعرف شيئاً عن التركيب المتكامل و الدقيق للمخ البشري و بدأ حديثاً في التعرف على مناطق السمع و البصر و العواطف و الاختيار بين البدائل في المخ البشري، و كان ذلك بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بأكثر من ألف عام.
فيكون السؤال الأخير:
ماذا يقول العقل العالمي المفكر لو اكتشف خريطة متكاملة للتركيب التشريحي و الوظيفي للمناطق التكليفية العقلية العليا في المخ البشري في القرآن الكريم؟.
حتماً ستكون الإجابة المنطقية:
إن ذلك سيكون دليلاً علمياً على صدق الرسالة و صدق الرسول، و سيكون دليلاً يقينياً على أن القرآن الكريم كتاب الله المعجز الوحيد الخالد الباقي المحفوظ ليدين به الجميع و ليكون دستوراً للعالمين لمن شاء منهم أن يستقيم.
فهيا بنا مع أسرار المخ البشري
لا حظ رجال التفسير على مر العصور ما يأتي:
1ـ السمع يتقدم على البصر في كل القرآن الكريم.
"و جعلنا لكم السمع و الأبصار و الأفئدة لعلكم تشكرون " [النحل: 78].
" و لقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه و جعلنا لهم سمعاً و أبصاراً و أفئدة فما أغنى عنهم سمعهم و لا أبصارهم و لا أفئدتهم من شيءٍ إذ كانوا يجحدون بآيات الله و حاق بهم ما كانوا به يستهزئون" [الأحقاف: 26].
2ـ السمع يأتي على الإفراد و البصر يأتي على الجمع.
3ـ الفؤاد يأتي دائماً بعد السمع والبصر.
" و هو الذي أنشأ لكم السمع و الأبصار و الأفئدة قليلاً ما تشكرون " [المؤمنون: 78].
4ـ ( بكم ) تأتي بين ( صم ) و ( عمى ).
"صم بكم عمي "
و قدم رجال التفسير اجتهاداتهم في هذا المجال فقالوا:
إن تقدم السمع على البصر لشرف السمع أو لشرف الأذن، فالأذن تسمع من جميع الجهات و هي أداة التلقي للوحي و يمكن استدعاء النائم من خلالها.
ورد في تفسير القرطبي:
قال أكثر المتكلمين بتفضيل البصر على السمع لأن السمع لا يدرك به إلا الأصوات و الكلام و البصر يدرك به الأجسام و الألوان والهيئات كلها.
و يقول الآلوسي في تفسيره:
و الحق أن كل الحواس ضرورية في موضعها و من فقد حساً فقد علماً و تفضيل البعض على البعض تطويل من غير طائل.
إذن فكرة تقديم السمع على البصر لشرف السمع مردودة أو لا تستند على أرضية صلبة، وعلى الرغم من ذلك لم يكن لها بديل.
و كانت المفاجأة و التي وجهت الأنظار إلى السر المذهل وراء تقديم السمع على البصر، هي الآيات التي جاء فيها ذكر ( العين ) و ( الأذن )، ففي هذه الآيات نلاحظ أن ( العين ) تتقدم (الأذن )
على عكس السمع والبصر.
ففي سورة الأعراف: [آية 179]:
" و لقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن و الإنس لهم قلوب لا يفقهون بها و لهم أعين لا يبصرون بها و لهم آذان لا يسمعون بها ".
و في الآية [195] من الأعراف، نجد:
"ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها ".
وفي المائدة: [ آية: 45]:
" و كتبنا عليهم فيها: أن النفس بالنفس و العين بالعين و الأنف بالأنف و الأذن بالأذن "
فإذا كان السمع يتقدم البصر في الآيات السابقة فإن العين تتقدم الأذن في هذه الآيات، فلو كان التقديم للتشريف لتقدمت الأذن على العين كما تقدم السمع على البصر لأن الأذن أداة السمع و العين أداة البصر.
إذن فالقضية ليست قضية شرف عضو على عضو بل هي شيء آخر،
بل
قل إنها معجزة علمية بكل المقاييس فلقد وجد العلماء أن هناك مراكز للسمع داخل المخ البشري يتم فيها إدراك المسموعات و هناك مراكز للبصر داخل المخ البشري يتم فيها إدراك المبصرات
و أداة مركز السمع هي الأذن التي تجلب إليها الأصوات و أداة مركز البصر العين و التي تجلب إليها الصور.
و مع أن العين تتقدم الأذن في رأس الإنسان فإن مركز السمع يتقدم مركز الإبصار في مخ الإنسان تشريحياً.
و هنا ظهرت المعجزة العلمية الباهرة فالترتيب المكاني للسمع و البصر في الآيات يأتي وفقاً للترتيب المكاني لمراكز السمع و البصر في مخ الإنسان. و لكن الإنسان بالإضافة إلى أنه سميعاً و بصيراً له المقدرة على إنتاج البيان البشري الراقي و لقد وجد علماء المخ أن هناك منطقة بين مركز السمع من الأمام و مركز البصر من الخلف تسمى منطقة فرنيكا فعندما يلتقي مركز السمع مع مركز البصر فإن المنطقة البينية تشكل مكان إنتاج البيان البشري وها هي الآية )صم بكم عمي (تشير في إعجاز باهر إلى منطقة البيان في مخ الإنسان ( فبكم ) والتي تقع بين ( صم ) من الأمام و ( عمي ) من الخلف تشير إلى منطقة البيان في المخ بين مركز السمع من الأمام ومركز البصر من الخلف.
وإذا كان الصمم هو تعطيل السمع، والعمى هو تعطيل البصر، فيكون البكم هو تعطيل البيان.
و لأن الموصوفين بـ )صم بكم عمي (هم الكفار الذين يتمتعون بسمع جيد و بصر حاد و لسان مبين، فإن ( صم ) هنا تعني تعطيل عقل السماع و ( عمى ) تعني تعطيل عقل البصر، فتكون ( بكم ) آفة عقلية خاصة بعقل البيان.
و قدمت الآية 76 من سورة النحل دعماً لذلك:
" و ضرب الله مثلاً رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء و هو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو و من يأمر بالعدل و هو على صراط مستقيم "
إذن فكأن ( بكم ) تشير إلى منطقة البيان بين مركز السمع ومركز البصر في المخ.
ومعنى ( بكم ) واستخداماتها في القرآن يشير إلى وظيفة مركز البيان داخل المخ البشري.
ونتوقت هنا لنرسم ونحدد المناطق التي أشارت إليها الآيات الخاصة بالسمع والبصر والبيان وبعدها نسأل هل المناطق العقلية العليا في مخ الإنسان تقتصر على السمع والبصر والبيان وما يتعلق بهم من ذاكرة؟.
الفؤاد
فهل يمكن تحديد مكان ووظيفة مناطق الأحاسيس والعواطف من خلال آيات الكتاب المعجزة؟.
الإجابة: نعم يمكن ذلك ولكن كيف؟.
فبالدراسة المتأنية للآيات التي ذكر فيها الفؤاد نجد الظواهر الآتية:
1ـ الفؤاد يأتي في مكان ثابت بعد السمع والبصر في كل القرآن.
3ـ الفؤاد يأتي في معاني تحول حول العواطف والغرائز والأحاسيس.
" فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم " عواطف.
" وكذلك جعلنا لكل نبي شياطين الإنس و الجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً ( إلى أن قال سبحانه: )و لتصغي إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة... (غرائز.
)نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة (أحاسيس.
بينما القلب يأتي في معاني شاملة تشمل العقل والعاطفة:
" أفلم يسيروا في الأرض فيكون لهم قلوب يعقلون بها "
4ـ فك الجهة بين القلب والفؤاد!.
" و أصبح فؤاد أم موسى فارغاً إن كانت لتبدي به لو لا أن ربطنا على قلبها "
وجد العلماء أن هناك مراكز للعواطف والغرائز تقع في قلب المخ
وهذه الظواهر تفك الجهة بين القلب والفؤاد وتجعل الفؤاد مرتبطاً بالسمع والبصر ارتباطاً عضوياً وله علاقة بالأحاسيس والعواطف والغرائز، فإذا كان السمع يشير إلى مركز السمع حيث إدراك وفهم المسموعات والبصر يشير إلى مركز البصر حيث إدراك المبصرات فالفؤاد المرتبط عضوياً بالسمع والبصر لا بد وأن يشير إلى منطقة الأحاسيس والعواطف
ولكن هل يمكن تحديد مكان الفؤاد بأنه قلب المخ من خلال الآيات؟.
الجواب:نعم وذلك لوجود الفؤاد في مكان ثابت بعد البصر وليس بعد مركز الإبصار من الخلف وهذا يحتم الاتجاه إلى عمق المخ إلى قلب المخ حيث اكتشف العلماء مناطق الأحاسيس والعواطف
الاختيار بين البدائل
هل هناك في مخ الإنسان مكان تتحقق فيه الاختيار بين البدائل ؟
الجواب:نعم إنه مقدم الفص الجبهي في مخ الإنسان و الذي اكتشف العلماء حديثاً أن له علاقة بالاختيار بين البدائل والعلاقات العقلية العليا.
فهل هناك في القرآن إشارة إلى مكان ووظيفة الفص الجبهي؟.
الجواب:نعم ولكن كيف؟.
بدراسة الآيات الآتية:
" ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها " سورة هود.
وفي سورة العلق:
"أرأيت الذي ينهى. عبداً إذا صلّى. أرأيت إن كان على الهدى. أو أمر بالتقوى. أرأيت إن كذب و تولى. ألم يعلم بأن الله يرى. كلا لئن لم ينته لنسفعاً بالناصية. ناصية كاذبة خاطئة "
و الناصية في اللغة و التفسير هي مقدّم الرأس عند منبت الشعر أو منطقة الجبهة.
والآية الأولى ( سورة هود ) تقرر أن الناصية هي مكان السيطرة العليا و القيادة للإنسان. و الآية التالية ( سورة العلق ) تبين أن الناصية هي منطقة الاختيار بين البدائل
بسم الله الرحمن الرحيم ( الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) سورة هود :1