عظمة نعيم أهل الجنة,عظمة نعيم أهل الجنة,عظمة نعيم أهل الجنة,عظمة نعيم أهل الجنة,عظمة نعيم أهل الجنة ---- بسم الله الرحمن الرحيم ------
عظمة نعيم أهل الجنة
وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة لسوقًا يأتونها كل جمعة، فتهب ريح الشمال، فتحثو في وجوههم وثيابهم، فيزدادون حسنًا وجمالاً، فيرجعون إلى أهليهم، وقد ازدادوا حسنًا وجمالاً، فيقول لهم أهلهم: والله لقد ازددتم بعدنا حسنًا وجمالاً! فيقولون: وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنًا وجمالاً!» [رواه مسلم: 2833].
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة، لا يبولون ولا يتغوطون، ولا يتفلون، ولا يتمخطون. أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألوة ـ الأنجوج عود الطيب ـ وأزواجهم الحور العين، على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم ستون ذراعًا في السماء» [رواه البخاري (3327)، ومسلم (2834)].
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قـال الله عزَّ وجلَّ: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر» قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: {فّلا تّعًلّمٍ نّفًسِ مَّا أٍخًفٌيّ لّهٍم مٌَن قٍرَّةٌ أّعًيٍنُ } [رواه البخاري: 6/145].
التوفيق بين رؤية جبريل وآدم ومحمد عليهم السلام للجنة مع حديث ( ما لا عين رأت ... )
من المعلوم أن في الجنة ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، لكن أولم يكن آدم في الجنة ؟ أولم يدخل النبي صلى الله عليه وسلم الجنَّة أيضاً ؟
ثانياً: وأما كون آدم عليه السلام كان في جنة الخلد : فهو الراجح من قولي العلماء ، وهو قول جمهور أهل السنَّة ؛ لأدلة كثيرة ، ليس هذا موضع بسطها ؛ إذ ليس السؤال عنها .
قال ابن كثير – رحمه الله - :
وقد اختُلف في الجنة التي أسكنها آدم ، أهي في السماء أم في الأرض ؟ والأكثرون على الأول ، وحكى القرطبي عن المعتزلة والقدرية القول بأنها في الأرض .
" تفسير ابن كثير " ( 1 / 233 ) .
ومن أراد التوسع في المسألة : فلينظر ما كتبه ابن القيم رحمه الله فيها في أوائل كتابه " مفتاح دار السعادة " ، وأيضاً في كتابه " حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح " . ثالثاً:
وأما رؤية النبي صلى الله عليه وسلم للجنة ودخوله فيها : فقد ثبت ذلك في أحاديث كثيرة ، وقد بوَّب الإمام الآجري في كتابه " الشريعة " على بعض تلك الأحاديث بقوله : " باب دخول النبي صلى الله عليه وسلم الجنَّة " ، وروى تحته أحاديث ، منها :
1-عن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ ) . رواه البخاري ( 3069 ) . ورواه مسلم ( 2737 ) من حديث ابن عباس .
أما الإشكال الذي ذكره السائل ، فيقال في توجيهه : إن هذا المعَدّ في الجنة لعباد الله تعالى الصالحين مما لم يرَه أحدٌ ، كما وردت به النصوص ، وأما اطلاع آدم ونبينا محمد عليهما الصلاة والسلام فإنما كان على بعض ما في الجنة ؛ وإذا كانت الجنة ( فيها ما لاعين رأت .. ) ، لم يلزم أن يكون مما لم تره كل عين ؛ بل يجوز أن يكون فيها أشياء ، رأتها بعض العيون ، وإن كان فيها ما هو مدخر مخبوء ، لم تره عين ، ولم تسمع به أذن ، ولم يبلغه وهم واهم، ولا وصف واصف . قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :
قلت : وأصح التوجيهات لخصوص سياق حديث الباب حيث وقع فيه ( ولا خطر على قلب بشر ذخراً من بله ما أطلعتم ) إنها بمعنى " غير " ؛ وذلك بيِّن لمن تأمله ، والله أعلم .
" فتح الباري " ( 8 / 517 ) .
وحتى لو كان معنى ( بَلْهَ ) " دع " ، أو " اترك " : فإنه لا يخرج عن المعنى السابق .
قال النووي – رحمه الله - :
فأما ( بَلْه ) فبفتح الباء الموحدة وإسكان اللام ، ومعناها : دع عنك ما أطلعكم عليه ؛ فالذي لم يطلعكم عليه أعظم ، وكأنَّه أضربَ عنه استقلالاً له في جنب ما لم يطلع عليه ، وقيل : معناها غير ، وقيل : معناها كيف .
وأما ( غرستُ كرامتهم بيدي ) إلى آخره فمعناه : اصطفيتهم ، وتوليتهم ، فلا يتطرق إلى كرامتهم تغيير ، وفي آخر الكلام حذف اختُصر للعلم به ، تقديره : " ولم يخطر على قلب بشر ما أكرمتهم به ، وأعددته لهم " .