يمر العديد من الأطفال بهذه المشكلة في المرحلة بين 2 و 5 سنوات، فيعيدون مقاطع معينة من الجمل، ويتوقفون قليلاً عن الكلام، ولا يلفظون أحرفاً معينة أو كلماتٍ محددة. وتعتبر التأتأة مشكلةٌ من مشاكل الطلاقة في الكلام. وفي العديد من الحالات تختفي هذه المشكلة وحدها في عمر الـ 5 سنوات، حين يتعلم الطفل كيف يتحدث وكيف يتحكم بالعضلات المستخدمة في الكلام. وقد تستمر هذه المشكلة في بعض الحالات فترةً زمنية أطول. وعلى الرغم من أنه لا يوجد علاجٌ خاص بالتأتأة، فهناك العديد من الإجراءات الفعالة التي يمكن أن يدعم بها الأهل طفلهم كي يتجاوز هذه المشكلة.
هناك العديد من الأسباب التي تساهم في حدوث التأتأة عند الطفل، وتتضمن: - الوراثة : حيث يكون لدى حوالي 60 من الأطفال المصابين قريبٌ يعاني من المشكلة ذاتها.
- وجود مشكلات أخرى تتعلق بالكلام واللغة أو التطور عند الطفل.
- اختلافات في معالجة الدماغ للغة بين طفلٍ وآخر، حيث توجد مشكلة في الطريقة التي يتواصل بها الدماغ مع العضلات و أعضاء الجسم الأخرى المسؤولة عن الكلام.
الإشارات المبكرة للتأتأة:
تظهر الإشارات المبكرة للتأتأة عندما يكون الطفل بعمر 81- 42 شهراً، حين يبدأ بوضع الكلمات مع بعضها البعض ليشكل منها جملاً قصيرة. ومن الطبيعي أن يقوم الطفل ببعض التأتأة خلال هذه المرحلة من مراحل التطور، وقد يستمر الطفل عدة أسابيع أو أشهر في القيام بذلك، ثم تزول التأتأة وحدها دون الحاجة للتدخل من قبل أخصائي اللغة والكلام. أما إذا استمرت فترةً زمنيةً أطول وكانت مصحوبةً بحركاتٍ في الوجه أو الجسد فمن الأفضل استشارة أخصائي اللغة والكلام لتقييم حالة الطفل قبل عمر الـ 3 سنوات. ويفيد دخول الطفل إلى المدرسة وتواصله مع الآخرين في التخفيف من حدة المشكلة أو زوالها نهائياً، أما إذا استمر الطفل بالتأتأة فسوف يشعر عندها بالإحراج، وقد يتعرض لمواقف مزعجة من قبل الزملاء والأصدقاء. ومن الضروري عندها أن يتواصل الأهل مع المعلم لمساعدة الطفل على تجاوز هذه المشكلة، وما يرافقها من صعوباتٍ في تواصله مع الآخرين.
ويحتاج الأهل عادةً إلى استشارة أخصائي اللغة والكلام في الحالات التالية:
- إذا تجاوز الطفل عمر الـ 5 سنوات وما زالت لديه هذه المشكلة.
- إذا تطورت المشكلة من حيث تكرار الأحرف والكلمات والجمل واستخدام المقاطع زائدة.
- إذا تطورت المشكلة من حيث إطالة الكلمات.
- إذا احتاج الطفل إلى جهدٍ أكبر في الكلام، وأصبح أكثر توتراً.
- إذا لاحظ الأهل زيادة الشد في عضلات الوجه والكلام.
- إذا لاحظ الأهل توتر الطفل وقلقه الواضح أثناء الكلام.
- إذا لاحظ الأهل ميل الطفل إلى تجنب الكلام والانعزال.
- إذا ترافقت مشكلة التأتأة مع مشكلاتٍ أخرى في التطور أو التواصل مع الآخرين. يمكن أن توفر الأم لطفلها بيئةً مشجعةً تساعده على تجاوز هذه المشكلة بنجاح بإتباع ما يلي:
- ألا تطلب الأم من طفلها أن يتحدث بدقةٍ و بشكلٍ صحيح في جميع الأوقات.
- أن تجعل الحوار مع الطفل ممتعاً ومسلياً.
- أن تستخدم الأم وجبات الطعام اليومية التي يجتمع فيها أفراد الأسرة جميعاً للحوار مع الطفل.
- أن تتجنب الأم التصحيح أو النقد أو توجيه التعليمات، كقولها )تحدث ببطء( أو )خذ وقتك( أو )خذ نفساً عميقاً(. إن هذه التوجيهات تجعل الطفل أكثر انتباهاً لما يقوله ويفعله.
- أن تتجنب الأم إرغام الطفل على القراءة أو التكلم بصوتٍ عال عندما يكون متعباً أو عندما تزداد مشكلة التأتأة لديه. - تشجيع الطفل على القيام بالنشاطات التي لا تتطلب منه الكثير من الكلام حين يكون متعباً، أو غير راغبٍ بالكلام.
- أن تتجنب الأم الطلب من طفلها إعادة ما قاله من كلام.
- توفير الجو الهادىء في المنزل، بعيداً عن التوتر والاضطراب.
- التكلم ببطء ووضوح مع الطفل ومع الآخرين أثناء وجوده.
- المحافظة على التواصل الفعال مع الطفل بالعيون وحركات الجسد، وليس فقط بالكلمات.
- السماح للطفل بإنهاء أفكاره وجمله دون أي مقاطعةٍ أو تعليق من الأهل.
- تشجيع الطفل على التحدث مع نفسه ليتدرب على تجاوز هذه المشكلة تدريجياً.
- طمأنة الطفل بأن المشكلة مؤقتة، وأنها سوف تزول بالعزيمة والإصرار.
مواضيع ذات علاقة: