تشعر بعض الأمهات بالإطراء حين تعلّق إحدى الصديقات وتمتدح طفلها لهدوئه وخجله، علماً أن صفة الخجل التي يتمتّع بها الطفل تجعلها لا تعاني من انتقاد جاراتها أو أقربائها، بالمقارنة مع أمها
ت الأطفال الأشقياء. ولكن، تجهل معظم هؤلاء الأمهات أن الخجل الزائد ليس بالأمر الجيد دوماً!
يعرّف الخجل بأنه حالة عاطفية أو انفعالية معقّدة، تبعث على عدم الإرتياح والإطمئنان النفسي. ويعيش الطفلالخجول في صراع داخلي يمنعه من ممارسة حياته بصورة طبيعية مع أقرانه ومجتمعه، فهو يعاني من عدم القدرة على التفاعل، كما يشعر بالضعف مقارنة بأقرانه.
وممّا لا شك فيه أن الخجل الزائد يسبّب للطفل مشكلات عدّة في حياته، فهو يمنعه من تكوين صداقات طبيعية مع نظرائه ويشعره بالتعاسة حين يتعامل مع الآخرين، وتبدو عليه علامات واضحة، كالصعوبة في الكلام والتأتأة واللعثمة واحمرار الوجه والرعشة والتعرّق الغزير، في ظلّ وجود الآخرين.
ويتعرّض الخجول لمشكلات ترافقه في مراحل نموّه المختلفة. ففي مراهقته، يعرّضه خجله للكثير من السخرية، وفي عمله يكون شخصاً انطوائياً وغير متأقلم مع محيط عمله، وحتى في قرارات زواجه، فيسبّب له الخجل التردّد دائماً وعدم القدرة على تحمّل المسؤولية وضعف الشخصية أمام الجنس الآخر، وقد يصبح أباً ضعيف الشخصية أمام زوجته وأبنائه.