سواء كان طفلك عنيداً وميالاً إلى التحدي أو خجولاً ومرهف الإحساس، فإنّ هذه الصفات التي قد تجدينها صعبة ومزعجة ربّما تكون هي سر نجاحه في المستقبل، وهي صفات من الصعب تغييرها، فالطفل رغم صغر سنه يتحلى بقوة إرادة عجيبة تمكنه من الدفاع عن نفسه بكل قوّة وشراسة، فهو يرفض أن يكون لأحد سلطان على مزاجه أو عواطفه، لهذا ينصح الخبراء بأن نتوقف عن النظر إلى أطفالنا على أنهم متسلطون ويحيلون حياتنا إلى جحيم، علينا أن نتفهم طبيعتهم التي فطروا عليها، ونساعدهم على المضي قدماً من أجل بناء شخصيتهم المستقلة.
- الطفل العنيد.. رجل أعمال ناجح:
مثل هذا الطفل لا يعرف سوى كلمة "لا"، فهو يعترض بصورة يومية على ملابسه، وجبات الطعام، تناول الفواكه، وشرب الحليب، ويبكي لأتفه الأسباب، عندما لا ينال ما يريده، وعندما يحاول أحد إخوته أن يشاركه لعبته، وهو أيضاً يميل إلى السيطرة، ويعبّر عن غضبه بتقطيب جبينه، الإشاحة بوجهه بعيداً، وتقديم مشاهد مثيرة للأعصاب.. لهذا يحتاج هذا الطفل إلى معاملة خاصة، تمنحه مهارات تساعده على التعامل مع الغير بأسلوب أقل جفاءً وأكثر تعاوناً. وقبل كل شيء، يجب أن يضع الوالدان في بالهما الجانب الإيجابي لسلوكه الصعب، وهو أنّه يعرف ما الذي يريده تحديداً ولديه الاستعداد على أن يقاتل من أجل الحصول عليه، فهذا النوع من الأطفال يميل إلى التحدي، ويحتاج إلى الشعور بأنّه يملك السلطة لإصدار الأوامر والقرارات، ولكن يمكن احتواؤه من خلال أسلوب النقاش ومحاولات الإقناع لنحصل منه على ما نريد دون الحاجة إلى الشجار، فمن خلال النقاش، يستطيع أن يعبّر عن وجهة نظره تجاه الأمر موضع الخلاف، ويمكن طرح خيارات مرضية له وللأبوين، ولا ينصح بالتشدد معه وفي رأي الخبراء، فإن ثقة الطفل العنيد العالية بنفسه تجعله جريئاً، لهذا ربما يكون أكثر ميلاً من غيره من الأطفال إلى المشاركة مع المعلمة، ولا يهاب تجربة الألعاب الجديدة، وما يميزه عن غيره أنه يرفض أن يكون نكرة، لهذا غالباً ما ينجح في حياته العملية خاصة في مجالات مثل إدارة الأعمال والتجارة، وذلك بفضل قدرته على المثابرة وإصراره على التميز وهما صفتان مطلوبتان في مجالات من هذا النوع.
- الطفل مرهف الإحساس.. فنان رائع:
يهاب الطفل الحساس اللعب مع أقرانه، ينتابه دوماً الشعور بالخوف من الأذى، من السهل أن يبكي وكثيراً ما نشاهده يئن ويشكو، وهو أيضاً سريع الاهتياج، لامبال، وكثير السأم، وربما يعاني الارتباك عندما يجد نفسه وسط أقرانه ويعود ذلك إلى عدم قدرته على تكوين الصداقات بسهولة، ومما يزيد من مأساة أبويه أنه يبكي لأسباب لا تستحق، كأن يتفوق عليه أحد من أقرانه أثناء اللعب، أو حتى يقع أرضاً أثناء الجري. وفي الحقيقة هذا الطفل بحاجة لمن يساعده في التغلب على حساسيته بخطوات تدريجية، فمثلاً إن كان يهاب اللعب مع الأطفال في مثل سنه، نتحايل عليه بأن نسمح له بأن يلهو وحده، وعندما نجده مندمجاً في اللعب، نجعل أحد الأطفال ينضم إليه، ثمّ نلحقه بآخر وهكذا حتى يجد نفسه محاطاً بمجموعة صغيرة يشاركهم اللعب وليس لديه مشكلة في التعامل معهم. وإذا وجد مثل هذا الطفل رعاية جيِّدة، يمكننا أن نتوقع منه أن يكون رحيماً وعاطفياً في شبابه، فطبيعته تسمح له بتطوير قدرة كبيرة على فهم مشاعر واحتياجات الغير، والأطفال من هذا النوع عادة ما يتجهون إلى مجالات الفن، التعليم، الطب، والدراسات الاجتماعية والنفسية.
- الطفل الخجول.. عالم عبقري:
في سن 2-3 سنوات، يبدو الطفل الخجول هادئاً يميل إلى اللعب وحده، نادراً ما يغضب، وهو أقل تطلباً من غيره، وفي سن أربع سنوات، ربما يزداد انطواؤه وخجله لدرجة تجعله يجد صعوبة في الانسجام مع من هم في مثل سنه، وفي عمر 5 و6 سنوات، قد يظهر قلة اهتمام تجاه ممارسة الأنشطة، ويفضل الجلوس في غرفته لاستذكار دروسه والعيش في عالمه الخاص بدلاً من اللهو مع أقرانه. وبشكل عام يحتاج الطفل الخجول إلى المساعدة من أجل الاندماج مع محيطه، ومهما كانت أسباب الخجل، يمكن للطفل الخجول أن يتغلب على خجله من خلال التدريب على الاختلاط بصورة تدريجية مريحة، فمثلاً هو بحاجة إلى الخروج من المنزل بصفة مستديمة لكي يشاهد الناس في الخارج، وبحاجة أيضاً إلى التشجيع على الاختلاط مع رفاقه من خلال التواصل مع عائلات لديها أطفال في مثل سنه. ولا يؤثر الخجل على نجاح الأطفال في حياتهم، بل على العكس نجدهم يميلون إلى التخصص في المجالات التي تحتاج إلى التفكير والبحث، لذا غالباً ما نجدهم في شبابهم باحثين، علماء، موسيقيين، أو أدباء.
- الطفل "ملك الدراما".. ممثل من الطراز الأوّل:
يجيد هذا الطفل الاستجابة لخيبات الأمل البسيطة بطرق زائفة ومحترفة، فهو ممثل من الطراز الأوّل، ولديه القدرة على تمثيل البكاء دون أن يشعر من حوله بأنّه يمثل، وربما لا يتراجع إلا عندما يجد من يوقفه عند حده، ومن ميزاته أنّه عاطفي ولا يخجل من التعبير عن مشاعره، وربما يسهل على الأبوين التعامل معه لأن سلوكه قابل للتنبؤ، ويمكن السيطرة عليه واحتواؤه من خلال الحزم وإجباره على احترام الغير، وأفضل وسيلة للتعامل معه في تجاهله في اللحظات التي نجده مستغرقاً في استعراض قدراته على التمثيل.. على أن نناقشه بعد انتهائه من أداء المشهد، وبمرور الوقت سيتعلم أنّه يستطيع الحصول على ما يريده بطرق أخرى غير الاستعراضات الدرامية، ومثل هؤلاء يتجهون بالفعل إلى ممارسة التمثيل، وقد يبدأون هذا الطريق منذ الصغر، كما تستهويهم المهن ذات الصلة بالاستعراضات والإعلام مثل السياسة وتقديم البرامج في الإذاعة والتليفزيون.