يضع الطفل أهله في موقف شديد الإحراج عندما يخفي بين طيّات ملابسه لعبة أو غرضاً يخصّ أطفالاً آخرين، وذلك أثناء زيارة الأهل لهم، رغم امتلاكه الكثير من الأغراض والألعاب. وهنا، يُثار تساؤل: متى يكون هذا التصرّف نذيراً بإصابة الطفل بداء السرقة؟
تعتبر السرقة لدى الأطفال قبل سن المدرسة سلوكاً طبيعياً، نظراً إلى طبيعة الطفل في هذه السن التي تمتاز بحب التملّك والأنانية، كما أن معايير الملكية تكون غير واضحة لديه، بصورة لا يدرك جيداً ما له وما للآخرين. ولكن, هذا التصرّف العفوي من قبل الطفل، لا بدّ أن يُقابل بتوجيه من الأهل وتنبيه حازم بضرورة ردّ الأشياء لأصحابها والإعتذار منهم، والتنبيه على عدم تكرار هذا الفعل مرّة أخرى. وفي هذا الإطار، يمكن للأم أن تتحدّث إلى طفلها وتقول له: «هل تحبّ أن يأخذ أحد شيئاً من أغراضك أو ألعابك»؟ وتسأله عن رأيه في من يفعل ذلك لتوضيح الصورة أمام عيني الطفل بقبح هذا التصرّف. كما يمكن الإستعانة ببعض القصص التي تُحكى للطفل قبل النوم لتعزيز مفهوم الأمانة والإشادة بنبل أخلاق صاحبها.
وفي الموازاة، إن تجاوز الصغير مرحلة الطفولة المبكرة واستمراره في الإستيلاء على أغراض وألعاب وأموال الآخرين، حتى وإن كانوا إخوته، يحتّم سرعة تعامل الوالدين مع الطفل بشكل مدروس، نظراً إلى خطورة الأمر.
أسباب مسؤولة:يجدر بالوالدين عدم إلصاق صفة السرقة بالطفل قبل التحقّق من الأسباب التي دفعته لذلك، علماً أن ثمة مجموعة من العوامل التي تلعب دوراً في تحفيز حالة السرقة لدى الطفل، أبرزها:
شعوره بالحرمان العاطفي أو المادي أو كليهما، فيسرق ليعوّض حرمانه.
إعتياده على السرقة منذ الصغر بشكل عفوي وغياب التقويم من قبل الوالدين.
شعوره بالتوتر أو الإكتئاب أو الغيرة، فيلجأ للسرقة بحثاً عن الراحة!