دائما ما يكون الشغل الشاغل لكل أب وأم هو الاطمئنان على أن أطفالهما لا يعانون من أى مشكلة، ولذلك، فعلى كل أم أن تعلم أيضا أن الاكتشاف المبكر لأعراض التوحدعند الأطفال هو أمر ضرورى. واعلمى أنه كلما كان الطفل صغيرا فإن اكتشافك المبكر لأعراض التوحد أمر سيكون له أثر إيجابى فى علاج تلك الأعراض والتعامل مع مشاكل النمو والتطور. وعلى كل أم أن تعلم أيضا أنها إذا اكتشفت بعضا من أعراض التوحدعند طفلها مثلا وهو فى عمر 18 شهر، فإنها ستتمكن من تعطيل أعراض وأثار المرض بعض الشيء والتقليل من آثاره السيئة.
تظهر أعراض التوحدعند الأطفال وهم مازالوا صغارا ويسبب تأخر الطفل فى الكلام واللعب والتفاعل مع الآخرين. وتختلف وتتفاوت أعراض التوحد ما بين طفل وآخر مع الوضع فى الاعتبار أن هناك نقاطا ومناطق رئيسية تظهر فيها مشاكل عندالطفل المصاب بالتوحد مثل إمكانية التواصل سواء لفظيا أو لا والتعامل مع العالم الخارجى والتفكير بمرونة بعض الشئ. يختلف الأطباء والخبراء وحتى الأهل فيما بينهم حول أسباب الإصابة بمرض التوحد ولكنهم يتفقون حول أمر مهم ألا وهو أن العلاج والتدخل المبكر أمر يفيد بشدة.
إن أى أم بالتأكيد سيكون لديها فرصة جيدة لاكتشاف أعراض التوحدعند طفلها إذا كان يعانى منها، فهى تكون معه فى المنزل دائما تراقب تصرفاته وأى تغير فى سلوكه مع الوضع فى الاعتبار أنها يجب أن تكون على دراية تامة بما هو عادى وما هو ليس طبيعيا فى سلوك طفلها. راقبى تطور ونمو طفلك من الناحية العاطفية والاجتماعية والمعرفية لأن التأخر فى تلك المناطق قد يكون دليلا على احتمالية إصابة الطفل بالتوحد ويكون ذلك أيضا طبقا لمرحلة الطفل العمرية.
إذا شعرت أن طفلك تظهر عليه بعض أعراض التوحد، فعليك ألا تنتظرى واذهبى لاستشارة الطبيب على الفور لأن أى تأخر فى الذهاب للطبيب قد يعنى أن تخسري فرصة لتقدم وتطور وعلاج طفلك.
عدم النظر فى العينين مباشرة من علاماتالتوحدعند الأطفال وأيضا قد لا يبتسم الطفل عندما تبتسمين له. وعليك أيضا أن تشكى أن طفلك يعانى من التوحد إذا ناديته باسمه ولكنه لم يستجب إلى جانب أنه لا يستجيب لأى أصوات مألوفة. من العلامات والأعراض أيضا التى قد تعنى أن طفلك مصاب بالتوحد هى أنه لا يلوح بيديه مودعا لك ولا يصدر أى صوت لجذب انتباهك إلى جانب أنه لا يقلد أيا من حركاتك أو تعبيرات وجهك. وعليك أن تعلمى أيضا أنه إذا كان طفلك مصابا بالتوحد فإنه لن يرغب فى اللعب مع الآخرين ولن يطلب منك المساعدة بشأن أى أمر.
كلما تقدم الطفل فى العمر فإن أعراض التوحد عنده تتنوع وتختلف ولكنها فى الأساس تدور كلها حول المهارات الاجتماعية ومهارات الكلام وعدم القدرة على التواصل
هناك بعض العلامات والأعراض على المستوى الاجتماعى والتى قد تظهر على الطفل المصاب بالتوحد مثل أنه يحب دائما أن يعيش فى عالم خاص به بعيدا عن الآخرين إلى جانب أنه لا يبدى أى اهتمام بالناس أو بما يجرى حوله. كما أن الطفل المصاب بالتوحد لا يعرف كيف يتواصل مع الآخرين ولا كيف يكون الأصدقاء إلى جانب أنه يفضل ألا يلمسه أحد. يجب أن تعلمى أيضا أنه إذا كان طفلك مصابا بالتوحد فإنه سيواجه صعوبة فى التحدث عن المشاعر أو فهمها
هناك أيضا أعراض خاصة بصعوبة الكلام واستخدام اللغة عندالطفل المصاب بالتوحد فهو أولا يبدأ فى الكلام متأخرا وقد يتحدث بنبرة صوت غريبة أو غير طبيعية. عليك أن تعلمى أيضا أن الطفل المصاب بالتوحد سيكرر الكلمات والجمل وسيجيب على أى سؤال توجهينه له بتكراره وليس بالإجابة عنه. وعادة ما يستخدم الطفل المصاب بالتوحد اللغة بطريقة خطأ من الناحية النحوية بالإضافة إلى أنه يواجه صعوبة فى التعبير عن رغباته.
دائما ما كان العلماء متفقين أن أسباب إصابة الطفل بالتوحد هى أسباب وراثية فقط ، ولكن بعض الأبحاث أثبتت أن العوامل قد تكون أيضا بيئية.
هناك بعض العوامل الخاصة بالأم قبل الولادة وأثناء الحمل والتى قد تساهم فى إصابة الطفل أو الجنين بالتوحد مثل تعاطى الأم لأدوية ضد الاكتئاب أثناء الحمل وخاصة خلال الثلاثة أشهر الأولى منه أو التعرض لمصادر تلوث كيميائية. كما أن الجنين قد يكون أكثر عرضة للإصابة بالتوحد إذا كانت الأم خلال الحمل تعانى من نقص فى عناصر غذائية معينة