دعا الإسلام إلى تزوّج الودود الولود، ولكل أب في الغالب غرضان هامّان من الإنجاب ، فالأول : تحقيق حاجة في نفس الأب الذي يحب أن يرى صورة نفسه في ولده، ويأكل هذا الابن من ثمار أتعابه ،و من هنا كان الأبناء زينة الحياة الدنيا ، كما قال الله تعالى:{المال والبنون زينة الحياة الدنيا }[ الكهف :46]. الغرض الثاني: يتحقق في إنجاب ذرية صالحة لتعمير الأرض ، واستمرار الحياة البشرية على وفق التعاليم الربانية . وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتزوج من أجل الإنجاب ، وإكثار الذرية ، فقد قال رضي الله عنه : ما آتي النساء للشهوة ، ولولا الولد ما باليتُ ألا أرى امرأة بعيني، وإني لأكرِه نفسي على الجماع رجاء أن يخُرج الله مني نسمة تُسبحه وتذكره. فإذا تحقق للأب هذان الغرضان تحقق له تكوين ذرية صالحة تكون له صدقة جارية بعد مماته. قال عليه الصلاة والسلام:"إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة، صدقة جارية، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له"(1).