أنا متزوجة منذ سنة تقريباً, ومشكلتي أني لا أميل ولا أحب أن أمارس الجنس, مع أن زوجي لم يدع طريقة إلا وعملها لي، لكن لا أمل, فأنا أعاني من برودة دائمة، ووقت اللذة أكون معه، ومستمتعة, لكن بعد الإنزال أحس أني ندمت, وأتمنى أن لم يحصل شيء, لدرجة أني صرت أرفض أن أعمل أي شيء يجعل زوجي يفكر بالجنس لرفضي للممارسة.
أتعبتني هذه المشكلة كثيرًا, وخصوصًا لأجل زوجي، لأنه ليس له ذنب.[/size]
الإجابــة
[size=9]بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ شوق حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بالفعل -يا عزيزتي إن ما تشتكين منه لا يعتبر برودًا جنسيًا, فأنت تتجاوبين مع العلاقة الجنسية مع زوجك, ولكن ينتابك شعور بالذنب والندم بعدها, وكأنك ارتكبت خطأً كبيرًا جدًّا, وهذا الشعور يحدث عند كثير من النساء, وحتى عند بعض الرجال, وهي حالة نفسية لا إرادية, تنجم عن أفكار ومفاهيم ورواسب قديمة قد تعود في جذورها إلى أيام الطفولة كحوادث مر بها الإنسان, أو سمع عنها, أو شاهدها, أو حتى تربى عليها, أو حتى بدون أي سبب, ولذلك قد تصيب أناسا لا يرون في ماضيهم أي شيء غير طبيعي, وهذه المفاهيم تكون قد ترسخت في الذهن, ورسمت صورة سلبية جدًّا عن العلاقة الجنسية ومعناها .
في كثير من الحالات يترسخ في ذهن الإنسان فكرة أن ممارسة الجنس هي خطيئة, وأمر غير لائق, فتتشكل عنده مشاعر سلبية نحو الجنس بشكل عام, تظهر على شكل رفض, أو قرف من ممارسة العلاقة, أو الندم بعدها, وفي بعض الحالات النادرة قد ينظر الشخص إلى نفسه نظرة سلبية جدًّا, بل نظرة احتقار.
بالنسبة للنساء فإن أكثر هذه الحالات سببها النشأة والبيئة، ونظرة المجتمع لهذه الأشياء, وكذلك الطريقة والمصادر التي من خلالها تتعرف فيها الفتاة على هذه الأمور. الحل –يا عزيزتي- يبدأ في تغيير نظرتك ومفهومك للعلاقة الجنسية بشكل عام, ويجب أن تدربي تفكيرك على النظر لها على أنها علاقة إنسانية راقية وسامية, تهدف بالدرجة الأولى إلى استمرار وبقاء الجنس البشري على وجه الأرض؛ ليؤدي الرسالة, والأمانة التي أوكلت إليه من قبل رب العالمين عز وجل, وبدون هذه العلاقة لا يمكن للبشرية أن تستمر, فهي لم توجد للمتعة, أو للتسلية أساسًا.
للأسف إن الكثير مما نسمعه ونشاهده حاليًا يهدف إلى تجريد هذه العلاقة من هدفها، ووظيفتها الأساسية، ويرسخ فكرة أنها متعة فقط.
لو دققنا في كل مراحل هذه العلاقة, وما يحدث فيها من تغيرات في الجسم، سواء عند الذكر أو عند الأنثى, ولو تمعنا في تفاصيل وتشريح الجهاز التناسلي الذكري والأنثوي معًا, لوجدنا أن كل عضو, وكل منطقة, بل وكل خلية في هذين الجهازين قد خلقت ووظفت بطريقة معجزة ليكون الهدف من العلاقة الجنسية في النهاية هو حدوث الحمل -بإذن الله-.
إذن -يا عزيزتي- أؤكد لك بأنه لا يوجد أدوية تحل المشكلة, وإنما الحل هو بتغيير نظرتك إلى هذه العملية, ومعرفة الهدف منها.
قيامك بها هو عبادة وطاعة لرب العالمين عز وجل, وهي الطريقة التي من خلالها سيقوم جسمك بمهمة الأمومة العظيمة, ويحضرني هنا تشبيه لطبيب, وعالم معروف, ومؤلف لأشهر المراجع الطبية العالمية في النساء والولادة, هذا العالم عندما يريد أن يشير إلى العملية الجنسية بين الزوجين فهو لا يسميها الجماع, أو العلاقة الجنسية, بل يسميها (بعلاقة الحياة, أو لحظة الحياة), وهي حقًّا كذلك, فعن طريقها تبدأ وتستمر حياة الإنسان -بإذن الله-.
أنصحك بالاستمرار في مداهنة زوجك، وإبداء الرغبة, والرضا عن كل ما يقوم به, واعملي على أن تكون أوقات المتع والتقارب بينكما مستمرة, وليس بالضرورة أن تنتهي دائمًا بممارسة العلاقة الجنسية, فهذا سيجعل الممارسة الجنسية عفوية, وتحصيل حاصل لحالة الود والوفاق، والتي نتمنى أن تدوم إلى الأبد بينكما.