وضح الاختصاصيون ان التمييز بين البنات والاولاد يعود الى المفاهيم المسبقة والتقاليد الاجتماعية الراسخة ففى الحضانة يجد الطفل نفسه فى مواجهة خاصة مع ألعاب البنات ( دمية – اوانى مطبخ ) فيما الصبيان ألعابهم تكون ( سكة حديد – مرآب سيارت – ألعاب تركيب ) وفى فترة الطفولة المبكرة لا يرتكز اختيار الطفل على جنسه بل يريد ان يلعب بما يحلو له وقليل من الاهل يسمحون لاطفالهم اختيار الالعاب التى تناسب اذواقهم ربما خوفا من ان تتصرف البنت بشكل ذكورى او ان يتصرف الصبى بشكل انثوى .
برغم ذلك يؤكد الاختصاصيون ان لا مشكلة فى رغبة الذكر فى اللعب بالدمية او رغبة البنت فى اللعب بالمسدس اذا كانا دون السبع سنوات فعندما يلعب الولد فى سن الاربع سنوات بدمية يشير الى حاجته الى فهم معنى العائلة ودور كل فرد فيها وفى هذه السن لا يدرك تماما كل الفوارق بين الذكر والانثى ويشعر بالحاجة الى لعبة تجسد شخصية ما يعبر من خلالها عن مشاعره ويمثل الاحداث التى يعيشها فنراه يتظاهر بأطعام دميته او التحدث إليها
وعوضا عن منع الطفل فى هذه السن من اللعب بالدمية التى تجسد شكل الفتاة يجدر توفير مجموعات من الدمى التى تمثل له العائلة ويقتصر دور الاهل على مراقبة ابنهم فيراقبون الدور الذى يلعبه وحين لا تكون الخيارات كبيرة امام الطفل ولا يجد امامه سوى دمية فتاة فمن الطبيعى ان يختار اللعب بها ولكن حين يكون عنده نماذج للذكر والانثى حينها يمكن معرفة اختياره الحقيقى
الاختلاف فى الهوية
غالبا ما تشير الاحداث او المواقف او الحوارات التى يخترعها الطفل اثناء اللعب الى امور يعيشها فى الواقع وعندما يكبر الطفل يدرك الاختلاف فى الهوية الجنسية وبحسب المحيط الاجتماعى الذى رافقه فى طفولته الاولى
والالعاب وسيلة الطفل ليعيش ويضحك بطريقة الراشدين فالطفل يعيد انتاج ما يعتقده وظيفة الوالد او الوالدة لذلك نجد البنت الصغيرة تدعى الطبخ وتقوم بدور الممرضة فيما يدعى الصبى قيادة السيارة ويبنى منزلا او يلعب دور الطبيب .
فى هذا العالم الصغير تتشكل هوية الطفل وميوله وترسم شخصيته التى سوف يعيش بها حياته فالعروس الصغيرة هى لعبة البنت التى يناسب أنوثتها وفطرة الحنان والامومة التى تولد معها بينما يميل الطفل الولد لما يناسب فطرته الاكثر ميلا للحركة فتتوجه اهتماماته الى الالعاب التى تشبع ميوله كالمسدس والسيارة ولكن فى بعض الاحيان تنعكس الميول فينجذب الطفل الى ألعاب البنات وتصبح الدمية هى لعبته المفضلة بينما تزهد الفتاة فى دميتها وتفضل ألعاب الاولاد ويبدأ القلق عند الآباء حول ميول اطفالهم ويثور التساؤل هل اللعبة التى يقع عليها اختيار الطفل تتدخل فى تكوين شخصيته وتحديد هويته ؟
هنا على الاهل ان يكونوا حذرين فالالعاب التى يختارونها لاطفالهم تحمل بعداً ايديولوجياً ففى الوقت الذى اصبحت فيه النساء يشاركن فى الوظائف العامة فى المجتمع ، لماذا تحصر الفتيات الصغيرات فى ألعاب يكون دور المرأة فيها الطبخ والقيام بالاعمال المنزلية او ارتداء الفساتين الجميلة ؟ ولماذا يحصر تفكير الطفل الذكر بألعاب يكون دور الرجل فيها خوض الحروب ؟
لذا يمكن للاهل توجيه الطفل نحو ألعاب اخرى تعكس نماذج اخرى فى المجتمع
مراقبة الاهل
يشدد الاختصاصيون على ضرورة ان تراقب العائلة مشهد اللعب الذى يمثله طفلهم وعليها ألا تقلق اذا لعب طفلها بالدمية وابنتها بالمسدس او السيارة فلقد تغيرت التقاليد الاجتماعية ولم يعد دور الاب يقتصر على العمل خارج المنزل ولا دور الام على رعاية الابناء والاهتمام بشؤن المنزل وصار الزوج يساعد زوجته فى الاهتمام بالابناء ورعايتهم اثناء غيابها ومن الطبيعى ان يقلد الطفل اهله .
والاسرة لها دور كبير فى رسم شخصية الطفل الذى يمتص سلوكيات جنسه من خلال ما تمليه عليه بيئة التنشئة واختيار اللعبة احد اساليب تكوين هذه الهوية وايضا الميول والصفات الذاتية
واحيانا يلاحظ بعض الآباء ان طفلهم الولد يحب ان يلعب بألعاب البنات او العكس البنت تحب ان تلعب بألعاب الاولاد وهذا امر يستحق التوقف عنده اذا استمر طوال فترة الطفولة ولم يعدل السلوك تلقائيا ولكن المهم طريقة التصرف فالضرب او التوبيخ ليس السلوك المطلوب خاصة وان هذا السلوك لا يشير فى غاليبة الاحيان الى شذوذ او خلل فى التركيب النفسى للطفل فقد يأتى الطفل ببعض سلوكيات الجنس الاخر ولكنه يدرك هويته ويستشعر بالفطرة الفروق وغالبا ميل الطفل لجنسه وسلوكياته تتضح تلقائيا ببلوغ فترة الطفولة المتأخرة من 9 : 12 سنة ولكن الملاحظة والمتابعة مطلوبة من قبل الابوين لتقويم اى سلوك شاذ خاصة اذا ارتبط ميل الطفل الى الجنس الاخر برغبته الدائمة فى وجوده ضمن هذا المحيط والتشبه به ونفوره من جنسه فهذا مؤشر الى مشكلة تحتاج لاستشارة متخصصين .